العرب في بريطانيا | كيف تتستّر الصحافة البريطانية على دعم الجيش الب...

1447 محرم 12 | 08 يوليو 2025

كيف تتستّر الصحافة البريطانية على دعم الجيش البريطاني لإسرائيل في حرب غزة؟

كيف تتستّر الصحافة البريطانية على دعم الجيش البريطاني لإسرائيل في حرب غزة؟
عبلة قوفي July 7, 2025

رغم تنفيذ سلاح الجو الملكي البريطاني أكثر من 500 طلعة استطلاعية فوق قطاع غزة منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، لم تُجرِ وسائل الإعلام البريطانية أي تحقيق حول مدى تأثير العمليات ووضعها القانوني.

ولا تزال وزارة الدفاع البريطانية تُؤكد أن هذه المهام، التي نفذتها طائرات شادو R1 انطلاقًا من قاعدة أكروتيري الجوية في قبرص، تهدف فقط للمساعدة في البحث عن الأسرى الإسرائيليين.

غير أن ما يثير القلق هو غياب أي تغطية نقدية أو مساءلة من قبل الإعلام البريطانيي، الذي لم يتساءل حول الأبعاد الأخلاقية أو القانونية لتقديم دعم استخباراتي مباشر لقوات الاحتلال في ظل الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة.

طائرات تجسس بريطانية لصالح الاحتلال

تقارير: طائرات بريطانية تنقل معلومات عن أسرى غزة للإسرائيليين

بفضل جهود ناشطين وصحفيين مستقلين وأعضاء برلمان متضامنين مع فلسطين، تبيّن أن الرحلات الجوية البريطانية مستمرة، بما في ذلك خلال فترات الهدنة، وأن الارتفاع الكبير في عدد هذه الطلعات تزامن مع موجات القصف الأكثر دموية على غزة.

منظمة “العمل ضد العنف المسلح”، التي تحقق في هذه الرحلات، عبّرت عن قلقها من أهداف الطلعات، ونددت برفض الحكومة الكشف عن كيفية استخدام المعلومات الاستخباراتية ومع من تشاركها. وقالت المنظمة: “بمجرد مشاركة البيانات مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، تفقد بريطانيا السيطرة على كيفية استخدامها”.

في 13 يونيو/حزيران، وبعد هجوم إسرائيلي عنيف على إيران، تداولت تقارير احتمال أن تصبح قاعدة أكروتيري هدفًا للرد الإيراني، نظرًا لوصفها من قبل بي بي سي بأنها “قوة انتشار سريع متاحة للطوارئ في الشرق الأوسط”.

كما سلطت عملية رش طائرتين عسكريتين في قاعدة بريز نورتون الجوية الملكية من قبل ناشطين من “بال أكشن” الضوء على نشاط سلاح الجو الملكي البريطاني في الشرق الأوسط، حيث ذكرت بعض وسائل الإعلام، منها بي بي سي، دوافع الناشطين نتيجة استمرار تسيير طائرات تجسس فوق غزة، دون الخوض في التفاصيل.

تجاهل إعلامي ممنهج

الحكومة البريطانية تضغط على بي بي سي للتحقيق بشأن "وثائقي غزة"

من بين 1359 مقالًا نُشر بين فبراير 2023 ويونيو 2025 تشير إلى “أكروتيري”، لم يُخصص أي منها في وسائل الإعلام البريطانية الرئيسة لتغطية رحلات الاستطلاع فوق غزة.

ورغم أن عمليات المراقبة البريطانية كانت موضع اهتمام كبير على محركات البحث، مثل نتائج “جوجل” التي أقرت بوجود “نقاش وقلق كبيرين” حول هذه الرحلات، لم تجد هذه القضية طريقها إلى تقارير الإعلام السائد.

وقد تناولت المنصات المستقلة فقط، مثل ذا ناشيونال وديكلاسيفايد يو كيه وميدل إيست آي، الموضوع بشكل متكرر، محذّرة من تبعات تقديم معلومات استخباراتية قد تُستخدم في استهداف المدنيين.

في المقابل، ركزت التغطيات الكبرى على مهام أخرى لقاعدة أكروتيري، مثل قصف الحوثيين في اليمن أو إعادة بريطانيين من لبنان أو الحديث عن تجسس إيراني.

اعترافات رسمية… وتجاهل متواصل

تحقيقات تكشف دور الاستخبارات البريطانية في مجزرة النصيرات بغزة

قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الرحلات الجوية ليست سرًا؛ ففي 2 ديسمبر 2023، ذكرت بي بي سي أن الطلعات تهدف إلى “البحث عن مواقع احتجاز الأسرى الإسرائيليين”. وفي أكتوبر التالي، أكدت بي بي سي أن بريطانيا قد تسلّم “معلومات استخباراتية عن غزة” إلى المحكمة الجنائية الدولية، في حال طُلب منها ذلك.

لكن التقرير لم يتطرق لتفاصيل هذه المعلومات أو مدى قانونية جمعها، ولم تُجرَ أي متابعة صحفية منذ ذلك الحين. بل إن البحث عن “وزارة الدفاع” في أرشيف بي بي سي لا يُظهر تغطيات جادة متعلقة بهذه الرحلات.

وعندما سُئل ريتشارد بيرجس، مدير الأخبار في بي بي سي، عن سبب تجاهل تغطية هذه القضية، أجاب: “لا أعتقد أنه ينبغي المبالغة في مساهمة بريطانيا فيما يحدث في إسرائيل”.

أما صحيفة الغارديان فقد نشرت ثلاث مقالات رأي فقط: لجيريمي كوربين، وبول روجرز، وأوين جونز، ذكرت الرحلات ضمن سياق أوسع، دون أي تغطية استقصائية. حتى مقالها الوحيد في أكتوبر 2024 الذي أقرّ بأن “الطائرات العسكرية البريطانية نفذت مئات المهام الاستطلاعية فوق غزة”، لم يُتبع بأي تحليل أو تغطية لاحقة.

إعلام صامت أمام الإبادة

"كأنها معجزة".. وصول فتيات من غزة إلى بريطانيا لتلقي العلاج بعد رحلة مؤلمة

رغم أسئلة برلمانيين مثل جيريمي كوربين وشوكت آدم وبريندان أوهارا، لا يزال الصمت يخيّم على طبيعة هذه المعلومات ودورها في دعم العمليات الإسرائيلية.

هذا الصمت الإعلامي الصارخ يتناقض مع التغطيات الحماسية للتحركات العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تمارس الصحافة البريطانية أقصى درجات التحليل والمساءلة.

من المُلفت أن هذا التجاهل يصدر عن مؤسسات تدّعي أنها تحاسب السلطة. فقد كتبت كاثرين فينر، رئيسة تحرير الغارديان، عن دور صحيفتها في “تدقيق السلطة باستقلالية”، بينما يشير الواقع إلى تضخيم روايات وزارة الدفاع وتجاهل أي محتوى يحرج السياسة الخارجية البريطانية.

تكرّر هذا الصمت أيضًا في تغطية “مراجعة الدفاع” التي أعلن عنها حزب العمال. فمن أصل 993 تقريرًا نُشر حتى 2 يونيو 2025، لم يتناول سوى القليل منها معارضة الزيادات في الإنفاق الدفاعي على حساب الخدمات العامة.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)

ترى منصة “العرب في بريطانيا” أن صمت وسائل الإعلام البريطانية بشأن دور سلاح الجو الملكي في دعم الهجمات الإسرائيلية على غزة، تواطؤ يُعبّر عن فشل إعلامي وأخلاقي في محاسبة السلطة. إن تجاهل الطلعات الجوية رغم اعتراف الحكومة بها، وتغطية نشاطات عسكرية أقل أهمية بتفاصيل مفرطة، يفضح دعم الحكومة البريطانية للاحتلال الإسرائيلي.

وتدعو المنصة إلى فتح تحقيق مستقل في طبيعة الدعم الاستخباراتي البريطاني المقدم لإسرائيل، ومحاسبة الجهات المتورطة إذا ثبت ضلوعها في جرائم بحق المدنيين. كما تحثّ وسائل الإعلام على أداء دورها المهني والإنساني بصدق وشجاعة، لا أن تلتزم الصمت حين تُسفك دماء الأبرياء باسم التحالفات الاستراتيجية.

المصدر: Declassified UK


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
12:51 pm, Jul 8, 2025
temperature icon 21°C
clear sky
42 %
1018 mb
7 mph
Wind Gust 13 mph
Clouds 0%
Visibility 10 km
Sunrise 4:53 am
Sunset 9:17 pm