كيفية توفير المال في مواجهة ارتفاع نسب التضخم
تواجه الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة مشكلة حقيقة في القطاع المالي بسبب الزيادات الهائلة في معدلات التضخم؛ وذلك بعد مرور اثني عشر أسبوعًا على رفع قواعد كورونا.
وأظهرت الأرقام التي نشرها مكتب الإحصاء الوطني أن التضخم في أسعار المواد الاستهلاكية ارتفع بنسبة 7 في المئة خلال الاثني عشر شهرًا التي سبقت شهر آذار/ مارس، وهو المعدل الأسرع لارتفاع التضخم منذ 30 عامًا.
كما أن أزمة الوقود العالمية إلى جانب نقص سائقي الشاحنات في المملكة المتحدة زاد من تكاليف الاستيراد.
ويؤكد الخبراء الاقتصاديون أن الأوضاع المالية ستزداد سوءًا قبل أن تبدأ بالتحسن!
إذاً كيف يمكن للشركات الصغيرة أن تحافظ على رأس المال في ظل تقلبات السوق؟
وفي هذا الصدد نقدم لكم بعض النصائح والإرشادات؛ للحفاظ على السيولة النقدية في ظل تضخم الأسعار، ونسلط الضوء على كيفية تعامل أصحاب المشاريع الصغيرة مع العاصفة الاقتصادية التي تجتاح البلاد.
ما الخطوات التي يمكن أن تتخذها المؤسسات الاقتصادية الصغيرة و المتوسطة لمواجهة ارتفاع الأسعار؟
إن ارتفاع الأسعار هو أمر حتمي في البيئات الاقتصادية التي تشهد تضخمًا كبيرًا، ويبدو أن كثيرًا من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا تستطيع ضبط ارتفاع الأسعار.
كما أن ارتفاع الأسعار يؤثر على نسب الأرباح؛ لأنه يضر بالعلاقات القائمة بين المنتجين والمستهلكين، وخاصة في ظل التضخم الحاصل.
قالت كلير تاسكر صاحبة محل تاسكر للمجوهرات لموقع (Statups): “منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت أسعار المواد الخام ترتفع بدرجة كبيرة”.
“أنا لا أرغب في رفع أسعار منتجات محلي التجاري، لكني أبدو مجبرة على فعل ذلك على المدى الطويل!”.
عدم توقيع عقود مع طرف ثالث
يستعين العديد من الشركات الصغيرة ببعض الجهات الخارجية المتخصصة؛ لتنفيذ بعض الأعمال يوميًّا. على سبيل المثال: يُستعان بوكلاء التسويق من أجل بناء العلامات التجارية، كما يُستعان بالمصورين في مجال العلاقات العامة. (Lorazepam)
ولكن مع ارتفاع تكاليف المعيشة يعمد أصحاب العمل – في الغالب – إلى التخلي عن هذه الخدمات غير الضرورية في محاولة لخفض التكاليف.
وفي هذا السياق حذرت إيما وايت مديرة إحدى الشركات في المملكة المتحدة أنه على الرغم من ضرورة التخلي عن بعض الأعمال غير المهمة من أجل توفير الأموال، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي؛ لأن الأعمال مرتبطة ببعضها.
وأضافت أن الأمر سيؤدي إلى تدهور كثير من الأعمال التي سيؤثر بعضها على الآخر كأحجار الدومينو!
اعتماد نماذج التسعير القائمة على الاشتراك
بينما يحذر الخبراء الاقتصاديون من استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة حتى العام المُقبِل على الأقل، يتخوف العديد من رجال الأعمال من المستقبل.
لذا بدأ العديد من رجال الأعمال اعتماد نماذج التسعير القائمة على الاشتراك؛ للحصول على مزيد من الأرباح، وتحسين نظام تقييم الشركات.
وقال روبرت بولوهان أحد مؤسسي شركة (Lotuly): “إن الاعتماد على نماذج التسعير القائمة على الاشتراك يعني أن الشركة ستستفيد من التدفق المستمر للإيرادات، ما يساعد على زيادة القيمة المالية للشركات عند تخلي الزبائن عن خدماتها.
تقليص خطط النمو
أكد العديد من رجال الأعمال أنهم جمدوا خطط النمو الخاصة بشركاتهم مؤقتًا؛ لتوفير السيولة من أجل الأولويات الأخرى.
وقالت شارلوت رافو مؤسسة شركة التصميم الاحترافية (The Monkey Puzzle Tree): “لا بد من استخدام المال لدفع الفواتير المنزلية بالدرجة الأولى؛ لكوننا شركة ناشئة وذاتية التمويل”.
“نتطلع إلى تقليص الاستثمار في المعارض التجارية، وتطوير المنتجات الجديدة”.
كيث يتأثر رجال الأعمال بارتفاع تكاليف المعيشة؟
أدى الارتفاع الكبير في معدل التضخم إلى زيادة الضغوط المفروضة على الشركات الصغيرة، ما زاد من التكاليف التي يواجهها رجال الأعمال ومديرو الشركات.
وحسَب الدراسة التي أجرتها منصة العلاقات العامة (Newspage) فإن كل سبعة رجال أعمال من أصل عشرة يؤكدون أن ارتفاع تكاليف المعيشة يؤثر على صحتهم النفسية، وخصوصًا أولئك الذين يديرون المشاريع الصغيرة.
وقالت الدكتورة جاكي موليجا التي تعمل في فِرَق عمل (Streets High) الحكومية: “إن أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة التي نواجهها تُشكِّل حالة طوارئ وطنية، ولسوء الحظ فإن دوامة التضخم ما زالت تتوسع، وقد يكون لذلك تداعيات هائلة”.
“ولا بد لأصحاب المحلات التجارية من الاستفادة من الأرباح؛ لدعم عوائلهم والمجتمعات المحيطة بهم”.
ما الذي يمكن أن تفعله الحكومة حيال ذلك؟
أعلنت الحكومة أنها ستزيد المساعدات الممنوحة للموظفين من 4000 باوند إلى 5000 باوند، وذلك بالتزامن مع إقرار الميزانية خلال الربيع.
ويعني ذلك أن الشركات الصغيرة ستحصل على حوالي 5000 باوند يمكن توفيرها من ضرائب التأمين التي ارتفعت بنسبة 1.25 نقطة مئوية في 6 نيسان/إبريل.
قال وزير الخزانة ريشي سوناك: “إن هذا الإجراء سيعود بالفائدة على 50 ألف شركة صغيرة، وقد خُفضت أسعار الوقود بنسبة 5 بنسات للتر الواحد، وهي خطوة مبدئية لمكافحة ارتفاع أسعار المادة”.
ومع ذلك يرى كثيرون أن الإجراءات التي أقرها الوزير سوناك لن تستطيع مواجهة التكاليف والضغوط الهائلة التي ترزح تحتها الشركات الصغيرة.
وقالت لوسيندا أورايي مديرة شركة الاستشارات التجارية الدولية: “لا بد أن تقدم الحكومة دعمًا ماليًّا لنا، وذلك بدلًا من الوعود بتخفيض ضريبة الدخل بمقدار بنس واحد في الشهر”.
كيف يمكن حساب الميزانية الكافية لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار؟
تساعدك برامج المحاسبة المجانية في حساب التغييرات الطارئة على دخلك، وتُمكِّنك من فهم وضعك المالي بوجه أفضل.
وبإمكانك التقدم بطلب للحصول على بيان بأصولك ومستحقاتك المالية؛ ما يساعد في اتخاذ القرارات بشأن النفقات التي يمكن تحملها.
فإذا كنت تواجه نقصًا في التمويل فإن برامج المحاسبة المجانية تقدم لك استراتيجيات منخفضة التكلفة للحصول على البيانات الاقتصادية التي تحتاج إليها.
وتضمن هذه الأدوات التنظيمية لرجال الأعمال معاييرَ متوافقة مع وكالة الإيرادات والعائدات، وتجنب الأخطاء المكلفة.
اعتماد نموذج العمل عن بعد له فوائد عديدة من حيث التكلفة
إن متوسط تكاليف عمل كل شخص في أحد المكاتب بالمملكة المتحدة يصل إلى 7.353 باوندًا في العام الواحد، ويمكن توفير هذه المبالغ عند العمل من المنزل.
وفي حال عدم الجاهزية للعمل عن بعد توفر بعض الشركات مساحات كبيرة للأعمال المكتبية المشتركة مثل شركة (WeWork).
وفي العادة تكون الأعمال المشتركة أكثر اقتصادًا من الأعمال المكتبية التقليدية التي تتطلب مساحة كبيرة، كما يستطيع الموظفون في الأعمال المكتبية المشتركة أن يتصرفوا بمرونة لمواجهة الصعوبات المالية.
وكذلك استئجار مساحة مكتبية يعني أن إدارة الشركة لن تتحمل مسؤولية البنية التحتية المشتركة، مثل خدمات التنظيف، وخدمات الأمن والحماية.
المراجعة الإدارية لأعمال الموظفين
إن زيادة معدلات ضرائب التأمين الوطني إلى جانب زيادة الحد الأدنى للأجور يصعب مهمة الحفاظ على الكوادر الوظيفية.
ومن ثَمّ فلا يستغرب الموظفون إن سُرِّحوا من أعمالهم؛ ولذلك فلا بد من تقليل عدد ساعات العمل بدل تسريح الموظفين.
على سبيل المثال: يمكن أن يعمل الموظفون ثلاثة أيام في الأسبوع بدلًا من خمسة.
كما أن تقليل عدد ساعات العمل هو إجراء قانوني بامتياز، لكن لا يمكن إجراء أي تعديل على عقد العمل دون موافقة الموظف.
ونظرًا لأن المملكة المتحدة تعاني نقصًا في الإنتاج الوظيفي فإن تسريح الموظفين قد يسبب ضررًا للاقتصاد.
لذا لا بد من تقييم عمل الموظفين ومدى إنتاجهم؛ لإعادة هيكلة الكوادر الوظيفية دون الحاجة إلى جلب موظفين جدد وصرف مزيد من التكاليف.
وقد تكون الحوافز والمكافآت فكرة جيدة في هذا الصدد.
اتباع خطط معينة لمواجهة ارتفاع الأسعار
إن طلب الحصول على البضائع بسرعة، أو شراء كميات أقل من الحد الأدنى المسموح ببيعه قد يؤدي إلى دفع مزيد من النقود على المدى الطويل.
وبدلًا من ذلك يمكن التعامل مع الشركات التي تتيح دفع مزيد من الرسوم على الخدمات المتخصصة بصفة اختيارية، ما يجنبك اختيار الخدمات التي تزيد من تكاليف الاستيراد.
وبإمكان الشركات التي تعمل في التجارة الإلكترونية أن تستخدم أدوات تحليل الأسعار؛ لمعرفة حجم التكاليف.
الخاتمة
لم تعتد الشركات الصغيرة والمتوسطة مواجهة التضخم لأكثر من عقد من الزمن.
ومع ذلك فإن الارتفاع المفاجئ في الأسعار يفرض على الشركات اتخاذ تدابير سريعة لمواجهة التضخم.
ومن ثَمّ دعا العديد من القائمين على المشاريع الصغيرة الحكومة لكي تتخذ مجموعة من التدابير الداعمة؛ للمساعدة في مواجهة أزمة ارتفاع الأسعار.
وحتى تتصرف الحكومة يجب على الشركات الاستفادة من الحلول غير المكلفة، مثل برامج المحاسبة التي تشكل أدوات جيدة للتدقيق في الأمور المالية، وحساب التكاليف، والعائدات خلال الشهر المقبل.
اقرأ أيضاً :
11 طريقة لتحسين وضعك المالي وسط الغلاء المتزايد
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
14°C
