العرب في بريطانيا | هل شاركت طائرات تجسس بريطانية في جريمة مجزرة ال...

1447 صفر 21 | 16 أغسطس 2025

هل شاركت طائرات تجسس بريطانية في جريمة مجزرة النصيرات؟

هل شاركت طائرات تجسس بريطانية في جريمة مجزرة النصيرات؟
خلود العيط August 13, 2025

في مساء الـ12 من كانون الأول/ديسمبر 2024، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة دون سابق إنذار، مستهدفةً مكتب بريد يُؤوِي عائلات نازحة، ما أدى إلى تدمير منازل مجاورة واستشهاد أكثر من 30 فلسطينيًّا وإصابة أكثر من 50 آخرين. بعض العائلات أُبيدت بالكامل، ونُشرت أسماء أفرادها على الإنترنت خلال دقائق.

وكشفت منصة (Declassified UK) أن طائرة تجسس مملوكة لشركة أمريكية متعاقدة مع وزارة الدفاع البريطانية كانت تحلق فوق النصيرات قبل القصف بيوم واحد. وتبيّن من بيانات تتبع الرحلات الجوية أن طائرتين للمراقبة أقلعتا من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري بقبرص، وحلّقتا قرب غزة قبل القصف وبعده.

إحداهما كانت طائرة تجسس بريطانية من طراز (RAF Shadow R1)، أما الأخرى فهي طائرة (Beechcraft Super King Air 350) التابعة لشركة (Straight Flight Nevada Commercial Leasing LLC)، وهي فرع لشركة (Sierra Nevada Corporation) الأمريكية، وتحمل رمز النداء (CROOK11).

دور بريطاني في استهداف مخيم النصيرات

وجود طائرة أمريكية متعاقدة مع بريطانيا إلى جانب طائرات تجسس بريطانية يثير تساؤلات عما إذا كانت الاستخبارات البريطانية قد ساعدت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في استهداف المخيم.

وزارة الدفاع البريطانية تؤكد أن هذه الرحلات “غير مسلحة” وتقتصر على “إنقاذ الأسرى”، وتنفي أي دور في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية. لكن لا توجد آلية معلنة تضمن عدم استخدام المعلومات التي تُشارَك مع إسرائيل في هجمات تخالف القانون الدولي الإنساني.

تفاصيل الرحلات الجوية

بي بي سي تتخبط بعد صدور تقرير يفضح تسترها على طائرات التجسس فوق

• 11 كانون الأول/ ديسمبر 2024: أقلعت الطائرة (CROOK11) من قاعدة أكروتيري الساعة 20:14 بتوقيت (UTC)، ووصلت إلى أجواء غزة 21:10، وحلّقت فوق النصيرات نحو 20 دقيقة في مسار ثابت يوحي بعمليات مراقبة بصرية أو إلكترونية دقيقة، قبل أن تعود إلى قبرص.
• 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024: غادرت طائرة (Shadow R1) البريطانية القاعدة عند 15:05، وانقطع تتبعها قرب غزة قبل أن تظهر مجددًا قبل القصف بوقت قصير. في المساء، أقلعت (CROOK11) مجددًا في توقيت يتزامن مع بدء القصف الإسرائيلي للنصيرات، وحلّقت قبالة سواحل غزة ثم قرب المخيم بعد القصف.

هذا التوقيت يعزز المخاوف من إمكانية استخدام بيانات المراقبة في تحديد أهداف القصف.

ووفقًا للمادة الـ16 من مشروع مواد لجنة القانون الدولي بشأن مسؤولية الدول، فإن تقديم معلومات استخبارية تُستخدَم في هجوم غير قانوني قد يجعل بريطانيا طرفًا مسؤولًا في النزاع.

لكن مكتب مفوض صلاحيات التحقيق في بريطانيا رفض التعليق على ما إذا كان راجع تبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل، مستندًا إلى استثنائه من الكشف بموجب قانون حرية المعلومات.

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذت بريطانيا أكثر من 600 رحلة مراقبة فوق غزة، بحسَب تحليل مؤسسة (Action on Armed Violence). ومع منتصف 2025، قالت وزارة الدفاع: إن أسطول طائرات (Shadow) يعاني من ضغط العمل، ما دفعها للاستعانة بشركة (Straight Flight Nevada) الأمريكية، التي تُشغّل الطائرات من قاعدة أكروتيري وتنفّذ مهمات استطلاع مطابقة لطائرات سلاح الجو البريطاني.

لكن بيانات الرحلات تكشف أن الشركة كانت تنفذ مهمات فوق غزة قبل أشهر من الاعتراف الرسمي، إذ وصلت إحدى طائراتها (N60125) إلى أكروتيري في الـ5 من كانون الأول/ديسمبر 2024، في وقت كانت فيه معظم طائرات (Shadow) البريطانية صالحة للعمل، ما يثير الشكوك بشأن مبررات الاستعانة بها.

سوابق دامية مرتبطة بالرحلات

لم تكن غارة الـ12 من كانون الأول/ديسمبر الحادثة الوحيدة التي سبقتها رحلات مراقبة بريطانية، ففي الـ8 من حزيران/يونيو 2024، نفذت إسرائيل عملية في النصيرات لتحرير 4 أسرى، أسفرت عن استشهاد أكثر من 270 فلسطينيًّا وإصابة المئات. قبل العملية، نفذت بريطانيا 24 مهمة استطلاع خلال أسبوعين. مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتبر الهجوم “قد يرقى إلى جريمة حرب”.

وزير الدفاع البريطاني لوك بولارد أكد لاحقًا مشاركة معلومات استخبارية مع “الجهات المعنية” بخصوص تحرير الأسرى، لكنه رفض تأكيد ما إذا كانت استخدمت في عملية النصيرات، لاعتبارات أمنية.

انتقادات ومعارضة سياسية

• جيريمي كوربين وصف هذه الرحلات بأنها “غير مبررة على الإطلاق” أثناء “إبادة جماعية تُبث مباشرة للعالم”.
• هيلين ماجواير، المتحدثة باسم الدفاع في حزب الديمقراطيين الأحرار، طالبت الحكومة بتوضيح الضمانات التي تمنع إساءة استخدام المعلومات.
• منظمة العفو الدولية حثّت بريطانيا في كانون الأول/ ديسمبر 2024 على وقف المساعدات العسكرية والأمنية لإسرائيل بسبب “الخطر الواضح” بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.

رغم ذلك، أشاد رئيس الوزراء كير ستارمر بدور قاعدة أكروتيري، مؤكدًا أن “كثيرًا مما يحدث هنا لا يمكن الحديث عنه علنًا”.

منظمات حقوقية تطالب بوقف هذه المهمات إلى أن تنهي إسرائيل حملتها من القصف والحصار والتجويع في غزة، ويدعو ناشطون إلى تحقيق علني كامل في التعاون العسكري البريطاني مع إسرائيل.

كما أعلن فريق كوربين عن “محكمة غزة” لكشف حقيقة الدور البريطاني وإمكانية التورط في الإبادة الجماعية، في ظل تحذيرات من أن المحاكم الدولية قد تدرس دور الطائرات التي تُشغّلها شركات متعاقدة مثل (Straight Flight Nevada).

تؤكد منصة العرب في بريطانيا أن هذه المعطيات تطرح أسئلة أخلاقية وقانونية عن مدى تورط الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا، في دعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي أو تسهيلها. وترى المنصة أن الصمت الحكومي أمام هذه الحقائق يعزز مناخ الإفلات من العقاب، ويقوّض ثقة الرأي العام في التزامات بريطانيا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. كما تدعو المنصة إلى تحقيق برلماني شفاف يكشف حقيقة هذا التعاون الاستخباري، ويحدد المسؤوليات السياسية والقانونية المترتبة عليه.

المصدر: Declassified UK


اقرأ أيضًا:

 

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
7:29 pm, Aug 16, 2025
temperature icon 21°C
overcast clouds
64 %
1025 mb
12 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 5:47 am
Sunset 8:22 pm

آخر فيديوهات القناة