العرب في بريطانيا | شاب يروي رحلته من منتخب الصومال إلى تدريب الأطف...

1447 جمادى الأولى 26 | 17 نوفمبر 2025

شاب يروي رحلته من منتخب الصومال إلى تدريب الأطفال في بلفاست

8ed33bc0-93e4-11f0-aa4c-d33441192794.jpg
شروق طه September 21, 2025

من شوارع كسمايو (Kismayo) التي سيطرت عليها جماعة الشباب المسلحة، مرورًا برحلة مروعة عبر الصحراء والبحر، وصولاً إلى ملاعب كرة القدم في بلفاست (Belfast)؛ هكذا يروي يوسف محمد حكايته التي تختزل مزيجًا من الألم والإصرار على البقاء، وصولاً إلى بداية جديدة مليئة بالأمل.

وجد يوسف، الذي لعب يومُا مع المنتخب الصومالي، نفسه مجبرًا على الفرار من وطنه بعد أن تحولت كرة القدم، شغفه الأول، إلى هدف للمسلحين الذين اعتبروها رمزًا للثقافة الغربية. 

وقال في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي نيوز): “الآن بعدما أصبح لدي منزل، أنا أحقق أحلامي، يمكنني أن أتابع مسيرتي في التدريب”، مضيفًا أن ذلك لم يكن ممكنًا في الصومال.

الخوف من الموت والاختيار الصعب

في عام 2013، ومع تزايد نفوذ حركة الشباب في مدينته، عاش يوسف واقعًا لا يُطاق. لم يعد ممكنًا ارتياد مقهى دون الخوف من تفجير انتحاري، فيما كان أصدقاؤه الذين لعبوا معه كرة القدم يحملون السلاح أو يسقطون قتلى بلا سبب. عندها، وهو لا يزال مراهقاً، وجد نفسه أمام ثلاثة خيارات: الانضمام للإرهابيين، الالتحاق بالجيش، أو الموت في المنتصف، لكنه تمسك بحلمه في كرة القدم، فاختار الهروب.

رحلة الموت عبر الصحراء والبحر

لم يكن يوسف يدرك أنه حين دفع المال للمهربين صار ملكًا لهم، إذ قادته رحلته إلى إثيوبيا ثم السودان، حيث تُرك مع مجموعته شهرًا كاملاً في الصحراء القاسية، لا يملكون سوى القليل من الأرز وماء ملوث، نصف المجموعة قضوا نحبهم، بينهم صديقه المقرب. يقول يوسف: “لم يكن لدى أحد طاقة لدفنهم… الرمال وحدها كانت تواريهم”.

من هناك، نُقل الناجون إلى مدينة سبها الليبية التي وصفها بأنها خاضعة تمامًا للمهربين، حيث يسود العنف والاغتصاب والاتجار بالبشر. 

وبعد ابتزاز جديد للحصول على المال، جُمع 95 شخصًا في قارب مطاطي لا يتجاوز طوله 12 مترًا، وظلوا خمسة أيام تائهين في البحر بسبب عطل في المحرك، بلا طعام أو ماء ليومين آخرين، حتى أنقذتهم سفينة تابعة للبحرية الإيطالية.

حياة جديدة في بلفاست

تنقل يوسف بين إيطاليا وألمانيا وأيرلندا، إلى أن استقر في أيرلندا الشمالية بعد حصوله على اللجوء في بريطانيا. ورغم حصوله الآن على الإقامة المستقرة، فإنه يحذر من الوقوع في فخ المهربين قائلاً: “الفائزون هم مهربو البشر، هم لا يهتمون بمن يموت في عرض المحيط، من سيُقتل، صبيان صغار أو فتيات صغيرات، هم سيحصلون على المال”.

من الألم إلى الأمل

اختار يوسف أن يحول معاناته إلى قوة، فكتب كتابًا عن رحلته لمساعدته في مواجهة الصدمة، وفي بلفاست، وجد عملاً ومنزلاً، وأكمل رخصة التدريب (UEFA B)، واليوم، يعمل متطوعًا في نادي روزاريو (Rosario FC)، حيث يحظى بتقدير واسع من زملائه.

في أحد أيام الأحد الممطرة على ملعب النادي بطريق أورمو، تحدث المدرب كريس لافري عن يوسف قائلاً إن تدريباته “ممتازة للغاية”، مؤكدًا أنه يضيف بعدًا جديدًا ويدفع اللاعبات لمستويات أعلى. كما أشادت المدربة آشلي كينيدي بالتزامه وقدرته على تبسيط كل حركة للفتيات.

أما اللاعبات اللواتي يدربهن فلا يعرفن شيئًا عن ماضيه أو رحلته الطويلة، يرونه فقط مدربهم يوسف. وبالنسبة له، فإن مجتمع روزاريو منحه شعورًا بالانتماء والدفء العائلي الذي افتقده طويلاً. يقول ممتنًا: “لقد جعلوني أشعر أنني في بيتي”.

المصدر: بي بي سي


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة