شابة ريادية تجمع مليوني دولار لإطلاق تطبيق يساعد المهاجرين في بريطانيا على توفير المال

نجحت رائدة الأعمال نينا موهانتي، البالغة من العمر 32 عامًا والمولودة في وادي السيليكون، في جمع مليوني دولار (1.5 مليون باوند) من مستثمرين لإطلاق تطبيق “بلوم موني” (Bloom Money)، الذي يهدف إلى دعم المهاجرين في المملكة المتحدة عبر رقمنة طريقة تقليدية للتوفير تُعرف بـدوائر الادخار أو جمعيات الادخار والائتمان الدوّارة (ROSCA).
موهانتي، التي عاشت في المملكة المتحدة لأكثر من عشر سنوات، استوحت فكرتها من تجاربها الشخصية والمهنية، حيث عملت سابقًا في مؤسسات مالية مرموقة مثل ستارلينغ بنك وكلارنا وماستركارد. وتقول إنها سئمت من تكرار تصميم منتجات مصرفية للفئة نفسها من العملاء، دون الالتفات إلى احتياجات المجتمعات المهاجرة.
نظام ادخار جماعي عابر للثقافات

لاحظت موهانتي خلال لقاءاتها اليومية مع عمال مهاجرين – من سائقي الحافلات إلى عاملات النظافة – أنهم لا يستخدمون الوسائل المصرفية التقليدية، بل يعتمدون على نظام ادخار جماعي، يتمثل في اتفاق مجموعة من الأفراد على دفع مبلغ ثابت شهريًا في صندوق مشترك، يُمنح كاملاً لأحد الأعضاء بالتناوب كل شهر.
هذا النظام، الذي يُعرف علميًا باسم ROSCA، يتخذ أسماء مختلفة بحسب المجتمع: “تشِت فند” في الهند، “باردنر” في جامايكا، “كاميتي” في باكستان، “أجو/إيسوسو” في نيجيريا، و”حقبَد” في الصومال. ورغم طابعه غير الرسمي، أثبت هذا النظام فعاليته في تحقيق الاستقرار المالي داخل المجتمعات المهاجرة.
مواجهة التمييز المالي عبر التكنولوجيا
تقول موهانتي إن نظام ROSCA نشأ في الأساس بسبب التمييز الذي واجهته الأقليات في المؤسسات المصرفية، مشيرة إلى تجربة جيل الرياح التجارية (Windrush) من الجامايكيين الذين لجأوا إلى هذا النظام بعد رفض البنوك تقديم القروض لهم. وحتى اليوم، يُبلغ العديد من المهاجرين في بريطانيا عن تعرضهم للتمييز عند التعامل مع المؤسسات المالية.
وأظهر تقرير صادر عن مؤسسة Fair4All Finance عام 2023، أن 20٪ من الأشخاص من الأقليات العرقية في بريطانيا أبلغوا عن تعرضهم للتمييز العنصري في القطاع المالي، بينما اعتقد 28٪ منهم أن السياسات المصرفية تضعهم في موقع غير عادل مقارنة بالبريطانيين البيض.
من الشك البنكي إلى منصة آمنة
موهانتي أوضحت أن هذا السلوك التعاوني في الادخار كان يُنظر إليه أحيانًا على أنه نشاط مشبوه، بل كانت بعض البنوك تغلق حسابات المستخدمين لهذا السبب. وأضافت: “عندما كنت أعمل في بنك مونزو، كانوا يرون هذا النوع من المعاملات ويقولون: ما هذا؟ يبدو كغسيل أموال”.
هنا ظهرت الحاجة إلى تطبيق رقمي آمن وشفاف، يُبنى خصيصًا لفهم هذا السلوك المالي الجماعي. وبالفعل، جاء “بلوم موني” ليملأ هذه الفجوة.
بلوم موني: التكنولوجيا في خدمة المجتمع
يتيح تطبيق “بلوم موني” للمستخدمين إنشاء دوائر ادخار خاصة بهم، ودعوة أفراد موثوقين للانضمام إليها. يتم تقسيم العوائد بالتناوب، ما يقلل من احتمالات الاحتيال أو إساءة الاستخدام.
وإلى جانب تنظيم عملية الادخار، يعمل التطبيق على بناء ملفات ائتمانية للمستخدمين، ما يفتح لهم أبواب الوصول إلى منتجات مالية رسمية مثل القروض، صناديق التقاعد، والاستثمارات.
المصدر: msn
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇