سبع وجهات يُنصح البريطانيون بتجنبها في عام 2026
أصدرت شركة Fodor’s Travel قائمتها السنوية لعام 2026 لأماكن يُنصح السياح البريطانيون بتجنب زيارتها مؤقتًا، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على الوجهات التي يضع فيها النشاط السياحي ضغوطًا غير مستدامة على البيئة والمجتمعات المحلية.
وأكدت الشركة أن هذه القائمة “ليست دعوة للمقاطعة”، بل دعوة لمنح هذه الأماكن فرصة للتعافي مؤقتًا، معتبرة أن التخفيف من كثافة السياحة ضروري للحفاظ على هذه الوجهات على المدى الطويل.
أنتاركتيكا: سحر هشّ وبيئة مهددة
تصدرت أنتاركتيكا ( القارة القطبية الجنوبية) القائمة، حيث حذر خبراء البيئة من الإفراط في السياحة قبل وضع حدود صارمة لعدد الزوار. وأوضح مايك غانتر، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم الدراسات في كلية رولينز بفلوريدا والمتخصص في السياحة البيئية، أن القارة خلال ربع القرن الأخير تحولت أكثر نحو السياحة الجماعية بدلًا من السياحة البيئية التقليدية.
وأشارت إليزابيث ليان، أستاذة الدراسات القطبية في جامعة تاسمانيا، إلى أن أحد أبرز عوامل جذب السياح هو “الهالة الغامضة للقارة كونها آخر مكان، آخر برية”. بدورها، أكدت جيسيكا أوريلي، أستاذة مشاركة في الأنثروبولوجيا بجامعة إنديانا ومستشارة في اجتماعات معاهدة أنتاركتيكا، هشاشة البيئة هناك، مشددة على أن كثافة السياحة العالية قد تلحق ضررًا بالغًا بالنظام البيئي الفريد.
جزر الكناري : جمال مهدد بالاستثمار العقاري
وجاءت جزر الكناري على القائمة بسبب الإفراط في السياحة، إذ عبّر السكان المحليون عن استيائهم من ارتفاع الإيجارات وقيم العقارات بعد السماح بتأجير الممتلكات عبر منصات مثل Airbnb و Booking.com، ما جعل من الصعب على الشباب استئجار أو شراء منزل، وفق جون ديل بيكلي، مؤسس منصة CanaryGreen.org.
منتزه جلاسير : آثار المناخ تمنع الزيارة مؤقتًا
أما منتزه جلاسير الوطني في مونتانا، الولايات المتحدة، فقد نصح خبراء السياحة بتجنب زيارته مؤقتًا لإعطائه فرصة للتعافي من التأثيرات البيئية، حيث أشار مايكل جاميسون، مدير حملة شمال روكيز في جمعية حماية المنتزهات الوطنية، إلى أن التغير المناخي أدى إلى حرائق أكثر تكرارًا واتساعًا، وفصول شتاء معتدلة، مؤثرًا على مسارات الهجرة والموائل الموسمية للعديد من الأنواع، مضيفًا أن هذه التحديات “غير مسبوقة في تاريخ المنتزه”.
إيسولا ساكرا : بين السياحة والحفاظ على الطبيعة
في إيسولا ساكرا ، إيطاليا ، أعرب السكان عن قلقهم من تأثير ميناء رحلات بحرية على البيئة، مؤكدين أن المشروع قد يدمر النظام البيئي الحساس للمنطقة من كثبان وأراضٍ رطبة وزراعة ونباتات وحياة برية بحرية وبرية، مشددين على أن الحل يكمن في التعاون لإيقاف المشاريع التي تهدد هذا التوازن.
يونغفراو : جبال مشوهة بالسياحة
تواجه منطقة يونغفراو في سويسرا تحديًا في موازنة النمو السياحي مع الحفاظ على البيئة وجودة حياة السكان المحليين، حيث تجاوز عدد الزوار مليون شخص في 2024، مع زيادة كبيرة في استخدام التلفريك ومرافق الجذب الأخرى، ما يؤثر على المشهد الطبيعي والتنوع البيئي، بحسب تقارير خبراء المناخ والعلم.
مكسيكو : الضغوط تتصاعد على السكان
وفي مدينة مكسيكو، أدى ارتفاع أعداد السياح إلى ضغوط على المجتمعات المحلية، مع انتقادات واسعة لمنصات تأجير العقارات قصيرة الأجل مثل Airbnb، التي تشجع الإخلاءات وترفع أسعار المساكن، بحسب ناتاليا دي لا روسا، قائلة إن ذلك أثر سلبًا على النسيج الاجتماعي للمدينة.
مومباسا : الزحام يهدد الحياة اليومية
شهدت مومباسا في كينيا زيادة كبيرة في أعداد السياح، ما تسبب في ضغط على الموارد المحلية، حيث ارتفع حجم حركة الموانئ بنسبة 164%، واستضافت المدينة 70% من السياح القادمين إلى الساحل.
مونمارتر : الإفراط السياحي يهدد أصالة الحي
أما مونمارتر في باريس، فقد حذر الخبراء من الإفراط السياحي، إذ تُغلق الطرقات مساءً بمقاهي ومطاعم، مع احتجاج السكان المحليين بهدوء، محذرين من أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان الأصالة وتغيير الهوية المحلية، مع احتمال أن يقتصر تفاعل الزوار على لقاء سياح آخرين فقط، وفق ريمي كنافوفو، أستاذ بجامعة باريس 1–بانثيون سوربون ومتخصص في الإفراط السياحي.
القائمة تسلط الضوء على ضرورة التوازن بين السياحة وحماية البيئة والمجتمعات المحلية. السفر مسؤولية تتجاوز مجرد التنقل، ويتطلب وعيًا بتأثير النشاط البشري على الموارد والطبيعة. يوصى بالاختيار الواعي للوجهات والأنشطة، ودعم المبادرات والسياسات التي تحافظ على التراث الثقافي والطبيعي، بما يضمن استدامة الوجهات للأجيال القادمة ويعزز تجربة السفر نفسها للمسافر والمجتمع المضيف.
المصدر : Birmingham Mail
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
