ديلي ميل: وفاة أمريكي بفيروس خطير غامض يكتشف لأول مرة بين البشر
مع تسجيل أول وفاة بشرية بسلالة من إنفلونزا الطيور لم تُرصد سابقًا بين البشر، تكثر الأسئلة عن تطور الفيروسات وقدرتها على تغيير أنماط العدوى. الحادثة، التي سُجّلت في ولاية واشنطن، تعيد النقاش بشأن مدى استعداد الأنظمة الصحية لرصد التحوّرات المفاجئة في فيروسات الإنفلونزا.
أول حالة وفاة بشرية بسلالة (H5N5)

وفقا لتقرير نشرته الديلي ميل، توفي مقيم في ولاية واشنطن نتيجة إصابته بسلالة (𝖧5𝖭5) من إنفلونزا الطيور، وهي سلالة لم يُسجَّل ظهورها في البشر من قبل. وقال مسؤولون: إن المريض -وهو شخص مسن يعاني مشكلات صحية سابقة- نُقل إلى المستشفى بعد إصابته بحمى شديدة، واضطراب في الوعي، وصعوبات حادة في التنفس.
وأكّدت الفحوص المخبرية إصابته بسلالة (H5N5)، وهي سلالة اكتُشفت سابقًا في الحيوانات فقط. وكان المريض يمتلك قطيعًا صغيرًا من الطيور المنزلية في فنائه الخلفي.
رحلة العلاج وتدهور الحالة الصحية

تلقى المريض الرعاية في مقاطعة غرايز هاربور، على بعد نحو مئة ميل من سياتل، ثم نُقل إلى مستشفى متخصص في مقاطعة كينغ. وقبل وفاته، كان الأطباء يصفون حالته بأنها «حرجة». وقالت وزارة الصحة في ولاية واشنطن: إن «مستوى الخطر على الجمهور ما يزال منخفضًا»، وإنه لا توجد حالات أخرى ثبتت إصابتها بالفيروس بين المخالطين.
وأكدت الوزارة أنها ستواصل متابعة كل من خالط المريض؛ للتأكد من عدم حدوث انتقال بشري للفيروس، مشيرة إلى أنه «لا توجد دلائل على انتقال الفيروس بين البشر».
كيف حدثت العدوى؟
لم تُكشف هُوية المريض ولا عمره، كما لم تُعلن تفاصيل العلاج، لكن يرجّح المسؤولون أن العدوى مرتبطة بالتعرّض لطيور برية أو منزلية. وقد رُصد الفيروس في بعض طيور قطيع المريض، ما يجعله مصدرًا محتملًا للعدوى. وكانت طيور من القطيع قد نفقت قبل أسابيع من مرض المريض، في حين بقيت الطيور الأخرى بصحة جيدة.
وأشار المسؤولون إلى أن كل المخالطين ممن ظهرت عليهم أعراض خضعوا للفحص، ولم تُسجّل إصابات جديدة حتى يوم الجمعة. ويمكن أن يصاب الإنسان عند ملامسة الطيور المريضة أو مخلفاتها أو جيفها.
كل الحالات البشرية السابقة كانت بسلالة (H5N1)

ومع أن هذه الحالة هي الأولى من نوعها بسلالة (H5N5)، فإن معظم الإصابات البشرية السابقة -عند تحديد السلالة- كانت بسلالة (H5N1). ويرى الخبراء أن ظهور سلالة جديدة في البشر يعكس الطبيعة «غير المتوقعة» لتحوّرات الفيروس، لكن لا توجد أدلة على أن سلالة (H5N5) أكثر خطورة أو قدرة على العدوى من السلالات الأخرى.
ماذا يقول الخبراء؟
قالت الدكتورة أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات في كندا، عبر منصة X: «هذا ليس (H5N1) بل (H5N5)، وهذا لا يمنحني أي ارتياح. إنه إعادة تركيب فيروسي أدّى إلى إدخال شخص إلى المستشفى. هذا تطور غير متوقع. آمل أن يحقق علماء الأوبئة لمعرفة من تعرّض للفيروس، حتى تُتخذ إجراءات مناسبة لاحتواء أي انتشار محتمل».
أما الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية في ولاية تينيسي، فقال لمجلة نيوزويك: «عدوى (𝖧5𝖭5) على الأرجح حادث فردي نادر، ولا تحمل تبعات واسعة على الجمهور العام».
انتشار أوسع في الطيور والماشية
منذ بداية تفشي إنفلونزا الطيور في كانون الثاني/يناير 2022، سُجّلت 71 إصابة بشرية عالميًّا، بينها وفاة واحدة في لويزيانا. أما هذا العام فلم تُسجّل إلا أربع حالات حتى الآن.
وتسبّب الفيروس في إصابة مئات ملايين الطيور البرية والمنزلية في الولايات المتحدة، إضافة إلى أكثر من ألف قطيع من الأبقار. ومنذ أيلول/سبتمبر الماضي، نفق نحو سبعة ملايين طائر من طيور المزارع، بينهم 1.3 مليون ديك رومي، ما أثار مخاوف بشأن توفر الإمدادات الغذائية خلال موسم العطلات.
ويقول الخبراء: إن زيادة الإصابات في هذا الوقت من العام مرتبطة بهجرة الطيور التي قد تحمل الفيروس إلى مناطق جديدة. وتظل المخاوف قائمة من احتمال تطوّر الفيروس ليتمكن من الانتقال بين البشر، ما قد يؤدي إلى تفشيات واسعة النطاق.
وتؤكد مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) أن الخطر على الجمهور ما يزال منخفضًا، لكنها تواصل متابعة الأوضاع بالتنسيق مع الولايات.
ما الذي يعنيه هذا التطور؟

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن ظهور حالة بشرية بسلالة (H5N5) يعيد التأكيد على سرعة التحوّرات في فيروسات الإنفلونزا، وعلى أهمية مراقبة العدوى لدى الطيور والماشية. وترى المنصة أن المعلومات الحالية لا تشير إلى تهديد مباشر للجمهور، لكنها تبرز ضرورة الجاهزية الصحية لمواجهة أي تحوّر غير متوقع.
المصدر: ديلي ميل
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
