ثبوت عدم فاعلية دواء مضاد لفيروس كورونا بعد إنفاق بريطانيا نحو مليار باوند

كشفت صحيفة الديلي تلغراف إهدار ما يقرب من مليار باوند من أموال دافعي الضرائب على دواء مضاد لفيروس كورونا ثبتت عدم فاعليته.

وصف الأطباء لمرضى كورونا أقل من 2 في المئة من عقار مولنوبيرافير (Molnupiravir) المضاد للفيروسات الذي اشترت منه وزارة الصحة البريطانية 2.23 مليون عبوة، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة التلغراف.

ومن غير المرجح أن يتم استخدام باقي الجرعات المتوفرة بعد أن وجدت الأبحاث أن الدواء لا يحدث فرقًا في معدلات الاستشفاء أو الوفيات.

دواء مضاد لفيروس كورونا

في تشرين الثاني/ نوفمبر، أُضيف “مولنوبيرافير” إلى مسودة قائمة غير مستحسن لعلاج كوفيد-19، وحذر المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (Nice)، وهو هيئة مراقبة الأدوية في المملكة المتحدة، من أنه لا ينبغي استخدامه بشكل روتيني.

في خريف عام 2021، أعلن ساجد جاويد وزير الصحة آنذاك، أن الحكومة اشترت 2.23 مليون عبوة من مضادات الفيروسات في محاولة للحد من تأثير متغير أوميكرون.

كانت المملكة المتحدة أول دولة في العالم ترخص عقار مولنوبيرافير (Molnupiravir)، والذي من المفترض أن يعمل على تقليل حِدة أعراض كوفيد-19 على الفئات الأكثر عرضة للإصابة والتأثر، وذلك في محاولة لتقليل أعداد الحالات بالمستشفيات.

تظهر البيانات أنه تم وصف ما مجموعه 20,195 عبوة فقط من الدواء بين كانون الأول/ ديسمبر 2021 ونهاية الأسبوع الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، تم وصف ما يقرب من 13 ألف عبوة خلال التجربة السريرية الرئيسة في المملكة المتحدة للعقار. أي اُستخدم ما مجموعه 33 ألف جرعة فقط، ما يعني تبقي حوالي 98 في المئة من إجمالي العبوات التي تم شراؤها.

تنتهي صلاحية الدواء بعد 30 شهرًا من تاريخ تصنيعه ، ما يعني أن العبوات التي أُنتجت في نهاية عام 2021 ستنتهي صلاحيتها اعتبارًا من منتصف عام 2024.

دواء غير موصى به

أعلن المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (Nice) عن كون الدواء ضمن قائمة الأدوية غير الموصى بها لعلاج حالات كوفيد بعد النتائج المبكرة من تجربة بانوراميك التي قادتها جامعة أكسفورد بناءً على دراسة ما يقرب من 25 ألف شخص، والتي كشفت أنه لا يوجد فارق كبير في تقليل معدلات الوفاة أو دخول المستشفى بين المرضى الذين عولجوا بالدواء.

وأظهرت الدراسات أن الأدوية المماثلة من ناحية المادة الفعالة: مثل الستيرويد بوديزونيد، لها التأثير نفسه ولكنها تكلف 15 باوند فقط لكل عبوة، مقارنة بثمن عقار مولنوبيرافير (Molnupiravir) الذي يُكلف حوالي 450 باوند.

عندما اشترت الحكومة الدواء لأول مرة، اتخذت القرار استنادًا إلى النتائج الأولية لتجربة أصغر بكثير شملت 762 مريضًا أجرتها الشركة المصنعة، ما يشير إلى أنها خفضت دخول حالات كوفيد-19 المستشفى بنسبة 50 في المئة.

ومع ذلك، فإن النصف الثاني من تلك الدراسة والمعروفة باسم تجربة الخروج، تشير إلى أن الدواء مرتبط بنسبة 25 في المئة في حالات الاستشفاء.

أظهرت النتائج النهائية المنشورة فائدة إجمالية تتمثل في انخفاض بنسبة تصل إلى 30 في المئة في حالات الاستشفاء، على الرغم من أن تحليلًا مستقلًا للنتائج أجراه فريق خبير الصيدلة الدكتور أندرو هيل وجد أن هذا قد لا يكون ذا دلالة إحصائية.

تأثير لا يذكر

بشكل عام، أظهرت النتائج المجمعة لكل من “التجارب البانورامية” و”نتائج الخروج” أن عقار مولنوبيرافير (Molnupiravir) لم يكن له أي تأثير على الحد من دخول المستشفى، حسبما ذكرت المجلة الطبية البريطانية (BMJ).

في هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الصحة: “لقد اتخذنا إجراءات سريعة في مواجهة متحور أوميكرون لتأمين مخزون من العقار المضاد للفيروسات عن طريق الفم لدعم الاستجابة الوطنية لمواجهة الفيروس”.

وتابع أن تأثير أوميكرون كان أقل حدة من المتحورات السابقة، مشيرًا إلى أن برنامج التطعيم الخاص بوزارة الصحة كان ناجحًا في حماية الناس من حِدة الأعراض والوفاة.

وأضاف أن عقار مولنوبيرافير (Molnupiravir) سيظل متاحًا للمرضى المعرضين لمخاطر عالية هذا الشتاء، إلى جانب الأدوية الأخرى والاختبار المجاني والتطعيم؛ للمساعدة في تقليل مخاطر دخول المستشفى وتحسين التعافي للفئات الأكثر ضعفًا.

المصدر: The Telegraph

اقرأ أيضًا:

أسترازينكا تحصل على تصريح لدواء جديد لعلاج وباء كورونا

بدء تقديم الدواء الجديد لمرضى كورونا في مستشفيات بريطانيا

بريطانيا: ترخيص دواء مولنيبريڤير لعلاج كورونا رسميا