خطاب الكراهية في أوروبا إلى أين؟
في الـ15 من مارس 2024 أكدت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE) تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا والعِداء ضد المسلمين، ويرجّح بعض المحللين ارتباط هذه الزيادة بمجازر الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة، وارتفاع أصوات التضامن مع الفلسطينيين، واستفزاز هذا التضامن للمتشبعين بثقافة الكراهية ضد العرب والمسلمين.
ولا يقتصر خطاب الكراهية على المنتسبين للتيارات اليمينية المتطرفة، رغم أن التيارات السياسية الشعوبية هي الأكثر تبنيًا لهذا الخطاب؛ لأنها تعتقد أنه الخطاب الوحيد القادر على منحها أصوات المتطرفين.
حوادث الكراهية ضد الملسمين
ورغم تأكيد كثير من الباحثين أن أضرار معاداة الإسلام تعادل أضرار معاداة السامية، فإن الخطوات العملية لمكافحة خطاب كراهية الإسلام لا تساوي شيئًا مقابل الخطوات العملية لمكافحة معاداة السامية.
ولكننا في المقابل لا نستطيع أن نوجّه اللوم إلى الأنظمة الغربية فقط؛ فالواقع يؤكد أن كثيرًا من الأنظمة العربية الاستبدادية تُموِّل حملات الكراهية ضد الإسلام؛ لاستهداف اللاجئين من ناشطي حقوق الإنسان، وتضييق الخناق عليهم، وهناك من يؤكد أن الأنظمة القمعية التي أسهمت في تشريد الملايين من مواطنيها شاركت بصورة مباشرة وغير مباشرة في إثارة الهلع عند الأوربيين من المهاجرين؛ لدفع الأنظمة الغربية إلى التخلي عن دعم الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح الديمقراطي.
والواقع أن تصاعد ثقافة الكراهية لن يقتصر ضرره على المسلمين والمهاجرين، ولكن البشرية كلها ستدفع الثمن، ولعل ما نشهده من حروب واحتجاجات وأعمال شغب هو مجرد مقدمة لحروب عالمية أكثر فظاعة، في ظل غياب الجهود الحقيقية لمكافحة خطاب الكراهية ودعم ثقافة حقوق الإنسان، وإيقاف جرائم الإبادة الجماعية والاغتيالات خارج القانون، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇