العرب في بريطانيا | حين يُدان الهتاف لغزة وتُبرر المجازر... ازدواجي...

1447 جمادى الثانية 23 | 14 ديسمبر 2025

حين يُدان الهتاف لغزة وتُبرر المجازر… ازدواجية فاضحة في الموقف البريطاني

حين يُدان الهتاف لغزة وتُبرر المجازر.. ازدواجية فاضحة في الموقف البريطاني
صبا الشريف July 1, 2025

نددت الحكومة البريطانية و بي بي سي بأداء فرقة (Bob Vylan) خلال مشاركتها في مهرجان غلاستنبري السبت الماضي، وذلك بعد أن رددت الفرقة هتافًا أثار جدلًا واسعًا.

ويأتي ذلك في وقت تتعرض فيه المؤسسات الرسمية لانتقادات متزايدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتهمها كثيرون بأنها أكثر صرامة في التعامل مع كلمات الفنانين مقارنة بموقفها تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

اتهامات متتالية تطال الفنانين بعد مواقف مناهضة للاحتلال

حين يُدان الهتاف لغزة وتُبرر المجازر.. ازدواجية فاضحة في الموقف البريطاني

ويأتي هذا الجدل بعد أسبوع فقط من توجيه اتهامات مماثلة لفرقة الراب الإيرلندية (Kneecap)، حيث وُجهت لأعضائها تهم بالتحريض على الإرهاب خلال مشاركة سابقة لهم في إحدى الفعاليات داخل بريطانيا.

أما فرقة (Bob Vylan) البريطانية، فوجدت نفسها في قلب عاصفة من الانتقادات، بعدما هتف أحد أعضائها خلال أدائهم في مهرجان غلاستنبري أمام جمهور واسع: “الموت، الموت لجيش الاحتلال الإسرائيلي”، في عرض نُقل مباشرة على شاشة BBC.

من الموسيقى إلى فلسطين: “Bob Vylan” تصرخ في وجه الصمت

تتألف فرقة (Bob Vylan) من المغني وعازف الغيتار بوبي فايلان (الاسم الحقيقي: باسكال روبنسون-فوستر) وعازف الطبول بوبي فايلان، وهي معروفة بتناولها قضايا اجتماعية حيوية في أعمالها الموسيقية، من بينها العنصرية، والصحة النفسية، وتأثير التهجير على المجتمعات السوداء في بريطانيا.

وخلال العرض، قال المغني رئيس الفرقة إنه سبق له أن عمل “تحت إشراف صهيوني لعين”، متهمًا حكومتي بريطانيا والولايات المتحدة بالتواطؤ في ما وصفها بـ”جرائم حرب وإبادة جماعية تُرتكب بحق الفلسطينيين”.

وأضاف: “أعلم أننا على شاشة BBC، لذا لن نقول شيئًا مجنونًا”، قبل أن يطلق هتافات تضمنت: “حرروا فلسطين” و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستصبح حرة”.

وتابع قائلًا: “لسنا فنانين مهادنين، بل صوتًا غاضبًا يرفض الصمت، لأن بعض الرسائل لا تُفهم إلا بلغة القوة، للأسف.”

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تقارير تحدثت عن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيين أثناء توزيع مساعدات إنسانية تشرف عليها “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) المدعومة أمريكيًا، وسط مزاعم بأن بعض الطرود الغذائية كانت تحتوي على مواد أفيونية.

تحقيقات وإدانات رسمية تطارد  الفرقة بعد غلاستنبري

حين يُدان الهتاف لغزة وتُبرر المجازر.. ازدواجية فاضحة في الموقف البريطاني

باشرت الشرطة البريطانية يوم الإثنين، تحقيقًا جنائيًا شمل فرقتي (Bob Vylan) و (Kneecap)، على خلفية أدائهما في مهرجان غلاستنبري وما تضمنه من شعارات داعمة لفلسطين، شعارات أثارت جدلاً واسعا وسط المؤسسات البريطانية.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة ديلي ميل الهتاف بشكل غير دقيق، مشيرة إليه على أنه “دعوة لقتل الإسرائيليين” وهو توصيف أثار بدوره انتقادات من ناشطين وصحفيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد أدانت التصريحات جهات رسمية عدة، من بينها رئيس الوزراء كير ستارمر، و بي بي سي، إلى جانب منظّمي مهرجان غلاستنبري.

وفي تطور متصل، أعلنت الولايات المتحدة إلغاء تأشيرات دخول أعضاء الفرقة، ووصفت أدائهما بأنه يندرج ضمن “خطاب الكراهية”، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية عن أحد مسؤولي إدارة ترامب.

وفي اليوم نفسه أعلنت وكالة United Talent Agency” (UTA)” فسخ عقدها مع فرقة (Bob Vylan) ، في خطوة وُصفت بأنها استجابة مباشرة للضغوط السياسية والإعلامية المتصاعدة.

ردود فعل متباينة: دعم للفنانين وانتقادات لتمييز القانون

حين يُدان الهتاف لغزة وتُبرر المجازر.. ازدواجية فاضحة في الموقف البريطاني

في ظل تصاعد الإجراءات الرسمية والإعلامية ضد الهتافات المنددة بالاحتلال، عبّر آلاف المستخدمين على الإنترنت عن دعمهم لفرقة Bob Vylan، مؤكدين أن الكلمات التي تُعتبر مسيئة تُواجه بردود فعل أشد مما تواجهه الانتهاكات التي وصفتها جهات دولية، بينها الأمم المتحدة، بأنها إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وكتبت الأكاديمية هبة جويد على منصة X: “من الغريب أن هتاف ‘الموت لقوات الدفاع الإسرائيلية’ يثير ردود فعل أقوى من وفاة الأطفال بالفعل في غزة.”

وأشار ناشطون إلى التفاوت الواضح في طريقة التعامل بين مواطنين بريطانيين-إسرائيليين والفنانين المنتقدين لإسرائيل، حيث قال أحدهم على X: “في بريطانيا، تمني الموت لقوات الدفاع الإسرائيلية يعرضك للتحقيق، بينما يعود جنود هذه القوات إلى البلاد بعد ارتكابهم قتل الأطفال في غزة، ويستأنفون حياتهم وكأن شيئًا لم يكن. القانون يحمي المجرمين.”

كما لفت كثيرون إلى الهتافات المتكررة التي يطلقها إسرائيليون مثل “الموت للعرب” و”سحق غزة”، دون أن تواجه نفس مستوى العقاب أو الملاحقة.

وفي تعليق آخر على X: “مجموعات من الإسرائيليين تهتف ‘الموت للعرب’، وتحرض على القتل العنصري حتى خلال مباريات كرة القدم في أوروبا، ولا يعترض أحد. بينما جمهور “Bobby Vylan” في غلاستنبري يهتف ‘الموت لقوات الدفاع الإسرائيلية’، فتثور الفوضى. قوات الدفاع الإسرائيلية ليست مجموعة عرقية، بل مؤسسة عسكرية ترتكب إبادة جماعية.”

فرقة ترفض الصمت وأصوات إعلامية تلوّح بازدواجية في المعايير

وأبدى عدد من الفنانين المشاركين في مهرجان غلاستنبري دعمهم لفرقة (Bob Vylan). فقد تحدثت فرقة (Amyl and the Sniffers) عن فلسطين أثناء أدائها، واستخدمت حسابها على إنستغرام لتؤكد أن الإعلام البريطاني يحاول استغلال حادثة أداء فرقتي (Bob Vylan) و (Kneecap) لتصوير أن الجمهور لا يشارك نفس الموقف.

وقالت الفرقة: “الإعلام يحاول التقليل من معارضة الجمهور للإبادة، ويصور فرقتي (Bob Vylan) و (Kneecap) كحالتين منفردتين، رغم أن الفنانين خلال عطلة نهاية الأسبوع في غلاستنبري — من البوب إلى الروك والبانك والراب ومنسقي الموسيقى — تحدثوا جميعًا عن فلسطين، وكانت الأعلام الفلسطينية حاضرة في كل مكان.

ومع ذلك، لم يخلُ الأداء من الانتقادات.

فقد شبّه الصحفي البريطاني بيرس مورغان هذا الموقف بما حدث مع لوسي كونولي، التي حُكم عليها بالسجن بسبب منشورات إسلاموفوبية على وسائل التواصل، والتي أدت إلى أعمال شغب في ساوثبورت.

وكتب مورغان على منصة X، تويتر سابقًا: “في بريطانيا، تُسجن أمثال لوسي كونولي بسبب منشورات تحريضية، حتى بعد حذفها. بينما يردد آلاف الهتافات بالدعوة إلى قتل الناس في مهرجان موسيقي ضخم، على الهواء مباشرة عبر هيئة بث ممولة من المال العام، ولا يُظهر أحد اهتمامًا. ازدواجية معايير فاضحة.”

وردّ كثيرون بأن المقارنة غير عادلة.

وكتب أحد المستخدمين على المنصة أيضًا: “إذا لم تكن قادرًا على التمييز بين امرأة تدعو لحرق أناس ضعفاء أحياء في فندق، في وقت تحدث فيه مثل هذه الجرائم فعلًا، وبين فنان يطالب بمحاسبة مؤسسة مسؤولة عن إبادة جماعية وجرائم حرب، فأنت تفتقر إلى أبسط مهارات التفكير النقدي.”

في المقابل، رأى بعض من انتقدوا الهتاف أنه يستهدف جميع الإسرائيليين، نظرًا لأن الخدمة العسكرية إلزامية في إسرائيل.

غير أن آخرين ردوا بالقول إن هذا الادعاء لا يُعفي الأفراد من المسؤولية عن المشاركة في جرائم الحرب، مشيرين إلى أن بإمكان الرافضين للخدمة العسكرية قضاء 3 أشهر في السجن كبديل قانوني.

“الرسالة وصلت”: التضامن مع فلسطين يتحدى الرقابة الرسمية

حين يُدان الهتاف لغزة وتُبرر المجازر.. ازدواجية فاضحة في الموقف البريطاني

ورغم الجدل الدائر حول ما إذا كان الهتاف الذي أطلقته فرقة (Bob Vylan) مبررًا أم لا، إلا أنه انتقل بالفعل إلى الشارع والمنصات الرقمية، وأصبح يتردد في سياقات متعددة مرتبطة بالعدوان على غزة.

ففي تعليق على مقطع فيديو نشر عبر منصة X يُظهر طفلًا فلسطينيًا فقد أطرافه جراء غارة جوية إسرائيلية، كتب الطبيب البريطاني-الفلسطيني غسان أبو ستة: “الموت لقوات الدفاع الإسرائيلية.”

وفي منشور آخر، علّق أحد المستخدمين بالقول إن محاولات الحكومة والإعلام تشويه سمعة (Bob Vylan) وكافة الأصوات المتضامنة مع فلسطين، لم تعد ذات جدوى، مضيفًا: “بإمكانهم اعتقال فرقة Bob Vylan، وبإمكانهم حظر مهرجان غلاستنبري، أو الخلط بين معاداة السامية ومناهضة الإبادة الجماعية، لكن الرسالة وصلت، ولا يمكن إسكاتها.”

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK): 

ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن التغطيات الإعلامية البريطانية لأداء فرقة (Bob Vylan) في مهرجان غلاستنبري عكست ازدواجية واضحة في المعايير، حيث ركزت مؤسسات مثل BBC وديلي ميل على الهتاف الموجه ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، متجاهلة السياق الحقوقي والسياسي الأوسع الذي جاء فيه، لا سيما استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتوثيق منظمات أممية لجرائم محتملة بحق المدنيين الفلسطينيين.

كما تشير المنصة إلى أن الموقف الرسمي البريطاني، بما في ذلك فتح تحقيقات جنائية وسحب التأشيرات، يثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير حين يتعلق الأمر بمواقف مناهضة للاحتلال الإسرائيلي. وتؤكد AUK أن النقد العلني لمؤسسات عسكرية متورطة في انتهاكات حقوقية لا يجب أن يُعامل باعتباره خطاب كراهية، بل كجزء من النقاش العام المشروع في المجتمعات الديمقراطية.

المصدر: ميدل إيست آي


اقرأ أيضًا:

 

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة