حزب كوربين وسلطانة يوسّع نفوذه ويكسب أولى مقاعده في اسكتلندا
حقق حزب “حزبكم” (Your Party) الذي أسسه جيريمي كوربين وزارا سلطانة أول تقدّم سياسي له في اسكتلندا، بعد انضمام ثلاثة مستشارين من حزب الخضر وأحد أبرز مرشحي الحزب في غلاسكو إلى صفوفه.
وضمت قائمة المنشقين إيلي غوميرسال، التي كانت ثاني أبرز مرشحة على القائمة الإقليمية لحزب الخضر في غلاسكو، إلى جانب المستشارين دان هاتشيسون، سيوناد هوى، وليوداس ماسي.
غوميرسال تنتقد قيادة حزب الخضر

وكانت غوميرسال – التي فشلت في محاولتها إزاحة الرئيس المشارك السابق لحزب الخضر الاسكتلندي باتريك هارفي في أغسطس الماضي – قد عبّرت عن استيائها من قيادة الحزب الحالية، مؤكدة أن جميع الأحزاب الموجودة في البرلمان الاسكتلندي متواطئة في تمرير تخفيضات قاسية على الخدمات العامة.
وقالت في بيانها: “بينما يتواطأ كل حزب من الأحزاب القائمة في تمرير تخفيضات قاسية على الخدمات العامة، أصبح واضحًا بالنسبة لي أن الحزب الوحيد القادر على الوقوف بثبات ضد التقشف والعمل لتحسين حياة الطبقة العاملة ماديًا هو حزبكم.”
ودعت غوميرسال أعضاء الخضر الآخرين إلى اتخاذ الخطوة نفسها والانضمام إلى الحزب الجديد، قائلة: “إذا كنتم تريدون رؤية اشتراكيين حقيقيين في برلماناتنا ومجالسنا المحلية في مختلف أنحاء اسكتلندا والمملكة المتحدة، فانضموا إليّ في حزبكم.”
تصريحات داعمة من أعضاء المجلس المحلي
من جانبه، عبّر المستشار دان هاتشيسون – ممثل دائرة غوفان في مجلس مدينة غلاسكو – عن فخره بالانضمام إلى الحزب الجديد، مؤكدًا أنه يمثل تيارًا اشتراكيًا حقيقيًا.
وقال هاتشيسون: “أنا فخور بالانضمام إلى حزب اشتراكي حقيقي لن يقبل بالوضع الراهن، وسيسمح بمشاركة الناس العاديين في السياسة التي تؤثر على حياتهم، ولن يقبل بالتخفيضات القاسية مقابل فتات من على الطاولة.”
استعداد سلطانة لتنظيم تجمع جماهيري
تأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه زارا سلطانة، المؤسسة المشاركة للحزب، لعقد تجمع جماهيري في غلاسكو يوم الجمعة، وسط ترقب متزايد حول مستقبل الحزب وتوسّع قاعدته الشعبية.
حزب الخضر يعبّر عن خيبة أمله

وفي أول رد رسمي، قال متحدث باسم حزب الخضر الاسكتلندي: “نشعر بخيبة أمل لسماع أنهم قرروا مغادرة حزبنا وأكبر مجموعة اشتراكية في مجلس غلاسكو. نشكرهم على العمل الذي قاموا به كمستشارين عن حزب الخضر.”
صعود الحزب الجديد بعد بداية مضطربة
تُعدّ هذه الانشقاقات نقطة تحوّل مهمة لحزب “حزبكم”، الذي واجه منذ تأسيسه خلافات داخلية بين كوربين وسلطانة بشأن آلية انضمام الأعضاء.
وكانت سلطانة قد هددت في البداية باتخاذ إجراءات قانونية ضد إدارة الحزب، لكنها تراجعت لاحقًا قائلة إن القرار جاء “من أجل مصلحة الحزب”.
أما كوربين، فلم يعلّق مباشرة على الخلاف، لكنه أقرّ بأن الحزب مرّ بـ”أيام عصيبة” ولم “يُظهر نفسه بأفضل صورة”.
خطط الحزب المستقبلية
ويعمل الحزب حاليًا على وضع سياساته وآلياته الداخلية لاختيار المرشحين استعدادًا لخوض الانتخابات المحلية في مايو 2026.
ويقوم المتطوعون حاليًا بإنشاء فروع محلية للحزب في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، مع توقعات بأن يتم اعتماد الخطوات التنظيمية والسياسية رسميًا خلال المؤتمر التأسيسي في نوفمبر المقبل.
كما يناقش الحزب تحديد اسمه الرسمي الدائم، حيث يُستخدم مؤقتًا اسم “حزبكم” (Your Party) إلى حين اتخاذ القرار النهائي خلال المؤتمر.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن هذا التطور يمثل تحولًا رمزيًا في المشهد اليساري البريطاني، خاصة مع تزايد الانقسامات داخل الأحزاب التقليدية وصعود حركات جديدة تتبنى خطابًا اشتراكيًا أكثر حدة.
وترى المنصة أن انضمام مستشارين منتخبين من حزب الخضر إلى حزب كوربين وسلطانة يعكس حالة الإحباط الشعبي من السياسات التقشفية، ورغبة شريحة من الناخبين في العودة إلى سياسات العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
