تغييرات جديدة في قوانين الهجرة البريطانية حتى عام 2027
أعلنت الحكومة البريطانية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025 عن سلسلة من التغييرات الإضافية على نظام الهجرة، في إطار خطة شاملة تهدف إلى تقليص صافي الهجرة وتعزيز الإنتاجية الوطنية من خلال جذب الكفاءات والمهارات العالية في مجالات البحث العلمي والتصميم والإبداع وصناعة السينما والتلفزيون.
وجاءت هذه التعديلات ضمن الورقة البيضاء للهجرة التي نُشرت مطلع العام الجاري، وتشمل إصلاحات تمتد إلى العام المقبل، أبرزها إعادة هيكلة مسارات تأشيرات المهارات العالية (high-skilled routes) وتأشيرة المواهب العالمية (Global Talent route).
توسيع تأشيرة الأفراد ذوي الإمكانات العالية (HPI)
اعتبارًا من 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، سيتم توسيع قائمة الجامعات المؤهلة للحصول على تأشيرة الأفراد ذوي الإمكانات العالية لتشمل المؤسسات المصنفة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم، على أن يُحدد سقف سنوي يبلغ 8000 طلب فقط. وتهدف الحكومة من خلال هذا القرار إلى جذب النخب العلمية والأكاديمية وتسهيل انتقال الكفاءات إلى سوق العمل البريطاني.
تحسينات على تأشيرة المواهب العالمية
ابتداءً من 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، ستُوسع الحكومة البريطانية قائمة الجوائز المرموقة ومعايير القبول الخاصة بالمهندسين المعماريين ضمن تأشيرة المواهب العالمية، في خطوة لتسهيل دخول المبدعين والمتميزين في مجالات تخصصهم.
انتقال الطلاب إلى تأشيرة “المؤسس المبتكر”
واعتبارًا من 25 نوفمبر 2025، سيتمكن خريجو الجامعات البريطانية من الانتقال مباشرةً من تأشيرة الطالب إلى تأشيرة “المؤسس المبتكر”، ما يتيح لهم تأسيس مشاريعهم الخاصة داخل بريطانيا بعد التخرج دون مغادرة البلاد.
جدير بالذكر أنه اعتبارًا من 1 يناير 2027، ستُخفض مدة تأشيرة الدراسات العليا من عامين إلى 18 شهرًا فقط لمعظم الخريجين، بينما ستبقى صلاحية تأشيرات خريجي الدكتوراه لمدة ثلاث سنوات.
شروط اللغة الإنجليزية
ابتداءً من 8 يناير 2026، سترفع وزارة الداخلية مستوى إجادة اللغة الإنجليزية المطلوب لتأشيرات العمال المهرة وأصحاب المهن الصحية من المستوى B1 إلى B2، أما الذين سبق لهم السفر بهذه المسارات فسيُسمح لهم بتجديد التأشيرة بمستوى B1 فقط.
هذا وستُطبق معايير أكثر صرامة لحسن السيرة والسلوك في طلبات تأشيرات الحياة العائلية والخاصة بدءًا من 11 نوفمبر 2025.
كما سيُطلب من مواطني بوتسوانا التقدم بطلب للحصول على تأشيرة زيارة قبل السفر إلى بريطانيا اعتبارًا من 14 أكتوبر 2025، ولن يُسمح لهم بعد الآن باستخدام تصريح السفر الإلكتروني (ETA).
إضافة فلسطين إلى قائمة الدول المشمولة بالتأشيرات
في خطوة جديدة، أعلنت الحكومة البريطانية أنه اعتبارًا من 11 نوفمبر 2025 ستُضاف فلسطين إلى قائمة الدول التي تتطلب تأشيرة دخول، ما يعني أن على المواطنين الفلسطينيين التقدم بطلب تأشيرة مسبق قبل السفر إلى المملكة المتحدة.
وابتداءً من التاريخ نفسه (11 نوفمبر 2025)، سيسمح للطلاب الألمان دون سن 19 عامًا بالسفر إلى المملكة المتحدة دون تأشيرة أو تصريح إلكتروني، بشرط أن يكونوا ضمن مجموعة مدرسية من خمسة طلاب أو أكثر من مدارس ألمانية معتمدة. كما سُمح لطلاب الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية وسويسرا دون 19 عامًا بالسفر باستخدام بطاقة الهوية الوطنية بدلًا من جواز السفر.
تحديثات حول حماية تأشيرات الطلاب الأطفال
شملت التعديلات توضيحًا لمفهوم “الوصي المُرشَّح” وفترة الإقامة، وتعريفًا جديدًا لمؤسسات الوصاية، إضافةً إلى إجراءات جديدة في حالات انتظار تفاصيل الأوصياء، ضمن إطار حماية أفضل للطلاب القُصَّر.
ومن المتوقع أن تُرفع رسوم الهجرة بنسبة 32% في ديسمبر 2025، لتصل إلى 1320 باوند سنويًا للكفلاء الكبار بدلًا من 1000 باوند، و480 باوند للكفلاء الصغار بدلًا من 364 باوند. وسيُعفى بعض أصحاب العمل من هذه الرسوم في حالات محددة، منها العمل المؤقت لأقل من ستة أشهر أو الانتقال من مسار الدراسة أو الكفالة في وظائف بحثية وعلمية.
استشارات عامة وتحول نحو التأشيرات الإلكترونية
أعلنت الحكومة أيضًا عن استشارة عامة لمدة ستة أسابيع لمراجعة قواعد المواطنة والاستقرار المكتسب، إلى جانب خطط لتوسيع فحوصات حق العمل، واستكمال المرحلة التالية من التحول نحو التأشيرات الإلكترونية لتشمل معظم المسارات الدراسية والعائلية.
وعلى ضوء ذلك، نرى أن الإصلاحات الجديدة في نظام الهجرة البريطاني تحمل رسائل مزدوجة؛ فهي تسعى من جهة إلى تعزيز الكفاءة الاقتصادية وجذب أصحاب المهارات العالية، لكنها في الوقت ذاته تضيق فرص الإقامة والدراسة أمام فئات أخرى، بما فيهم الطلاب والباحثون من الدول النامية. كما أن إدراج فلسطين ضمن قائمة الدول المشمولة بالتأشيرات يمثل خطوة تُلقي بظلالها على حركة الطلاب والباحثين الفلسطينيين الذين يسعون لاستكمال دراستهم في الجامعات البريطانية. وتؤكد المنصة أن تحقيق التوازن بين ضبط الهجرة وحق الوصول إلى الفرص التعليمية يظل التحدي الأبرز أمام الحكومة البريطانية في سياساتها المقبلة.
المصدر: Newlande Chase
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
