تحذير للعائلات من عملية احتيال واسعة الانتشار في إنجلترا
حذّرت جهات معنية بالأمن الرقمي في بريطانيا العائلات من موجة احتيال مرتبطة بتسليم الطرود تُعرف باسم “spray and pay”، وتعتمد على إرسال آلاف الرسائل النصية يوميًا إلى أرقام عشوائية. وتوهم الرسائل الضحايا بوجود مشكلة في تسليم طرد أو “شراء بسعر مغرٍ” لم يصل، ثم تدفعهم إلى الضغط على رابط لموقع مزيّف ودفع “رسوم إعادة تسليم” بهدف الوصول إلى البيانات الشخصية والمالية.
لماذا تنجح الحيلة لدى بعض الناس؟

بحسب لي هوارد، رئيس أمن المعلومات ومخاطر المعلومات في شركة Evri، فإن طبيعة هذا الأسلوب القائمة على “النشر” الواسع للرسائل تجعل من شبه المؤكد أن بعضها سيصل إلى أشخاص ينتظرون فعلًا طرودًا، ما يزيد احتمالية تصديقها والتفاعل معها.
وشدّد لي هوارد على أن كثيرًا من الرسائل الاحتيالية تدّعي فرض “رسوم إعادة التسليم”، مؤكدًا أن ذلك غير صحيح. وقال إن Evri تحاول تسليم الطرد ثلاث مرات قبل إرجاعه، وأن الشركة “لن تفرض أبدًا رسومًا لإعادة التسليم”.
10 آلاف بلاغ خلال ثلاثة أشهر
وأشارت Evri إلى أنها تلقت 10,000 حالة احتيال مرتبطة بتسليم الطرود تم الإبلاغ عنها لديها خلال الفترة الممتدة بين نوفمبر 2024 ويناير 2025، في مؤشر على اتساع نطاق الظاهرة وارتفاع وتيرتها.
ومن جانبه، أوضح موراي ماكنزي، مدير منع الاحتيال في Virgin Media O2، أن “أفضل سيناريو” بالنسبة للمحتالين هو أن يشارك الضحية معلومات الدفع، لأن الهدف الأساسي هو تحويل ما يحصلون عليه إلى مكاسب مالية.
لكنه حذّر أيضًا من مخاطر أخرى لا تقل خطورة، مثل أن يقدم الضحية بريده الإلكتروني وكلمة مرور مرتبطة بتسجيل دخول على “موقع توصيل”، ما قد يتيح للمحتالين إعادة توجيه طرود مستقبلية. كما أشار إلى احتمال أن يكتفي المحتالون بالحصول على البريد الإلكتروني ورقم الهاتف عبر نموذج تواصل، وهو ما يجعل الضحية أكثر عرضة لعمليات احتيال لاحقة.
أمثلة على الرسائل التي تروّج لروابط مزيفة

وسلطت Virgin Media O2 الضوء على نماذج من الرسائل المستخدمة في هذا النوع من الاحتيال، ومنها:
- “عذرًا! للإزعاج، لكن يبدو أن هناك مشكلة في طردك. يرجى زيارة: (اسم موقع الاحتيال) لحل المشكلة. شكرًا!”
- “عندما حاول سائقنا التسليم اليوم، لم يكن هناك أحد حاضرًا. قم بزيارة (اسم موقع الاحتيال) لتتبع الطرد وإعادة جدولة التسليم.”
- “طردك بانتظارك في المستودع المحلي. لترتيب موعد تسليم، انتقل إلى (اسم موقع الاحتيال).”
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تصاعد هذا النوع من الاحتيال يعكس تحديًا متناميًا للأمن الرقمي في بريطانيا، خصوصًا مع اعتماد ملايين الأسر على التسوق الإلكتروني وتلقي الطرود بشكل شبه يومي. كما أن رفع الوعي العام يبقى خط الدفاع الأول: التعامل بحذر مع الروابط المرسلة عبر الرسائل النصية، وعدم مشاركة أي بيانات دفع أو تسجيل دخول عبر مواقع غير موثوقة، والتحقق دائمًا من جهة التوصيل الرسمية قبل اتخاذ أي خطوة. كما تؤكد المنصة أهمية الإبلاغ عن هذه الرسائل للجهات المعنية وشركات الاتصالات وشركات التوصيل، لأن تقليل انتشارها لا يعتمد على الحذر الفردي فقط، بل على الاستجابة الجماعية والسريعة كذلك.
المصدر: birminghammail
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
