تحذير طبي: التدخين الإلكتروني يُتلف الشرايين وقد يؤدي لفشل الأعضاء
اعتبارًا من اليوم، الأول من يونيو 2025، دخل قرار الحكومة البريطانية حيز التنفيذ بمنع بيع وتوريد السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد (Disposable Vapes)، سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت. ويأتي هذا الحظر في إطار جهود حكومية تهدف إلى الحد من انتشار هذه المنتجات بين الشباب، إضافة إلى تقليص آثارها البيئية السلبية، حيث كثيرًا ما يُعثر على هذه الأجهزة وتغليفها ضمن النفايات العامة في الشوارع.
دراسة طبية تكشف أضرارًا خطيرة على الشرايين
في تطور لافت، أطلق الدكتور ماكسيم بوادان، المحاضر الأول في إعادة تأهيل القلب بجامعة مانشستر متروبوليتان، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن التدخين الإلكتروني، واصفًا الوضع الصحي المتصاعد بأنه “كارثة صحية وشيكة”. ويأتي ذلك بعد أن أجرى أول دراسة علمية محكمة في بريطانيا استمرت لعامين، راقب خلالها الآثار الصحية طويلة الأمد لاستخدام السجائر الإلكترونية.
الدراسة شملت ثلاث مجموعات من المشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا، وتمت مقارنة الحالة الصحية لمستخدمي السجائر الإلكترونية بغير المدخنين والمدخنين التقليديين. وركزت الدراسة على فحوصات متقدمة لاختبار مرونة الشرايين وتدفق الدم إلى الدماغ، وذلك بعد فترة امتناع عن التدخين الإلكتروني والتقليدي والنشاط البدني لمدة 12 ساعة.
النتائج صادمة: أضرار موازية للتدخين التقليدي
كشف الدكتور بوادان أن الشرايين لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية والمدخنين التقليديين أظهرت مستويات متقاربة من الضرر، مع فقدان القدرة على التمدد الطبيعي اللازم لتدفق الدم، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والدماغ والخرف في المستقبل. وأشار إلى أن الضرر ناتج عن المواد الكيميائية والمعادن الموجودة في السائل الإلكتروني مثل النيكوتين، والبروبلين غليكول، والجلسرين النباتي.
وأضاف: “عندما تدخل هذه التركيبة الكيميائية إلى الجسم، من الطبيعي أن تترك أثرًا سلبيًا، ولا يمكن توقّع نتائج خالية من الضرر”.
الاستخدام المستمر يعزز المخاطر
أوضح بوادان أن خطورة التدخين الإلكتروني تكمن في سهولة الاستمرار فيه، بعكس التدخين التقليدي الذي يتطلب التوقف بعد كل سيجارة.
وأشار إلى أن كثيرين – بمن فيهم هو نفسه سابقًا – يظنون أن التدخين الإلكتروني بديل صحي، لكن “الحقيقة التي تكشفها الأبحاث صادمة”.
مواقف سياسية متباينة
أثارت نتائج الدراسة ردود فعل سياسية؛ إذ طالبت النائبة العمالية رايتشل ماسكل بتشديد القيود على السجائر الإلكترونية، مؤكدة أن هذا البحث يضيف إلى الأدلة المتزايدة حول مخاطرها الصحية، وشددت على أن استخدامها يجب أن يقتصر على دعم الإقلاع عن التدخين فقط.
في المقابل، رفضت الدكتورة مارينا ميرفي، المتحدثة العلمية باسم رابطة صناعة التدخين الإلكتروني في بريطانيا UKVIA، نتائج الدراسة، مؤكدة أن ملايين الأشخاص يستخدمون هذه المنتجات بأمان منذ سنوات، وأن الأدلة المتاحة تشير إلى أن مخاطرها لا تتجاوز 5% من مخاطر التدخين التقليدي.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
تُرحب منصة “العرب في بريطانيا (AUK)” بكل جهد علمي يهدف إلى كشف مخاطر المنتجات التي تُهدد صحة الأفراد، خصوصًا الشباب. وفي ضوء نتائج الدراسة المنشورة، ترى المنصة أن حظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد خطوة إيجابية لكنها غير كافية.
وتؤكد “AUK” أهمية أن تترافق مثل هذه السياسات مع حملات توعوية شاملة في المدارس والمجتمع، وأن يُراعى الجانب العلاجي للأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، من خلال توفير بدائل طبية موثوقة وتحت إشراف مختصين.
المصدر: dailyrecord
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
21°C
