تحذير حكومي من نقص المياه في إنجلترا وسط موجة حر رابعة تضرب البلاد
تشهد إنجلترا أزمة مياه متفاقمة مع الإعلان الرسمي لحالة الجفاف في خمس مناطق، فيما تُصنّف السلطات الوضع بأنه “حادث ذو أهمية وطنية”. ويأتي ذلك بالتزامن مع تحذير صحي من موجة حر يدخل حيز التنفيذ اليوم في مناطق واسعة، في ظل توقعات بارتفاع قياسي في درجات الحرارة يهدد الاستقرار البيئي والاقتصادي، ويزيد من الضغوط على موارد المياه العامة.
جفاف مستمر رغم الأمطار المحدودة
رغم هطول بعض الأمطار في تموز/يوليو، ظلت مستويات الأنهار والخزانات في إنجلترا تتراجع مقارنة بشهر حزيران/يونيو، في ظل موجة حر تُعَدّ من أشد موجات تموز/يوليو حرارةً في التاريخ. مع بداية آب/أغسطس، عادت الظروف الجافة لتسيطر، وتستعد البلاد لموجة حر رابعة في عام 2025، وتشمل تحذيرات باللون البرتقالي مناطق شرق ميدلاندز ووسطها وغربها، وشرق إنجلترا، ولندن وجنوب شرق البلاد.
ويتوقَّع أن تتجاوز درجات الحرارة 30 درجة مئوية في بعض المناطق، مع احتمال وصولها إلى أكثر من 35 درجة مئوية في الجنوب، مهددة بتحطيم الرقم القياسي للحرارة المسجل هذا الصيف عند 35.8 درجة في فافرشام بمقاطعة كنت.
ويرافق التحذير البرتقالي تحذير أصفر أقل حدة في مناطق الجنوب الغربي والشمال والشمال الشرقي ويوركشاير وهمبر، وفقًا لوكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، وتستمر هذه التنبيهات حتى مساء اليوم.
وتؤدي هذه الظروف إلى زيادة الضغوط على إمدادات المياه العامة والأنهار المستخدمة في الملاحة، في ظل دعوات صريحة من الجهات الرسمية بضرورة ترشيد الاستهلاك.
وفي إطار الاستجابة للأزمة، اجتمعت مجموعة الجفاف الوطنية (NDG) التي تضم مسؤولين من مكتب الأرصاد الجوية، والحكومة، وهيئات الرقابة، وشركات المياه، واتحاد المزارعين الوطني، وهيئة القنوات والأنهار، وخبراء بيئيين وصيادين؛ لاستعراض الإجراءات التي تتخذها مختلف القطاعات لترشيد استهلاك المياه.
وأشادوا بمساهمات الجمهور، حيث أظهرت شركة يوركشاير ووتر انخفاضًا بنسبة 10 في المئة في الطلب المنزلي عقب فرض حظر استخدام خراطيم المياه، ما وفر نحو 80 مليون لتر يوميًّا.
هيلين ويكهام، رئيسة مجموعة الجفاف ومديرة المياه في هيئة البيئة، نبّهت إلى “أهمية الدور الوطني للجميع في تخفيف الضغط عن موارد المياه”، مطالبة شركات المياه بـ”الإسراع في إصلاح التسريبات وقيادة جهود الترشيد”.
تأثير الجفاف على الزراعة والبيئة
واطمأن المزارعون قليلًا بعد هطول الأمطار في نهاية شهر تموز/يوليو، لكن هذه الأمطار لم تكن كافية لتعويض الأضرار التي قد تلحق بموسم الحصاد، حيث أشار اتحاد المزارعين الوطني إلى تراجع المحاصيل بسبب نقص المياه.
راشيل هالوس، نائبة رئيس الاتحاد، وصفت الخسائر بأنها “ضربة مالية قاسية للمزارع وقد تؤثر في المحاصيل الوطنية”. وأكدت الحاجة الملحة إلى “استثمارات في بنية تحتية مائية متطورة ونظام تخطيط أكثر كفاءة؛ لتفادي التقلبات الشديدة بين الجفاف والفيضانات وتأمين المياه لإنتاج الغذاء”.
كما يؤثر الجفاف في صحة المجاري المائية، حيث يؤدي انخفاض مستوى المياه إلى نقص الأكسجين في الأنهار، ما يسبب نفوق الأسماك وزيادة نمو الطحالب، ويعرقل حركة الحياة البرية.
وتزايدت مخاطر حرائق الغابات مع موجات الحرارة والجفاف، بعد اندلاع حرائق قرب ويمبورن في دورست وعلى تل آرثر في إدنبرة. وارتفعت تكاليف حرائق المزارع بنسبة 37 في المئة لتصل إلى أكثر من 110 ملايين باوند في 2023، حسَب بيانات اتحاد المزارعين الوطني.
وبهذا الصدد حثت راشيل هالوس زوار الريف على الالتزام بقواعد السلامة والابتعاد عن إشعال النيران المفتوحة، مؤكدة أن “حماية الأراضي الزراعية تعني حماية الغذاء والبيئة وأسلوب الحياة الريفي”.
إجراءات حكومية ومواقف المسؤولين
وزيرة المياه إيما هاردي أكدت أن الحكومة “تعزز استجابتها العاجلة” عبر استثمارات في خزانات مياه جديدة، لكنها نبّهت إلى ضرورة تنفيذ شركات المياه خطط الجفاف دون تأخير.
وحذرت من “نقص متصاعد في المياه خلال العقد المقبل”، مشيرة إلى أهمية مشاريع الخزانات الجديدة التي لم تُعطَ الأولوية الكافية في الحكومات السابقة.
من جانبه أصدر عمدة لندن صادق خان تحذيرًا بشأن جودة الهواء مع ارتفاع درجات الحرارة، داعيًا السكان إلى الحد من تلويث الهواء باتباع إجراءات السلامة، والامتناع عن حرق النفايات.
هذا وتؤكد منصة العرب في بريطانيا خطورة أزمة المياه الحالية في إنجلترا التي تعكس عقبات بيئية واجتماعية متشابكة، وتدعو إلى توحيد الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمعية؛ للحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها. وتنبّه المنصة إلى ضرورة دعم الاستثمار المستدام في البنية التحتية المائية، وتعزيز الوعي البيئي لدى السكان، إضافة إلى متابعة الإجراءات الحكومية والتشريعية التي تضمن حماية البيئة وضمان الأمن المائي للمستقبل.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
21°C
