تجنّبوا شرب القهوة فور الاستيقاظ صباحًا لهذا السبب

دعت جهات صحية في المملكة المتحدة العائلات البريطانية إلى إعادة النظر في عادة شرب القهوة صباحًا، محذّرة من أن الكافيين قد يسهم في تفاقم أعراض حمى القش (Hay Fever) خلال موسم حبوب اللقاح، الذي يهدد هذا العام نحو 16 مليون شخص في البلاد.

ورغم أنّ القهوة تُعد المنبّه الأول لبدء يوم العمل لدى الملايين، إلا أنّ الخبراء يحذّرون من أنّ آثارها على الجسم خلال موسم الحساسية قد تتجاوز بكثير مفعول النشاط الوقتي الذي تمنحه.

الكافيين وموسم “الهيستامين”

القهوة، إلى جانب كونها غنية بالكافيين، تحتوي أيضًا على نسبة مرتفعة من الهيستامين، وهو مركّب طبيعي يفرزه الجسم استجابة لمثيرات الحساسية مثل حبوب اللقاح، ويساهم في ظهور أعراض مزعجة كالعطاس، وسيلان الأنف، وحكّة العينين، والتهاب الحلق.

ووفقًا لتقارير طبية، لا تُعد القهوة محفّزًا مباشرًا للحساسية، لكنها قادرة على إطلاق رد فعل التهابي داخل الجسم يضاعف من حدة الأعراض، خاصة لدى من يعانون أصلًا من حساسية موسمية.

وأوضحت شركة A.Vogel المتخصصة في العلاج بالأعشاب أنّ “الكافيين يضع عبئًا إضافيًا على الغدد الكظرية التي تُجهد في الأصل لإنتاج هرمون الكورتيزول لمواجهة التهابات الهيستامين. وعندما تُصاب هذه الغدد بالإرهاق، تتفاقم أعراض الحساسية بشكل كبير”.

وأضافت الشركة أنّ “القهوة تعمل كمدرّ للبول، ما يزيد من خطر الجفاف، ويُضعف بدوره الجهاز المناعي في ذروة الحاجة إلى مقاومة العوامل الموسمية”.

“قنبلة لقاح” تضرب المملكة المتحدة

ويأتي هذا التحذير في وقتٍ تتوقع فيه الأرصاد الجوية البريطانية موجة مرتفعة من حبوب اللقاح، فيما يُعرف بـ”قنبلة اللقاح”، تمتد من أواخر مارس وحتى سبتمبر. ويبدأ الموسم عادةً بإطلاق حبوب لقاح الأشجار، ثم الحشائش، وأخيرًا الأعشاب الضارة.

وحذّرت الهيئة من أنّ مستويات حبوب اللقاح المرتفعة هذا العام قد تؤدي إلى “معاناة جماعية”، لا سيما في المناطق التي تسجل نسبًا عالية من التلوث البيئي وانخفاض جودة الهواء، ما يعزز الحساسية ويُضاعف آثارها الصحية على الفئات الأكثر هشاشة.

رغم عدم توفّر علاج نهائي لحمى القش، إلا أنّ الوقاية باتت تُعد الخيار الأكثر فاعلية لتقليل الأعراض. ويوصي الخبراء بعدم الاكتفاء باستخدام مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف، بل اعتماد تغييرات نمطية بسيطة في الحياة اليومية، من أبرزها: تجنّب شرب القهوة صباحًا.

كما نصحت الجهات الصحية بإغلاق النوافذ بين الساعة 10 صباحًا و3 عصرًا، وهي الفترة التي تشهد أعلى مستويات انبعاث حبوب اللقاح.

اختصاصي البصريات نيل ليرد من مؤسسة “Pure Optical” أشار إلى أنّ “التوجّه نحو القهوة منزوعة الكافيين خلال موسم الحساسية يُعدّ خيارًا أكثر أمانًا، في حين يُمكن استبدال المشروب الصباحي بشاي القراص، الذي يحتوي على خصائص طبيعية مضادة للهيستامين”.

ولفت إلى أن أوراق القراص، رغم كونها نباتًا بريًا قد يُسبب الطفح الجلدي عند ملامسته، إلا أنّها تحتوي على مركبات تُخفف الالتهاب وتُسهم في تقليل الأعراض التنفسية الناتجة عن الحساسية.

وختم ليرد بالقول: “إذا قررتم جمع أوراق القراص بأنفسكم، احرصوا على ارتداء القفازات وغسلها جيدًا قبل الاستخدام”.

تحذير صحي عام

ومع تصاعد الأزمات الصحية المرتبطة بالتغيّرات البيئية، يدعو خبراء الصحة إلى إدراك التأثير التراكمي لبعض العادات اليومية. ويُعد شرب القهوة صباحًا، خلال موسم الحساسية، أحد العوامل التي قد تُفاقم المعاناة دون أن يدرك الناس ذلك.

في هذا السياق، لا يتعلّق الأمر فقط بالاختيار بين النشاط أو الراحة، بل بمدى قدرة الفرد على تحصين جهازه المناعي في مواجهة ما تصفه هيئة الصحة البريطانية بـ”موسم الحساسية الأطول والأكثر حدّة منذ سنوات”.

المصدر اكسبريس 

إقرأ أيّضا

• نصائح هامة للعودة إلى النوم بعد الاستيقاظ في منتصف الليل
• تغيير في النوم قد يكشف عن زيادة خطر الإصابة بالخرف لدى النساء
• تناول الفطور في هذا الوقت قد يساعدك على خسارة الوزن!