بعد جدل حظر النقاب: ضياء يوسف يعود لحزب الإصلاح اليميني المتطرف خلال 48 ساعة

عاد ضياء يوسف إلى صفوف حزب “ريفرم يو كي” اليميني المتطرف بعد مرور 48 ساعة فقط على استقالته المفاجئة من منصب رئيس الحزب، وذلك بعد جلسات مصالحة جمعته بزعيم الحزب نايجل فاراج. يوسف، رجل الأعمال المسلم البالغ من العمر 38 عامًا، وصف قراره بالاستقالة بأنه كان “خطأ” ناتجًا عن “الإرهاق” والعمل المستمر لأكثر من 11 شهرًا دون راحة.
مهام جديدة وتوسع تنظيمي
رغم عودته، لن يشغل يوسف نفس المنصب السابق، بل سيتولى مجموعة من الأدوار الجديدة التي وصفها فاراج بأنها تعادل “أربعة وظائف”. من أبرز مهامه قيادة “وحدة دوج” المستوحاة من فلسفة إيلون ماسك، والتي تهدف إلى مراقبة الإنفاق الحكومي في المجالس المحلية التي يسيطر عليها الحزب، بدءًا من مجلس كينت.
كما سيتولى يوسف دورًا أساسيًا في رسم السياسات، والإشراف على جهود جمع التبرعات، والمشاركة في الحملات الإعلامية. في المقابل، سيتم تقسيم منصبه السابق إلى رئيس ميداني يتنقل في البلاد، ونائب إداري يتولى المهام التنظيمية، بالإضافة إلى تعيين مدير عمليات ومسؤول مالي لدعم أمين الصندوق نيك كاندي.
انطلاقة جديدة في ويلز
يستعد الحزب لتعزيز حضوره في ويلز، حيث سيُلقي فاراج خطابًا في مدينة بورت تالبوت بهدف كسب الزخم قبل انتخابات الجمعية الويلزية. ويأتي ذلك بعد أن حقق الحزب تقدمًا لافتًا في انتخابات فرعية باسكتلندا، حيث حصل على 26% من الأصوات، بفارق خمس نقاط فقط عن حزب العمال.
جدل النقاب وأثره على قرار الاستقالة
أثارت دعوة إحدى نائبات الحزب الجديدة، سارة بوتشين، لمناقشة حظر النقاب في البرلمان، حالة من الاستياء لدى يوسف، الذي وصف الخطوة بأنها “غبية” وشعر أنه لم يُبلّغ بها مسبقًا، الأمر الذي دفعه للاستقالة. إلا أن يوسف أوضح لاحقًا أن استقالته لم تكن بسبب النقاب ذاته، بل بسبب ما اعتبره “سوء تواصل داخلي”.
وفي مراجعة لموقفه، قال إنه لو كان عضوًا في البرلمان فربما كان سيصوّت لصالح الحظر، لكنه أعرب عن تردده المبدئي في تأييد فرض حظر على الحريات الشخصية، معتبرًا أن الموضوع “ليس من أولويات المواطن البريطاني اليومية”.
حملة عنصرية وضغط داخلي
تعرض يوسف، وهو مسلم بارز في الحزب، لحملة من الإساءات العنصرية عبر منصة “إكس” عقب الجدل المتعلق بالنقاب. وقال إنه شعر بالتقليل من شأنه داخل الحزب، وأنه لم يجد التقدير مقابل جهوده، ما ساهم في اتخاذه قرار الاستقالة.
لكنه سرعان ما تلقى رسائل دعم من مؤيدي الحزب طالبوه بالتراجع، ما دفعه للتواصل مع فاراج والعودة عن قراره. وأوضح: “أدركت أنني كنت أدير ظهري لمهمة آمنت بها، وهي مساعدة نايجل ليصبح رئيس الوزراء.”
إصلاحات داخلية وخصومات تنظيمية
منذ توليه قيادة الحزب، واجه يوسف انتقادات داخلية بسبب طرده عددًا من المسؤولين المخضرمين، من بينهم كبير مستشاري فاراج الإعلاميين، ومسؤول العمليات، ما دفع بعض أعضاء الحزب لوصف تلك المرحلة بـ”الحقبة الغولدمانية”، في إشارة إلى خلفيته المهنية في بنك جولدمان ساكس. غير أن يوسف دافع عن نهجه قائلًا: “كنا بحاجة إلى نتائج، وكان علينا أن نكون حاسمين.”
علاقات سياسية وتمويل
يوسف كشف عن لقاءات أجراها مؤخرًا مع مراكز بحثية كانت تقليديًا قريبة من حزب المحافظين، بهدف تطوير برنامج الحزب السياسي وتحضيره للتشريع السريع حال وصوله إلى السلطة.
من جهته، يعمل نيك كاندي على دعم الحزب ماليًا، رغم تقارير أفادت بأن مساهماته كانت أقل من المتوقع. وقد أشار فاراج إلى أن كاندي تبرع بـ300 ألف باوند، ووعد بمليون أخرى قريبًا، مؤكدًا أن الحزب يشهد اهتمامًا متزايدًا من المتبرعين الجدد.
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
تُذكّر منصة العرب في بريطانيا (AUK) جمهورها أن السياسات التحريرية لديها ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التمييز أو الإقصاء الديني، وترى أن طرح قضية حظر النقاب داخل الخطاب السياسي البريطاني هو تكرار لمحاولات إلهاء الرأي العام عن القضايا الجوهرية المتعلقة بالاقتصاد والعدالة الاجتماعية.
وتؤكد المنصة أن ارتداء النقاب يدخل في إطار الحريات الشخصية المكفولة في الدستور البريطاني، وأن استهداف مكون ديني معين، خصوصًا في موسم انتخابي، يُعد مساسًا بالتعددية الثقافية التي تُشكل إحدى ركائز المجتمع البريطاني. كما تدعو المنصة إلى نبذ الخطاب العنصري والتحريضي، وتثني على أي موقف يدعو إلى الاعتدال واحترام الخصوصيات الدينية والثقافية للمجتمعات المسلمة في بريطانيا.
المصدر: التايمز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇