بريطانيا: الخطة العربية لإعمار غزة تمثل طريقًا واقعيًا لإعادة البناء

في كلمة رسمية أمام الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، أعلن ستيفن هيكي، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، دعم المملكة المتحدة الكامل للخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة، واصفًا إياها بـ”السبيل الواقعي” للخروج من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وقال هيكي خلال الجلسة التي انعقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 23 مايو الجاري، إن بلاده “سعدت” برئاسة فريق العمل المعني بالعمل الإنساني وإعادة الإعمار إلى جانب مصر، مشيدًا بدور السعودية وفرنسا في قيادة جهود التحضير للمؤتمر.
خطة عربية طموحة لإنقاذ غزة
وأكد المسؤول البريطاني أن الخطة التي تقدّمت بها الدول العربية والإسلامية تضع تصورًا عمليًا لإعادة إعمار غزة وتحقيق تحسّن سريع ومستدام في ظروف حياة الفلسطينيين، داعيًا الوفود الدولية إلى تقديم التزامات مالية وتقنية واضحة قبل انعقاد المؤتمر في يونيو المقبل، وتمكين السلطة الفلسطينية من قيادة هذه الجهود.
وأضاف:
“إعادة الإعمار لا يمكن أن تنفصل عن إطار سياسي وأمني يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء… ما نحتاجه اليوم هو تأسيس منظومة شاملة للحوكمة والتمويل والأمن، تُمهّد الطريق لسلام عادل ودائم.”
غزة تختنق… والمجاعة تلوح في الأفق
في حديثه عن الأوضاع الميدانية، قال هيكي إن الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بلغ حدًّا “لا يُطاق”، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”الشلل التام” في دخول المساعدات إلى قطاع غزة منذ 2 مارس، واستشهادًا بتقرير منظمة IPC الصادر في 12 مايو، الذي يُحذر من أن جميع سكان القطاع مهددون بالمجاعة.
وأضاف أن “الأمين العام للأمم المتحدة كان واضحًا في مطالبته بالسماح الفوري بدخول المساعدات، وتمكين الوكالات الإنسانية من العمل باحترام كامل للمبادئ الإنسانية”.
وفي هذا السياق، أوضح هيكي أن بريطانيا خصصت 135 مليون دولار لدعم الفلسطينيين هذا العام، تشمل مساعدات طارئة ومشروعات لدعم الاقتصاد الفلسطيني.
كما أشار إلى أن فريق العمل الذي ترأسه بريطانيا ومصر سيبحث آليات تمويل الاستجابة الإنسانية وضمان توافقها مع القانون الدولي الإنساني، مع التركيز على حماية الفئات الأشد ضعفًا.
أزمة الأونروا… والتمويل في مهبّ الريح
وفيما يتعلق بوكالة “الأونروا”، شدد هيكي على أن الوكالة الأممية تظل “عنصرًا لا غنى عنه” في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، داخل الأراضي المحتلة وفي دول الجوار، مشيرًا إلى أن بريطانيا قدمت 55 مليون دولار لدعم عملها العام الماضي.
غير أن الوكالة تواجه أزمة تمويلية غير مسبوقة، إذ تعاني من عجز يفوق 450 مليون دولار من أصل ميزانية تبلغ 880 مليونًا، بالتزامن مع أسوأ كارثة إنسانية منذ تأسيسها.
ودعا هيكي إلى تحرّك جماعي لسد الفجوة، وضمان تمويل مستدام للوكالة كي تواصل أداء دورها في إنقاذ الأرواح.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇