أزمة الغلاء تطال العائلات.. تكلفة النوادي الصيفية تتجاوز ألف باوند لكل طفل
كشفت أرقام جديدة عن ارتفاع حاد في تكلفة النوادي الصيفية للأطفال في بريطانيا، حيث بلغ متوسط ما يدفعه الآباء من أجل رعاية طفل واحد خلال عطلة المدارس التي تمتد لستة أسابيع نحو 1076 باوند. وتشير تقارير إلى أن هذه الزيادة تعود إلى ارتفاع الطلب، وانخفاض عدد الأنشطة المنخفضة التكلفة التي توفرها السلطات المحلية.
زيادات متفاوتة في المناطق… ويلز الأغلى
وفقًا لبحث أجرته مؤسسة “كورام” الخيرية للأطفال، شهدت بعض المناطق زيادات وصلت إلى 13 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وكانت ويلز في صدارة المناطق من حيث التكلفة، إذ بلغ متوسط الرسوم الأسبوعية نحو 209.60 باوند، في حين سجلت منطقتا يوركشاير وهامبر أعلى نسبة زيادة في الأسعار بـ13 في المئة.
جدير بالذكر أن معظم الأسر البريطانية تعتمد على نوع من رعاية الأطفال خلال العطلات، ولا سيما مع تزايد عدد أولياء الأمور العاملين بدوام كامل. وتوضح الأم كيارا ديل فيسكوفو، من مانشستر، أن تكلفة نوادي العطلات تقارب تكلفة السفر لقضاء عطلة، قائلة: “ندفع كثيرًا، لكننا لا نستمتع بها؛ لأننا نعمل ولا نرى أطفالنا”.
النوادي الصيفية في بريطانيا: نقص الدعم وعقبات الدفع المسبق
ورغم توفر دعم عبر برنامج يونيفرسال كريديت، فإن الأسر البريطانية تواجه عقبة في دفع رسوم النوادي الصيفية مسبقًا، حيث تُصرف الإعانة بعد أسابيع من التقديم، ما يجعل الآباء في وضع صعب، ولا سيما الذين لا يستطيعون تحمّل نفقات فورية.
أما النوادي الخاصة فتُعد أعلى تكلفة بنسبة 21 في المئة من النوادي التي تديرها المجالس، وفي الغالب تكون أماكنها مكتظة بالأطفال، ولا سيما من هم فوق سن السابعة، وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أظهرت البيانات أن 9 في المئة فقط من السلطات المحلية توفر خدمات كافية لهؤلاء الأطفال.
هذا وتؤكد مؤسسة “كورام” أن الوضع ليس مؤقتًا، بل هو واقع مستمر طوال العام. وتدعو المؤسسة إلى إيجاد حل حقيقي لمشكلة رعاية الأطفال، معتبرة أن مشاركة الأطفال في الأنشطة الإيجابية ضرورة لاستقرار الأسر العاملة.
طرق لتوفير المال على رعاية الأطفال:
العمل المرن: يحق لجميع الموظفين طلب ترتيبات عمل مرنة، وإذا تمت الموافقة عليها، فإن تغيير ساعات العمل قد يقلل من تكاليف رعاية الأطفال.
إجازة غير مدفوعة الأجر: مع أن فقدان الراتب ليس مثاليًّا، فإن كثيرين يدفعون من أجل رعاية الأطفال خلال العطلات أكثر مما يكسبونه في العمل.
مشاركة رعاية الأطفال: يمكن للآباء الاتفاق على نظام تناوب فيما بينهم، وهذا قد يكون متعبًا لكنه يوفر المال وقد يكون ممتعًا للأطفال.
دعم رعاية الأطفال عبر اليونيفيرسال كريديت: العائلات العاملة التي تتلقى هذا الدعم يمكنها المطالبة بمبلغ يصل إلى 1031.88 باوند شهريًّا لطفل واحد أو 1768.94 باوند لطفلين أو أكثر.
برنامج الأنشطة والوجبات الصيفي: توفر السلطات المحلية نواديَ صيفية مجانية للأطفال في إنجلترا الذين يتلقون وجبات مدرسية مجانية مرتبطة بالإعانات.
حسابات رعاية الأطفال المعفاة من الضرائب: يمكن استخدامها لدفع رسوم العديد من النوادي الصيفية المسجلة لدى “أوفستد”، وتضيف الحكومة باوندَين مقابل كل 8 باوندات يودعها الوالدان.
ختامًا ترى “منصة العرب في بريطانيا” أن هذه الأرقام تعكس واقعًا صعبًا تعيشه الأسر العاملة في بريطانيا، ولا سيما المهاجرين والعرب الذين يفتقدون في الغالب للدعم العائلي القريب، ويجدون أنفسهم في مواجهة تكاليف مرتفعة دون بدائل مناسبة.
وتدعو المنصة الحكومة البريطانية إلى تعزيز دعم رعاية الأطفال، وتوسيع برامج المجالس المحلية لتشمل عددًا أكبر من الأطفال، مع ضمان التسهيلات المالية للأسر المحدودة الدخل. كما تحث العائلات العربية على الاستفادة من الموارد المتاحة محليًّا، والتنسيق المجتمعي لتخفيف الأعباء.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
17°C
