المغرب يطلق برنامجا صيفيا لأطفال المهجر في 2025
في خطوة متجددة لتعزيز الهوية الثقافية والوطنية لدى أطفال الجالية المغربية في الخارج، أطلقت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج الدورة الـ26 من برنامجها الصيفي السنوي الرائد “الإقامة الثقافية”، الذي يُعد من أبرز المبادرات الحكومية الموجّهة لأطفال المهجر.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات الدورة الجديدة في مدينة القنيطرة من 5 يوليو حتى 19 أغسطس 2025، بمشاركة 960 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا، ينتمون إلى جاليات مغربية في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك بريطانيا.
تحت الرعاية الملكية المغربية
تحظى هذه المبادرة الثقافية بدعم ورعاية الأميرة لالة مريم، وتُنفّذ بإشراف مباشر من المؤسسة التي تأسست عام 1990، وتُعنى برعاية المغاربة في الخارج. وتُعرف “الإقامة الثقافية” بأنها واحدة من أكثر البرامج شمولًا من حيث المحتوى والأنشطة، وتُنفَّذ وفق نظام تناوب يستمر 10 أيام لكل مجموعة، في المركز الثقافي الاجتماعي التابع للمؤسسة بالقنيطرة.
ويتضمّن البرنامج مجموعة من ورش العمل التراثية، والزيارات الميدانية إلى مواقع بارزة مثل متحف محمد السادس ووادي أبي رقراق، إلى جانب أنشطة فنية وثقافية تشمل عروضًا سينمائية وقراءات شعرية. كما يُوفّر أنشطة رياضية وترفيهية مثل كرة القدم والسباحة والرسم، تتوج بمسابقات تحفيزية وجوائز رمزية.
من لندن إلى القنيطرة… جسر بين الأجيال
يمثّل البرنامج مساحة فريدة لأطفال الجالية المغربية في بريطانيا، خاصةً في مدن مثل لندن ومانشستر وبرمنغهام، حيث يسهم في بناء جسور تربط الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين المغربيين بلغتهم وثقافتهم. ويُشجّع القائمون على المراكز المجتمعية في بريطانيا العائلات على اغتنام الفرصة، خصوصًا للأطفال المتحدثين بلغتين الذين لا تتاح لهم فرصة التفاعل المباشر مع البيئة المغربية.
البرنامج متاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا ممن يحملون أصولًا مغربية ويقيمون في الخارج، ولم يسبق لهم المشاركة في الدورات السابقة. وتُنصح العائلات في بريطانيا بالتقديم من خلال أقرب قنصلية مغربية، نظرًا للإقبال الكبير ومحدودية المقاعد.
جهود مستمرة لتعزيز الهوية
على مدار أكثر من عشرين عامًا، تطوّر برنامج “الإقامة الثقافية” ليشمل شرائح أوسع من الجاليات، ويمثّل اليوم أحد أركان السياسة الثقافية المغربية تجاه الشتات. وقد جذب في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من العائلات المغربية المقيمة في بريطانيا التي تبحث عن تجربة ثقافية أصيلة لأطفالها خلال الإجازة الصيفية.
وتتكفل المؤسسة بتوفير الإقامة والوجبات والأنشطة، بينما تتولى العائلات ترتيبات السفر والتأشيرات.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK):
تشيد منصة “العرب في بريطانيا” ببرنامج “الإقامة الثقافية” لأنه يشكل نموذجًا ناجحًا لرعاية الهوية الثقافية لأبناء الجاليات المغربية في بريطانيا والعالم، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأجيال الناشئة في المهجر من حيث الانتماء والتواصل مع الجذور.
وتشجّع المنصة العائلات البريطانية المغربية على المبادرة بالتسجيل في مثل هذه البرامج التربوية الهادفة، لما لها من دور فعال في صقل الشخصية وتعزيز الانتماء الوطني والثقافي، خاصةً في ظل تنامي الحاجة إلى حاضنات تعليمية بديلة خلال العطلة الصيفية. كما تدعو المنصة الحكومة البريطانية إلى دعم مبادرات مشابهة محليًا، تُمكّن أبناء الجاليات العربية من الحفاظ على تراثهم الثقافي ضمن بيئة متعددة الهوية والانتماء.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
21°C
