الصحة البريطانية NHS تطلق خطة لإنهاء زحام مواعيد الأطباء صباحًا

في محاولة لإنهاء معاناة المرضى مع نظام المواعيد المزدحم، وبخاصة ما يُعرف بأزمة “الثامنة صباحًا” لدى الأطباء العامين، أطلقت الحكومة البريطانية خطة طموحة على مدار عشر سنوات لإعادة هيكلة هيئة القطاع الصحي (NHS)، تعتمد على نقل الرعاية الطبية من المستشفيات إلى المجتمعات والأحياء، وكذلك منازل المواطنين.
الخطة، التي كشف عنها رئيس الوزراء ووزير الصحة يوم الخميس، تسعى إلى تغيير طبيعة تقديم الخدمات الصحية جذريًّا، مع التركيز على الرعاية المجتمعية، والوقاية بدلًا من العلاج، والاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ لتخفيف الضغط عن العيادات والمستشفيات.
ثلاثة تحولات بارزة في خطة NHS: من المستشفى إلى الحي
تُحدد الاستراتيجية الجديدة ثلاث نقاط تحول محورية في مسار (NHS):
- الانتقال من الخدمات التناظرية ( على سبيل المثال: باستخدام الهاتف) إلى الخدمات الرقمية
- التركيز على الوقاية بدلًا من العلاج
- نقل الخدمات من المستشفيات إلى الأحياء والمنازل.
وبحلول عام 2035، يُتوقَّع تقديم معظم خدمات العيادات الخارجية في مراكز صحية مجتمعية تستقبل المواطنين مساءً وفي عطلات نهاية الأسبوع، وتوفر الرعاية لحالات متنوعة تشمل أمراض القلب والرئة والعينين والصحة النفسية.
مراكز مجتمعية متكاملة: رعاية شاملة تحت سقف واحد
ومن أبرز ملامح الخطة إنشاء مراكز صحية جديدة في الأحياء، تضم فرقًا من الممرضين والأطباء والصيادلة ومختصي الرعاية الاجتماعية والمسعفين؛ لتقديم خدمات متكاملة تشمل الدعم النفسي، والرعاية بعد العمليات، وخدمات مثل الإقلاع عن التدخين، واستشارات الديون، ودعم التوظيف.
كما تسعى الخطة إلى تعزيز أدوات الرعاية المنزلية، وزيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات تدوين الملاحظات الطبية، وتحسين الرد على الاتصالات في العيادات.
خبراء يشككون: “الرعاية المجتمعية ليست أقل تكلفة”
ورغم الطابع الطموح للخطة الحكومية، شكّك عدد من الخبراء في قدرتها على تحقيق أهدافها دون دعم فعلي وتفاصيل تنفيذية واضحة، إذ أكدت ثيا شتاين، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة نوفيلد تراست، أن الخدمات المجتمعية العالية الجودة، مثل التمريض المحلي وإعادة التأهيل، تعمل بالفعل في مناطق محدودة من البلاد بالتعاون مع الأطباء والجمعيات الخيرية، لكنها نبّهت إلى أن تعميم هذا النموذج يتطلب تنسيقًا فعّالًا وتمويلًا كافيًا، مشيرة إلى أن “نقل الرعاية إلى المجتمع لا يعني تقليل التكاليف، بل قد يكون أكثر تكلفة من الرعاية التقليدية”.
وتساءل خبراء آخرون عن مدى واقعية الوعود الحكومية؛ لأن المرضى والعاملين في (NHS) يتطلعون إلى إجابات واضحة بشأن توقيت التحسينات المذكورة وكيفية تطبيقها، خصوصًا ما يتعلق بسهولة الوصول إلى الأطباء، وخدمات الصحة النفسية للأطفال، وتقليل فترات الانتظار الطويلة في أقسام الطوارئ.
جدير بالذكر أن الخطة تتضمن أيضًا إصلاحات في قطاع طب الأسنان، حيث سيتعين على الخريجين الجدد العمل في (NHS) لما لا يقل عن ثلاث سنوات، كما سيُمنح أطباء الأسنان صلاحيات أوسع لرعاية الأطفال بين الفحوصات، مثل طلاء الفلورايد.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن الخطة الحكومية في القطاع الصحي تمثل خطوة استراتيجية طال انتظارها لإصلاح نظام يعاني منذ سنوات من أزمات متراكمة أثرت على المواطنين مباشرة، ولا سيما الفئات الأكثر تهميشًا، ومن بينهم اللاجئون والمهاجرون.
ومع أن الخطة تحمل وعودًا حقيقية بنقل الرعاية إلى المجتمعات وتسهيل الوصول إلى الخدمات، فإن نجاحها لن يتحقق دون مواجهة عقبات عدة تشمل: نقص الكوادر، وضبابية التمويل، وغياب خطة تنفيذ واضحة.
هذا وتؤكد المنصة أن تحسين الرعاية الصحية يجب ألا يكون مشروطًا بالتوفير المالي، بل بكرامة الإنسان وحقه في العلاج السريع والآمن. وتدعو إلى مشاركة فعلية للعاملين في القطاع الطبي والمجتمعات المحلية في تطوير هذا التحول، بما يحقق العدالة الصحية للجميع.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
- أحمد بكر.. ممرض فلسطيني يقاضي NHS والعرب في بريطانيا تجري لقاءً حصريًّا معه
- هيئة الصحة NHS ترفض أدوية الزهايمر الجديدة رغم فعاليتها في إبطاء المرض
- علماء بريطانيون يكتشفون لغز موت خلايا الدماغ لدى المصابين بالزهايمر
الرابط المختصر هنا ⬇