الشعور بالامتنان
![الشعور بالامتنان](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/02/nathan-dumlao-fs_l0Xqlc90-unsplash-1.jpg)
تكثُر المشكلات، وتزيد يومًا بعد يوم في مختلف الصُعد والأعمار والجنسيات والثقافات. وأجدُ الجميع يشتكي ويتذمَّر من هذه الحياة!
وربما مشكلةٌ عابرة أو غير عابرة كفيلةٌ بأن تُشعِر الشخص بأنه لا داعي له في هذه الحياة أصلًا!
متناسيًا في ظل تلك المشكلة أو الحياة المتسارعة مقدار الخير الذي حوله، ومتناسيًا ذلك الشعور الجميل الذي لو فعله كلُّ شخص في حياته لوجد الكثير والكثير من السعادة.
![الشعور بالامتنان](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/02/catalin-pop-noydSJIWMSg-unsplash-300x200.jpg)
السعادة تلك الكلمة التي أصبح يبحث عنها الصغير قبل الكبير!
والله سبحانه وتعالى أعطانا الحل في القرآن الكريم حينما قال: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [السورة: إبراهيم، الآية: 7].
هذا هو عنواني الذي عنونتُ به مقالي: الشعور بالامتنان. والشكر والحمد المستمر على كل شيء سواء كان صغيرًا أم كبيرًا، تافهًا أم عظيمًا.
ولا بد هنا أن أؤكد أن أول المستفيدين من هذا الشعور هو الشخص ذاته! حيث يستشعر مقدار النِّعم ويجد مبتغاه، ويفرح بوجود ذلك الشيء أو الشخص في حياته، ويبقى ممتنًّا لتلك النعمة، أو لذلك الحدث، أو لامتلاكه تلك الآلة!
![الشعور بالامتنان](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/02/Unsplash-300x200.jpg)
إلا أننا مع كثرة الترف، والمتسارعات، وزحمة المشاهير المزيَّفين لم نعُد نمتلك الكثير من الامتنان لمن هم حولنا، أو لِمَا هو بين أيدينا، ودومًا عيوننا ترمق وتنظر إلى ما لا نملك وليس إلى ما نملك!
وفي ظل العديد من المشكلات التي أكون طرفًا وسيطًا في حلها أجد أن شعور الامتنان سواء كان بين الزوجين، أو بين الأولاد ووالديهم، أو بين صديقين قد أصبح شِبه مفقود، وأن كلَّ طرف يظن أن من الطبيعي أن يفعل الطرف الآخر كذا وكذا، وأن يُقدّم كذا وكذا، غير ناظرين إلى امتنانهم لذلك العمل ولذلك الشخص؛ مما يقلل من قيمة الامتنان والسعادة، والنظرة العالية لذلك الحدث ولذلك الشخص.
أصبحنا نرى أيّ تصرُّف أو موقف على أنه من الطبيعي أن يكون كذلك، في حين يفقد الملايين ذلك الشيء الذي تملكه أنت… وتحوزه أنت، ولكنه فقدُ الشعور بالامتنان!
وإني لأجد مصداق ذلك في حديثه صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: (مَن أصبَح مُعافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا) (أخرجه ابن حبان في صحيحه).
فأين نحن من ذلك الشعور الذي نشعر فيه بأن الدنيا فعلًا قد حيزت لنا، وأننا نملك الكثير، حتى وإن فقدنا جانبًا معيّنًا، أو شخصًا عزيزًا، أو آلة معيّنة؟!
يسألني الكثير عن أسباب السعادة، وأقول: أولها – وعن تجربة شخصيّة -:
أن الشعور بالامتنان هو مفتاح السعادة، أي أن تكون ممتنًّا لخالقك، ولدينك، ولمن يحيطون بك، ولوالديك، ولأيّ شخص مرَّ في حياتك أو أسدى إليك معروفًا.
كُن ممتنًّا وستجد تغيُّرًا كبيرًا في حياتك ونظرتك لجمال الوجود، ولاستحقاقك الأفضل.
اقرأ المزيد
أفضل 6 أماكن في أوروبا للتقاعد بعد البريكست
الرابط المختصر هنا ⬇