في ظلّ المتسارعات في حياتنا و ما يحصل في كلّ يوم من متغيرات .. بدأنا نشعر فعلًا بفقد الأمان ! (chaicare.org)
الأمان النفسيّ و الشخصيّ و العالميّ .. و عدم الثقة في التخطيط لمدى و لو بسيطًا!
فبين حرب الفايروسات التي ما كدنا نخرج منها بعدما فقدنا آلاف الأرواح و وودعنا الأعزاء
إلا و دخلنا في حرب الدول العظمى و الوعيد بدمار العالم كلّه ..
و الحقيقة ليس الخوف من الموت فهو حتميّ و نحن مقبلون عليه لا محالةَ بإيماننا بما قدمنا بين يدي اللهِ ..
لكنّ بشاعة المواقف و العالم و استخدام التقنيات كلّها و العلم لتحطيم كلّ شيء و لنسف بلدان و قارات عن بكرة أبيها في ثوانٍ
و لمَ ذلك إلا لإرضاء غرور النفوس و جنون العظمة و تحطيم كلّ جبهة للأخرى

الشعور بالأمان والحياة الآمنة المُستقرة
لقد امتَنَّ الله سبحانه منذ قديم الزمان على أهل الجاهلية و من ثمّ على أهل الإسلام و جعلها من أمارات العز و مُتع الحياة قوله تعالى ( الذي أطعمهم من جوع و آمنَهم من خَوف) (قريش 4:)
نعم يا سادة إنّه تحصيل اللقمة الهانية و الحياة الآمِنة و ليس بعد ذلك مطلب!

هذا ما فقدته العديد من دُولنا المنكوبة وقد كُسِرت أقفالها و نُزِع أمنُها و أمَانُها
أصبح الأب لا يأمن على ابنته أنْ تذهب للدكان المجاور خوفًا من اختطافها و طلب فدية بالملايين للإفراج عنها!
و أصبحت البيوت لا تأمن الليل و مكره و يتناوبون لحراسة البيوت إلا إذا كانت هناك كاميرات المراقبة !
فقدوا نعمة النوم الخالي من الرعب و الكوابيس و استودعوا حياتهم يومًا بيوم !
فعلًا نعمة الأمن و الأمان و استقرار البلدان و الشعوب لهي من أكبر النعم و قد ذكرها الرسول الكريم صلى الله عليهِ وسلَّم في حديثه ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
و في أيّامنا هذه سلّمنا أمرنا لمالك المُلك في قضائه بما تبقى من أيّام مجهولة المصير و غير معلومة النهاية
ارتفاع في الأسعار و تعب في المعيشة و ديون دولية و ديون شخصيّة و حروب موعودة و يبقى البقاء لله وحده !
و فعلاً لا يُشعر بالنعمة إلا بعد فقدها ، و نرجو من اللهِ اللطفَ بالإنسانية و العالم أجمع