السيارات الأكثر مبيعًا في بريطانيا لعام 2025
مع دخول عام 2025 منتصفه، بدأت ملامح سوق السيارات البريطانية تتبلور بشكل أوضح، حيث أظهرت بيانات تسجيل المركبات الجديدة اتّجاهات المستهلكين ونقاط التحوّل في الصناعة. ورغم استمرار التقلبات، فإن طراز “فورد بوما” حافظ على الصدارة، في وقت يشهد فيه السوق البريطاني ضغوطًا تنظيمية واقتصادية متصاعدة، تقودها سياسة الحكومة الهادفة إلى تسريع التحول نحو المركبات الكهربائية.
ضغوط التحوّل الكهربائي وتعديل الأهداف
تشهد صناعة السيارات البريطانية مرحلة حرجة، إذ فُرضت على الشركات التي تبيع أكثر من 2,500 مركبة سنويًا التزامات بتوفير 28% من مبيعاتها على شكل سيارات كهربائية بالكامل. وقد ارتفعت هذه النسبة مقارنة بنسبة 22% في العام الماضي، وهي نسبة أخفقت الصناعة في تحقيقها، إذ بلغت حصة المركبات الكهربائية 19.6% فقط من إجمالي المبيعات في 2024.
ورغم وجود “مرونة تنظيمية” تتيح تجنّب الغرامات – والمقدّرة بـ12,000 باوند لكل سيارة وقود تقليدي تُباع فوق الحصة – فإن الضغوط على المصنّعين لدفع المبيعات الكهربائية لا تزال كبيرة. وقد لجأ العديد منهم إلى تقديم خصومات كبيرة لإغراء المستهلكين.
ولمحاولة إنقاذ القطاع الذي يشغّل نحو 800 ألف عامل في بريطانيا، تدخل رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في أبريل وأعلن تخفيفًا جديدًا لقواعد “تفويض المركبات عديمة الانبعاثات” (ZEV) عبر منح مهلة أوسع لتعويض الأهداف الفائتة في السنوات المقبلة، وتقليل قيمة الغرامات، مع الحفاظ على تاريخ حظر السيارات الجديدة العاملة بالوقود التقليدي بحلول 2030.
مبيعات مايو: تحسن نسبي ومؤشرات متباينة
شهد شهر مايو ارتفاعًا في تسجيل المركبات بنسبة 1.6% ليصل إلى 150,070 وحدة، وهو الأداء الأفضل لهذا الشهر منذ عام 2021. ومع ذلك، لا تزال الأرقام دون مستويات ما قبل الجائحة، إذ بلغت مبيعات مايو 2019 نسبة أعلى بـ18.3%.
وشهدت السيارات الكهربائية ارتفاعًا لافتًا، إذ بلغت حصتها 21.8% من المبيعات (32,738 مركبة) مقارنة بـ17.6% في الشهر نفسه من العام الماضي. وبهذا، حافظت السيارات الكهربائية على موقعها كثاني أكثر أنماط الوقود شيوعًا بعد البنزين، في حين حلّت السيارات الهجينة في المرتبة الثالثة.
وفي هذا السياق، قال مايك هاوز، الرئيس التنفيذي لجمعية مصنّعي وتجار السيارات (SMMT): “الزيادة في تسجيل السيارات الكهربائية خبر إيجابي، لكن الطلب لا يزال دون الطموح. إن التعديلات الحكومية الأخيرة على قواعد التفويض خطوة مرحّب بها، لكنها غير كافية وحدها. فالمصنّعون لا يمكنهم الاستمرار في تحمّل كلفة دعم السوق، وهناك حاجة ماسة إلى حزمة تحفيزية حكومية متكاملة”.
أفضل 10 سيارات مبيعًا في المملكة المتحدة حتى منتصف 2025
1. فورد بوما – 21,936 وحدة
رغم بدايته البطيئة هذا العام، عاد طراز “فورد بوما” بقوة في مارس وتصدر القائمة، مستفيدًا من سجله كأكثر السيارات مبيعًا في 2023 و2024. يستند هذا الطراز إلى قاعدة “فييستا” السابقة ويجمع بين العملية وسهولة القيادة. كما أُضيفت نسخة كهربائية جديدة هذا الربيع ضمن التحول الكبير الذي تشهده تشكيلة فورد، والتي تشمل أيضًا “موستانغ ماخ-إي” و”كابري” و”إكسبلورر”.
2. كيا سبورتاج – 19,636 وحدة
تستمر “كيا سبورتاج” في الحفاظ على شعبيتها، حيث أُعيد تصميمها عام 2022، وتتوفر بمحركات بنزين، ديزل، هجينة، وهجينة قابلة للشحن. ورغم المنافسة من طرازات مثل “هيونداي توسان” و”فورد كوغا”، تصدّرت مبيعات شهور يناير وفبراير وأبريل.
3. نيسان قاشقاي – 13,989 وحدة
رائد سيارات الكروس أوفر، لا يزال يحتفظ بمكانته، بعدما كان الأول في 2022 والثاني في 2023. أُنتج هذا الطراز في سندرلاند، ويُعرف بكفاءته في استهلاك الوقود وسعره المقبول، بالإضافة إلى تصميمه الأنيق وتقنياته الحديثة.
4. فوكسهول كورسا – 16,545 وحدة
بدأت العام بقوة، مدفوعة بانسحاب “فورد فييستا” من السوق، ما أفسح المجال أمام منافسين مثل “كورسا” و”رينو كليو”. ورغم طرح نسخة كهربائية بمدى 255 ميلًا، إلا أن التحديات كبيرة بسبب دخول طرازات أرخص في السوق.
5. نيسان جوك – 15,249 وحدة
الشقيق الأصغر لـ”قاشقاي” يُثبت نفسه تدريجيًا في السوق بفضل التصميم الجديد وخيارات المحرك الهجينة. يُنتَج محليًا أيضًا في سندرلاند، ويُعد خيارًا مفضلًا للشباب بفضل تقنياته وسعره المناسب.
6. إم جي ZS – 12,918 وحدة
يُعدّ من أرخص طرازات الكروس أوفر المتوفرة، ويتوفر بمحركات بنزين وهجينة. رغم تحفظات على الجودة والتصميم، فإن السعر المناسب والمساحة الداخلية الكبيرة جعلا منه خيارًا مغريًا للكثيرين.
7. فولكسفاغن تيغوان – 12,634 وحدة
نُحدّث في 2024، ويُعرض بخيارات وقود متعددة. رغم أن قيادته ليست الأكثر إثارة، إلا أن رحابته وتجهيزاته التقنية تضعه ضمن المراتب العليا في فئته، وإن كانت أسعاره تبدأ من 34,845 باوند، ما يجعله أقل تنافسية سعريًا.
8. فولكسفاغن غولف – 12,348 وحدة
رغم تراجع شعبيته لصالح سيارات الكروس أوفر، استعادت “غولف” بعض الزخم بفضل نسخة هجينة جديدة ومقصورة محسنة. لا تزال خيارًا محبوبًا بفضل جودة الركوب وتنوع الطرازات من “GTE” إلى “غولف R”.
9. فولفو XC40 – 10,612 وحدة
شهدت مبيعات جيدة في أبريل، ويُطرح الآن بنسخ هجينة خفيفة فقط، بعد فصل النسخة الكهربائية تحت اسم “EX40”. تميّزت السيارة بمقصورتها الفاخرة وخيارات محركات اقتصادية.
10. إم جي HS – 11,016 وحدة
تأكيد جديد على صعود السيارات الصينية، حيث يقدّم “HS” خيارًا منخفض التكلفة في فئة متخمة بالمنافسين. ورغم أن الأداء والتشطيب الداخلي لا يرتقيان إلى مستوى العلامات الأوروبية، إلا أن السعر والتصميم المجدد يجذبان الأنظار.
“العرب في بريطانيا”
تظهر قائمة 2025 أن سوق السيارات البريطاني يعيش لحظة انتقال حساسة، حيث تتقاطع ضرورات التحوّل الأخضر مع واقع اقتصادي معقّد. ورغم الجهود الحكومية لتليين السياسات، فإن الصناعة لا تزال تُساق نحو التحوّل الكهربائي بالخصومات لا بالإقناع.
وفي ظل ارتفاع تكلفة المعيشة، يبقى المستهلك البريطاني في موقع التردّد، يبحث عن الموازنة بين السعر والجودة والتكنولوجيا. ويبقى السؤال المفتوح: هل يملك السوق الأدوات اللازمة ليقود ثورة خضراء حقيقية، أم أن الفجوة بين الطموح والواقع ستتّسع؟
المصدر ذا تايمز
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇