ماهي المهارات التي نحتاجها في عصر الذكاء الصناعي؟
في زمنٍ تتسارع فيه التطورات التكنولوجية وتغزو أدوات الذكاء الصناعي مختلف مجالات الحياة، تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في المهارات التي يجب أن نغرسها في الأجيال الجديدة. لم يعد الأمر مقتصرًا على إجادة استخدام الأجهزة أو التعامل مع البرمجيات، بل يتعدى ذلك إلى تطوير قدرات فكرية وإنسانية تجعل الأطفال قادرين على مواجهة عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة.
التفكير النقدي والمرونة الذهنية
تشير أبحاث “ماكينزي” إلى أن الذكاء الصناعي سيستحوذ على الكثير من المهام الروتينية، ما يجعل التفكير النقدي، والقدرة على طرح الأسئلة الصحيحة، وتحليل المعلومات، مهارات أساسية للمستقبل. القدرة على استيعاب السياق وفهم التفاصيل الدقيقة تبقى ميزة بشرية لا يمكن استبدالها بالخوارزميات.
المرونة الذهنية لا تعني فقط الإبداع أو القدرة على التعلم، بل تشمل أيضًا الرغبة في التعلم، وتجريب الأفكار الجديدة عبر المحاولة والخطأ، ونقل المعرفة من موقف إلى آخر. هذه القدرات يمكن أن تتطور من خلال أنشطة بسيطة في المنزل أو تجارب لعب حرة، بعيدًا عن قيود الإجابات النموذجية التي يفرضها التعليم التقليدي.
المهارات الاجتماعية والقيادة الذاتية
إتقان فنون التواصل وحل النزاعات بوعي، وفهم القواعد الاجتماعية المكتوبة وغير المكتوبة، كلها عناصر تعزز القدرة على التفاعل الفعّال في بيئات متنوعة. التعاطف وفهم احتياجات الآخرين يمثلان ركيزة في بناء علاقات صحية، بينما تظل مهارات القيادة الذاتية – مثل الوعي بالقدرات الشخصية، وإدارة الوقت، وتحقيق الأهداف الذاتية – من أهم ما يمكن تطويره لدى الأطفال.
لكن من الضروري الانتباه إلى أن بعض المفاهيم مثل “التحمل” أو “الصلابة” قد تُستخدم أحيانًا لتجاهل الظروف البنيوية التي تصعّب حياة بعض الفئات، ما يجعل الإنصاف في بناء المهارات ضرورة لا تقل أهمية عن المهارات نفسها.
الكفاءة الرقمية والأمن السيبراني
القدرة على التحقق من المعلومات في البيئة الرقمية، وفهم أنظمة البيانات، وإدراك مخاطر الأمن السيبراني، أصبحت من المهارات الأساسية حتى للأطفال الأصغر سنًا. تعليمهم كيفية التمييز بين المصادر الموثوقة والمحتوى التجاري أو المضلل يضع أساسًا لفهم نقدي للإعلام الرقمي.
ورغم أن تعلم البرمجة قد يبدو خيارًا جذابًا، إلا أن الأهم هو تنمية الحس بالجودة والإبداع، وهي مهارات يمكن ترسيخها حتى من خلال أنشطة حياتية بسيطة مثل الطهي أو الحِرف اليدوية.
إن الاستثمار في تنمية هذه المهارات لا يتطلب برامج تدريبية باهظة أو مخيمات تعليمية مكلفة، بل يبدأ من التفاعل اليومي داخل المنزل والمدرسة. المستقبل لا يحتاج أطفالًا يجيدون تنفيذ أوامر الذكاء الصناعي فحسب، بل يحتاج جيلًا قادرًا على التفكير النقدي، والعمل التعاوني، والحفاظ على إنسانيته في عالم رقمي متسارع.
في العرب في بريطانيا نؤمن أن التوازن بين الكفاءة التقنية والقيم الإنسانية هو الضمانة الحقيقية لتهيئة أجيال قادرة على صياغة مستقبل أكثر وعيًا وعدلًا، بدل أن تكون مجرّد تروس في آلة التقنية العالمية.
المصدر: سايكولوجي توداي
إقرأ أيّضا
هذه المنطقة البريطانية تتصدر قائمة توفر حدائق اللعب للأطفال
كل ما تحتاج معرفته للتقدم بطلب جواز سفر بريطاني جديد: التكلفة ومدة التسليم
الرابط المختصر هنا ⬇