الحكومة البريطانية تُشكّل مجموعة عمل لصياغة تعريف رسمي للإسلاموفوبيا

في خطوة تهدف إلى مواجهة تصاعد حوادث الكراهية الدينية، أعلنت الحكومة البريطانية عن تشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع تعريف رسمي للكراهية المعادية للمسلمين (الإسلاموفوبيا). ويأتي هذا القرار في ظل تسجيل أرقام قياسية لجرائم الكراهية ضد المسلمين في إنجلترا وويلز خلال عام 2024، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز الحماية والتصدي لهذه الظاهرة.
أهداف المجموعة ودورها
ستعمل مجموعة الخبراء على تقديم تعريف واضح للإسلاموفوبيا، ما سيوفر إطارًا مرجعيًا للحكومة والجهات الرسمية الأخرى لفهم طبيعة هذه الظاهرة ومعالجتها. كما ستقدم المشورة حول كيفية قياس التحيز والتمييز وجرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين، وذلك ضمن جهود أوسع لمكافحة الكراهية الدينية وتحقيق رؤية الحكومة لشوارع أكثر أمانًا.
وسيقود المجموعة دومينيك غريف KC، الذي يتمتع بخبرة قانونية وحكومية واسعة، وسيساهم في تحقيق التوازن بين معالجة تجربة الضحايا وحماية حق المسلمين البريطانيين في الشعور بالأمان والمساواة، مع ضمان التمسك بحرية الفكر والتعبير وفق القوانين البريطانية.
وفي هذا السياق، أكد غريف أن “الإسلاموفوبيا ظاهرة لا يمكن إنكارها، ولكن تعريفها يمثل تحديًا. علينا تحقيق توازن دقيق بين حماية الضحايا والحفاظ على حق المواطنين في حرية التعبير والنقاش العام حول الأديان والمعتقدات”.
تصريحات رسمية حول المبادرة
من جانبها، صرّحت نائب رئيس الوزراء، أنجيلا راينر، بأن “الارتفاع الملحوظ في جرائم الكراهية ضد المسلمين أمر غير مقبول، ولا مكان له في مجتمعنا. ولهذا السبب، تلتزم الحكومة بتعريف واضح للإسلاموفوبيا كخطوة أساسية في مكافحتها، لضمان أن يشعر الجميع بالأمان والانتماء داخل المملكة المتحدة”.
سيكون التعريف المقترح غير ملزم قانونيًا، لكنه سيشكل مرجعًا للحكومة والهيئات المعنية لفهم وتحديد مظاهر الكراهية والتمييز ضد المسلمين. كما سيُراعى في صياغته التوافق مع المبادئ الأساسية لحرية التعبير، والتي تشمل الحق في انتقاد الأديان والمعتقدات والممارسات، بما لا يتعارض مع القوانين السارية.
تعزيز جهود مكافحة الكراهية الدينية
يمثل هذا التحرك جزءًا من استراتيجية الحكومة الأشمل لمواجهة جرائم الكراهية الدينية، حيث يعكس التزامها بحماية جميع المواطنين وتعزيز بيئة من التسامح والتعايش المشترك. ومن المتوقع أن تقدم المجموعة تعريفها النهائي خلال الأشهر الستة المقبلة، ليشكل أساسًا للمضي قدمًا في مكافحة الإسلاموفوبيا وتعزيز الاندماج المجتمعي.
المصدر: gov.uk
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇