العرب في بريطانيا | الجارديان: تراجع حاد في تبرعات الإغاثة لغزة بعد...

1447 جمادى الثانية 1 | 22 نوفمبر 2025

الجارديان: تراجع حاد في تبرعات الإغاثة لغزة بعد الهدنة وتحذيرات من أزمة إنسانية

الجارديان: تراجع حاد في تبرعات الإغاثة لغزة بعد الهدنة وتحذيرات من أزمة إنسانية
ديمة خالد November 21, 2025

حذّرت مبادرات إنسانية ومنظمات إغاثية من تراجع “كارثي” في حجم التبرعات المخصّصة لدعم المدنيين الفلسطينيين في غزة منذ بدء الهدنة في أكتوبر، على الرغم من استمرار الدمار الهائل في القطاع وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق.

وتؤكد هذه الجهات أن الهدنة أسهمت في خلق انطباع عالمي خاطئ بأن الأزمة قد انحسرت، بينما يعيش السكان واحدة من أقسى الفترات منذ بدء الحرب، في ظل نقص المساعدات وغياب البنية التحتية وعودة العائلات إلى منازل مدمرة أو ملاجئ لا تصلح للعيش. واستمرار القصف والعدوان الإسرائيلي.

تبرعات الإغاثة تتراجع بشدة: “الهدنة خدعت العالم”

العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)
العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)

قالت مبادرات تطوعية تدير صناديق دعم فردية إن التبرعات التي كانت توفّر الغذاء والدواء والمأوى لآلاف العائلات باتت تتراجع بوتيرة سريعة منذ إعلان الهدنة.

ميغان هول، ناشطة مقيمة في أستراليا تدير 95 صندوقًا للمساعدات المتبادلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أنها جمعت أكثر من 200 ألف دولار منذ فبراير 2024 لصالح عائلات في غزة. لكنها أشارت إلى تراجع كبير في التبرعات خلال شهر أكتوبر، حيث انخفض إجمالي ما جمعته من نحو 5 آلاف دولار أسبوعيًا خلال الحرب إلى ما يزيد قليلًا على ألفي دولار طوال الشهر.

وقالت هول: “التراجع كارثي. يبدو أن العالم يعتقد أن الفلسطينيين لم يعودوا بحاجة إلى المساعدة، بينما الواقع أكثر قسوة من أي وقت مضى.”

وأضافت أن آلاف العائلات تدخل فصل الشتاء بلا بطانيات أو ملابس ثقيلة، بعد موجات نزوح متكررة أفقدتها كل ممتلكاتها.

مبادرات إنسانية كبرى تتأثر هي الأخرى

وأكد أربعة منظّمين آخرين لصناديق المساعدات المتبادلة للغارديان أنهم يشهدون تراجعًا مماثلًا في التبرعات.

حتى المبادرات الأكبر تأثرت. فقد أعلن مطبخ غزة الشعبي — الذي يقدم 10 آلاف وجبة يوميًا وجمع 5.8 مليون دولار منذ فبراير — أن التبرعات تراجعت بنسبة 51% بين سبتمبر وأكتوبر.

وقال هاني المدهون، الشريك المؤسس للمبادرة: “مستمرون في العمل دون تغيير فوري، لكن تأثير هذا التراجع على المدى الطويل سيظهر قريبًا، وقد يكون خطيرًا.”

أوضاع إنسانية قاسية رغم الهدنة

العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)

وبحسب تقييم أوردته منظمة الصحة العالمية اعتمادًا على بيانات SARI Global، فإن أكثر من 70% من سكان غزة — أي نحو 1.9 مليون شخص — يعيشون في خيم في مناطق مكشوفة للعوامل الجوية دون بنية تحتية، في ظل الأمطار والرياح العاتية وارتفاع الأمواج.

تراجع التغطية الإعلامية يزيد الصعوبات

أفادت منظمة “أنقذوا الأطفال” في بريطانيا بأن التبرعات القادمة عبر حملاتها في مواقع التواصل الاجتماعي تراجعت بما يقارب الثلث. كما أشارت “أوكسفام” في بريطانيا إلى انخفاض واضح في حجم الدعم.

وتقول هذه المنظمات إن ضعف التغطية الإعلامية للوضع في غزة يجعل الحملات أقل فاعلية، ما يؤدي إلى حلقة مفرغة من تراجع التمويل.

ومن ناحية أخرى، يرى باحثون في “Tech for Palestine” أن خوارزميات شركات التواصل الاجتماعي، مثل ميتا، تقلل انتشار المحتوى الداعم لفلسطين، ما يجعل الوصول إلى جمهور أوسع أكثر صعوبة.

عائلات على حافة التشرد: “إذا لم ندفع الإيجار سننام في الشارع”

الجارديان: تراجع حاد في تبرعات الإغاثة لغزة بعد الهدنة وتحذيرات من أزمة إنسانية
أطفال غزة

يعتمد آلاف الغزيين على صناديق الدعم الفردية لتأمين مقومات الحياة اليومية.

أحمد الدّيب، 28 عامًا من مدينة غزة، يعتمد بالكامل على صندوق دعم تديره هول لإعالة عائلته الممتدة المكوّنة من 14 شخصًا، بينهم طفلة مريضة تبلغ من العمر عامين.

وقد جمع الصندوق نحو 6,500 دولار للعائلة منذ إنشائه، وارتفعت التبرعات تدريجيًا إلى نحو 3,000 دولار في سبتمبر، قبل أن تتراجع إلى 300 دولار في أكتوبر ثم 150 دولارًا فقط في نوفمبر.

بعد نزوح عائلته إلى دير البلح ودفع 300 دولار شهريًا مقابل خيمة، اضطر الدّيب إلى الاستدانة لسداد الإيجار. ومع دخول الشتاء، عاد إلى مدينة غزة بحثًا عن شقة متضررة ليسكن فيها، لكنه يحتاج إلى 400 دولار شهريًا لا يملكها.

وقال للغارديان: “الوضع فوق الوصف. إذا لم أدفع الإيجار سيطردنا صاحب الشقة ولا مكان نذهب إليه سوى الشارع.”

والانخفاض الحاد في التبرعات لغزة بعد الهدنة يعكس فجوة خطيرة بين الصورة المتداولة عالميًا وواقع الميدان، حيث لا تزال الكارثة الإنسانية في القطاع مستمرة بكل تفاصيلها القاسية.

فالهدنة لم تُعد بناء المنازل، ولم تُنعش المنظومة الصحية المنهارة، ولم توفر البنية التحتية الأساسية، ولم تُنهِ الجوع أو التشرد.

وتؤكد المنصّة أن غياب التغطية الإعلامية المنتظمة أسهم في خلق وهم بأن الأزمة هدأت، بينما يواجه الفلسطينيون شتاءً جديدًا يهدد حياتهم في ظل انقطاع المساعدات. كما تدعو المنصّة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية، والعمل على ضمان وصول الإغاثة بشكل مستمر وكافٍ.

المصدر : الغارديان 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة