الأمم المتحدة تطالب بريطانيا بتعويض المسلمين المتضررين من برنامج “بريفنت”

وجهت الأمم المتحدة انتقادات لاذعة لسياسات مكافحة الإرهاب في بريطانيا، مطالبة بتعليق برنامج “بريفنت” وتعويض المسلمين الذين تعرضوا لسوء المعاملة بسببه.

ودعت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إلى إصلاحات جذرية في سياسات مكافحة الإرهاب البريطانية، مؤكدة أن البرنامج تسبب في تأثيرات سلبية جسيمة على الجاليات المسلمة في البلاد.

ومن المتوقع أن تنشر لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري ملاحظاتها الختامية بشأن التقارير المقدمة من حكومة بريطانيا في جنيف يومي 13 و14 سبتمبر/ أيلول.

تأثير سلبي على حقوق المسلمين

ينتقد التقرير الأممي نهج الحكومة البريطانية السابقة في “مكافحة الإرهاب” و”مكافحة التطرف”، ويصفه بأنه أسهم في نشر حالة من الشك وعدم الثقة تجاه المسلمين البريطانيين.

وقد أكدت اللجنة في تقريرها -الذي أطلعت عليه ميدل إيست آي- أن استراتيجيات مكافحة الإرهاب البريطانية “أدت إلى تقييد حقوق المسلمين في حرية التعبير والتعليم والصحة والحريات الدينية، إضافة إلى تجمعهم السلمي”.

انتقادات لبرنامج “بريفنت”

برنامج “بريفنت”، الذي يستهدف جميع أشكال التطرف، يفرض على العاملين في القطاع العام مثل الأطباء والمعلمين وموظفي دور الحضانة الإبلاغ عن أي علامات تدل على التطرف المحتمل.

ومع ذلك، أعربت لجنة الأمم المتحدة عن “قلقها العميق” إزاء العدد الكبير من التدخلات والإحالات التي تستهدف المسلمين، وخاصة الأطفال، في إطار هذا البرنامج.

وأشارت إلى عدم وجود ضمانات فعالة ضد إساءة استخدام المعلومات الشخصية المسجلة في ملفات الشرطة.

دعوة لتعليق البرنامج وتعويض المتضررين

في ضوء هذه المخاوف، دعت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري الحكومة البريطانية إلى مراجعة استراتيجياتها لمكافحة الإرهاب بهدف إزالة أي تأثير تمييزي أو غير متناسب مع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للمسلمين.

كما أوصت بتعليق برنامج “بريفنت” واتخاذ تدابير لضمان عدم التمييز في استراتيجيات مكافحة الإرهاب. وأكدت اللجنة على ضرورة منح المتضررين من إساءة استخدام هذه التدابير تعويضات كافية، تشمل الأطفال وأسرهم.

تحديات جديدة للحكومة البريطانية

يأتي تقرير الأمم المتحدة في وقت حساس بالنسبة لحكومة حزب العمال الجديدة، التي تجد نفسها تحت ضغط متزايد لإجراء إصلاحات في سياسات مكافحة الإرهاب.

كُلفت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، مؤخرًا بإجراء مراجعة سريعة لوضع استراتيجية جديدة “لمكافحة التطرف”، حيث تعهدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد “الأيديولوجيات المتطرفة” وقالت إن برنامج “بريفنت” أصبح غير ملائم.

انتقادات دولية وحقوقية

التقرير الأممي لم يتوقف عند “بريفنت”، بل انتقد سياسات أخرى مثل (Schedule 7)، الذي يمنح الشرطة وسلطات الهجرة حق احتجاز الأشخاص في المطارات والموانئ للاشتباه لمدة تصل إلى ست ساعات، وهو ما اعتبرته اللجنة ذا “تأثير غير متناسب” على الأقليات العرقية.

من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية في بريطانيا عن دعمها لتوصيات لجنة الأمم المتحدة، مشددة على ضرورة وجود آلية مراقبة مستقلة ووسائل انصاف سريعة وفعالة للمتضررين من برنامج “بريفنت”.

كما دعت الحكومة إلى اغتنام الفرصة لرسم مسار جديد في استراتيجيات مكافحة الإرهاب، يتضمن إلغاء “بريفنت” دون استبداله ببرنامج مماثل.

المصدر: ميدل إيست آي 

اقرأ أيضًا:

• ارتفاع الاعتداءات ضد الأطباء والممرضين المسلمين في بريطانيا
• أنصار اليمين المتطرف يستهدفون المسلمين في بريطانيا لهذا السبب
• ‎نصف الطلبة المستهدفين ببرنامج المراقبة بريفنت في بريطانيا مسلمون