استطلاع رأي: حزب العمال سيخسر 200 مقعد إذا أُجريت انتخابات اليوم
كشفت دراسة استقصائية موسعة أن حزب العمال البريطاني قد يواجه خسارة كبيرة تصل إلى 200 مقعد إذا أُجريت انتخابات عامة اليوم، ما يهدد بفقدان أغلبيته البرلمانية. وعلى الرغم من تصدر زعيم الحزب، السير كير ستارمر، للمشهد السياسي، فإن البرلمان سيصبح منقسمًا على نحو غير مسبوق، مع وجود خمسة أحزاب تمتلك أكثر من 30 مقعدًا لكل منها.
أزمة حزب العمال وعقبات المشهد السياسي
وأوضحت مؤسسة “مور إن كومون”، التي اعتمدت في تحليلها على بيانات أكثر من 11,000 مشارك، أن النظام الانتخابي البريطاني المعروف بـ”الفائز الأول” يعاني في ظل المشهد السياسي الحالي المتعدد الأحزاب، ما يجعل تشكيل حكومة مستقرة أمرًا صعبًا. وتوقعت المؤسسة حصول حزب العمال على الأغلبية النسبية، لكن بفارق ضئيل عن حزب المحافظين، حيث سيخسر العمال 87 مقعدًا لمصلحة المحافظين، و67 مقعدًا لحزب “الإصلاح”، و26 مقعدًا للحزب القومي الاسكتلندي، ما يعيد الأمور إلى ما قبل مكاسب “الجدار الأحمر” التي حققها الحزب في انتخابات يوليو الماضي.
صعود حزب “الإصلاح” وتجزؤ غير مسبوق للأصوات
ومن المتوقع أن يشهد حزب “الإصلاح” بقيادة نايجل فاراج صعودًا لافتًا، ليصبح ثالث أكبر حزب في مجلس العموم بحصوله على 72 مقعدًا، وهو ما يمثل تضاعفًا كبيرًا في تمثيله البرلماني. وسيؤدي هذا الصعود إلى خسارة عدد من الوزراء الحاليين مقاعدهم لمصلحة الحزب، ويشمل ذلك أنجيلا راينر، وإيفيت كوبر، وإد ميليباند، وآخرين. كما يتوقع أن يخسر ويس ستريتنج، وزير الصحة، مقعده لمصلحة مرشح مستقل.
وأشار مدير مؤسسة “مور إن كومون”، لوك تريل، إلى أن هذه النتائج ليست بالضرورة تنبؤًا بما سيحدث في الانتخابات العامة المقبلة، المتوقعة في عام 2029، لكنها تكشف عن تسارع كبير في تجزؤ الأصوات منذ انتخابات يوليو الماضي. وأكد تريل أن نظام “الفائز الأول” البريطاني يواجه عقبات كبرى في التعامل مع هذا الواقع الجديد.
وبحسَب النموذج، فإن 271 مقعدًا ستُحسم بأقل من ثلث الأصوات، ما يُبرِز الانقسام الحاد بين الأحزاب. ووفقًا للتحليل، سيحصل حزب العمال على 228 مقعدًا، والمحافظون على 222 مقعدًا، و”الإصلاح” على 72 مقعدًا، في حين سينال الديمقراطيون الأحرار 58 مقعدًا، والحزب القومي الاسكتلندي 37 مقعدًا، وحزب الخضر مقعدين فقط.
صعوبة تشكيل حكومة أغلبية
ومع أن حزب المحافظين سيتصدر المشهد من حيث نسبة الأصوات الوطنية بـ26 في المئة مقابل 25 في المئة لحزب العمال، فإن هذه النسبة تمثل ثاني أسوأ أداء انتخابي للمحافظين في التاريخ. وأكد تريل أن تشكيل حكومة أغلبية سيكون “شبه مستحيل” دون تحقيق مكاسب إضافية على حساب حزب الإصلاح أو حزب الديمقراطيين الأحرار.
وفي منشور على منصة “إكس”، أشار تريل إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه بناء التحالفات السياسية في ظل هذه النتائج، مؤكدًا أن البرلمان المقبل، إذا تحققت هذه التوقعات، سيكون واحدًا من أكثر البرلمانات انقسامًا واضطرابًا في تاريخ بريطانيا.
وتتشابه هذه النتائج مع نموذج قدمته شركة (JL Partners) هذا الأسبوع، وأظهر هذا النموذج أن حزب العمال سيخسر 155 مقعدًا، ليصبح مجموع مقاعده 256 مقعدًا إذا أُجريت الانتخابات اليوم.
واعتمد التحليل على بيانات انتخابات المجالس المحلية، وأشار إلى أن المحافظين سيفوزون بـ208 مقاعد، وحزب “الإصلاح” بـ71 مقعدًا، والديمقراطيين الأحرار بـ66 مقعدًا، والحزب القومي الاسكتلندي بستة مقاعد فقط.
وقالت (JL Partners): إذا تحققت هذه النتائج في الانتخابات المقبلة، فإن ذلك “سيجعل إدارة البلاد شبه مستحيلة لأي من الأحزاب، ما سيدفع البلاد نحو مستقبل مجهول”.
تراجع كبير لحزب العمال
وتمثل هذه النتائج إضافة جديدة إلى سلسلة من استطلاعات الرأي السلبية لحزب العمال، الذي يتعرض لانتقادات حادة بسبب سياسات مثيرة للجدل، مثل اختبار الأهلية للحصول على مدفوعات التدفئة الشتوية، إضافة إلى أزمات إعلامية كقضية “الهدايا المجانية”.
وكشف تحليل أجرته شبكة سكاي نيوز أن حزب العمال يتجه نحو تسجيل أسوأ أداء له في استطلاعات الرأي في نهاية العام منذ الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك يشير التاريخ إلى أن الأمل ما زال قائمًا بالنسبة للحزب، الذي تمكن في السابق من التعافي من مستويات متدنية.
وأكد خبراء في استطلاعات الرأي لشبكة سكاي نيوز أن الحزب “لا يزال لديه الوقت” لتغيير الوضع، منبّهين إلى ضرورة التركيز على تحسين أدائهم.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇