إلغاء مظاهرة مؤيدة لفلسطين في ساوثيند بسبب “قيود جنونية” تثير الجدل

ألغى منظمو حملة “ساوثيند من أجل فلسطين” مظاهرة سلمية كان من المقرر تنظيمها في وسط مدينة ساوثيند يوم السبت، 30 أغسطس، بعد أن فرضت شرطة مقاطعة إسكس قيودًا مشددة وصفتها الحملة بأنها “غير آمنة ومجنونة”. وقد أثار القرار موجة من الجدل حول حرية التظاهر والتعبير في بريطانيا.
والمظاهرة التي كان من المقرر أن تنطلق من الواجهة البحرية في وستكليف مرورًا بشارع هاي ستريت بين الساعة 12 ظهرًا و3 عصرًا، واجهت اعتراضات من مجلس مدينة ساوثيند وبعض المجموعات المجتمعية. وعلى إثر ذلك، فرضت الشرطة بموجب قانون النظام العام لعام 1986 “منطقة محظورة” تمنع المسيرة من المرور في بعض المناطق الحيوية، مكتفية بمسار أقصر بكثير يبدأ من موقف سيارات إلفراكوم وينتهي عند ساحة مجلس المدينة.
وبحسب المنظمين، فإن هذا التعديل “أخرج التظاهرة من أنظار العامة” وحوّلها إلى نشاط هامشي بعيدًا عن الشوارع الرئيسية.
غضب المنظمين: “قمع للأصوات المناهضة للصهيونية”

متحدث باسم الحملة قال: “القيود المفروضة تعرض مجتمعنا الضعيف للخطر وتضع المتظاهرين في موقف غير آمن”. وأكد أن الشرطة أبلغتهم بالتغييرات فقط بعد الساعة 11 ليلًا يوم الخميس، رغم محاولات متكررة للتواصل معها.
وأضاف: “هذا القرار يقمع أصوات اليهود المناهضين للصهيونية، وقد استشرنا محامين وسنتخذ خطوات قانونية لاحقًا”.
موقف الشرطة والمجلس المحلي
من جهته، دافع مساعد قائد شرطة إسكس، ستيوارت هوبر، عن القرار قائلًا: “حق التظاهر السلمي مكفول بالقانون، لكننا نسعى إلى ضمان التوازن بين حرية التعبير وسلامة المجتمع المحلي، بما في ذلك احترام الشعائر الدينية وراحة العائلات التي تشارك في فعاليات أخرى بالمدينة”.
أما رئيس مجلس مدينة ساوثيند، دانيال كوان، فقد وصف المظاهرة بأنها “استفزاز يهدف لمضايقة الناس”، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى “اضطرابات عامة وترهيب غير مقبول للمجتمع اليهودي”. وأشار إلى أن توقيتها يتزامن مع عطلة الصيف الأخيرة وفعالية “سيتي جام”، ما قد يزيد من مخاطر الفوضى والازدحام.
ورغم الإلغاء، أكد منظمو الحملة أنهم سيواصلون تحركاتهم قريبًا، قائلين: “سنتابع هذه القضية بكل الوسائل القانونية وسنعود للاحتجاج قريبًا جدًا”.
ويثير هذا القرار تساؤلات حول ازدواجية المعايير في التعامل مع حرية التظاهر في بريطانيا، إذ غالبًا ما تواجه المظاهرات المؤيدة لفلسطين قيودًا غير مسبوقة، بينما يُسمح لاحتجاجات أخرى بالمرور بحرية. هذا التضييق المتكرر لا يعكس فقط توتر العلاقة بين السلطات والجاليات المؤيدة لفلسطين، بل قد يؤدي أيضًا إلى تعميق الانقسام وزيادة الإحساس بالتمييز بين أفراد المجتمع البريطاني.
—————————————————————-
اقرأ أيضًا
الرابط المختصر هنا ⬇