إقدام 4 لاجئين لم يتجاوزوا العشرين على الانتحار بعد وصولهم بريطانيا يثير التساؤلات
أقدم 4 لاجئين لا تتجاوز أعمارهم العشرين عامًا على الانتحار بعد وصولهم إلى بريطانيا؛ هربًا من انتهاكات حقوق الإنسان في إريتريا.
مجموعة من 4 لاجئين جمعتهم المعاناة وفرّقهم الموت
التقى فيلمون (Filmon) ومولو (Mulue) في إريتريا قبل أن يَشرَعوا في رحلتهم الطويلة والمحفوفة بالمخاطر إلى بريطانيا. ثمّ تعرّفوا على أليكس (Alex)، وعثمان (Osman) داخل حديقة في لندن قُربَ مركز تسجيل اللاجئين الأطفال – غير المصحوبين بذويهم – التابع لوزارة الداخلية البريطانية.
وجمعت الشبّان الأربعة صداقة حميمة كما فعلته تجربة السفر المشتركة مسافة 3300 ميل للبحث عن الأمان.
وقضى كل من مولو وأليكس وقتًا في مركز للتبنّي قبل الانتقال إلى سكن مستقل، وأما عثمان وفيلمون فقد كانا يعيشان داخل فندق في شمال لندن.
لقد اعتادوا جميعًا على العيش منفردين، وكانوا يعتمدون على بعضهم للحصول على الدعم. كما كانوا يكافحون – معًا – الواقعَ المقلق لحياتهم الجديدة المحفوفة بالمخاطر، والتي كانت مختلفة تمامًا عن التوقعات التي داعبت مخيلاتهم خلال رحلاتهم المؤلمة.
وبالرغم من كفاحهم وصلابتهم إلا أنهم استسلموا أخيرًا للضغوط النفسية الناتجة عن تجاربهم المؤلمة، وأقدموا على الانتحار خلال 16 شهرًا بعد وصولهم إلى المملكة المتحدة!
ففي تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017 أنهى الإريتري الأول فيلمون يماني “Filmon Yemane” حياته، ولم يكن يتجاوز حينها 18 عامًا، وبعد أسبوعين فقط أقدم الشاب الثاني ألكسندر تيكلي “Alexander Tekle” (18 عامًا) على الانتحار، ومن ثَمّ في أيار/ مايو عام 2018 عُثِر على جثة الشاب الثالث عثمان أحمد نور “Osman Ahmed Nur” (19 عامًا) في أحد مراكز الاستقبال شمال العاصمة لندن. وأخيرًا كان مولوبرهان مدهين كيليوسوس “Mulubrhane Medhane” (19 عامًا) آخر شاب في المجموعة يُنهي حياته في شهر شباط/ فبراير.
نتائج التحقيقات في وفاة الفتيان الأربعة
وسبّبت حوادث انتحار مجموعة الأصدقاء هذه صدمة كبيرة في المملكة المتحدة، وسلطت الضوء على الأنظمة التي وضعتها الحكومة البريطانية لرعاية اللاجئين الأطفال.
وخَلُصت سلسلة من التحقيقات التي انتهت في الشهر الماضي إلى إخفاق الحكومة البريطانية في تقديم الرعاية للفتيان الأربعة الذين كانوا في أمسِّ الحاجة إلى المساعدة.
وقال روبيل – وهو لاجئ إريتري آخر يبلغ من العمر 17 عامًا، وصديق للفتيان الأربعة الذين انتحروا: “أشعر بأنني أفقد كل أعزائي… عندما سافرنا من إريتريا إلى المملكة المتحدة ظننا أن كل شيء سيكون على ما يرام بمجرد وصولنا إلى بريطانيا”.
وكان روبيل يبلغ من العمر 12 عامًا فقط عندما ترك عائلته في إريتريا. وقد هرب – مثل أصدقائه الأربعة – من الفقر في إريتريا، ومن انتهاكات حقوق الإنسان، ومن التجنيد الإجباري الذي يبدأ في سن 18، ويستمر عادةً لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات، وأحيانًا لمدة 20 عامًا.
ولم يتحدث الأولاد الأربعة في كثير من الأحيان عن تجاربهم في رحلاتهم، ولكن التفاصيل التي ظهرت في التحقيقات كشفت عن بعض الأحداث المروّعة التي عاشوها، ومنها:
- محاولة اختطافهم وبيعهم من قِبل عصابات الاتجار بالبشر
- التعرُّض لأسوأ أنواع التعذيب والتعنيف من قِبل عصابات التهريب المتنافسة
- السفر مع 150 شخصًا في شاحنة واحدة
- وفاة أصدقائهم غرقًا في البحر الأبيض المتوسط
- التعرُّض للتعذيب في مخيّم للمهاجرين في ليبيا
- البقاء بِلَا ماء ولا طعام لأيامٍ طويلة
- الإصابة بالملاريا.
أحد الفتيان قُيّم بشكل خاطئ على أنه بالغ
هذا وقد أشار طبيب شرعي إلى أن الموظفين في السكن – حيث كان يعيش فيلمون – كانوا على دراية بأن حالته النفسية آخذة في التدهور، ولكنهم لم يتوقعوا إقدامه على الانتحار.
وأما عثمان الذي كان يتعلم اللغة الإنجليزية، ويتدرب ليكون نجّارًا، فكان يعالج حالته النفسية ذاتيًّا بالكحول والحشيش! ووجد الطبيب الشرعي أنه لم يتلقَّ الدعم النفسي المطلوب عندما تحدّث مِرارًا وتكرارًا عن رغبته في الانتحار.
وخَلُص تحقيق أليكس إلى أن موظفي وزارة الداخلية قد اعتبروه بالغًا خطأ. وعلى أثر ذلك نُقل إلى سكن لطالبي اللجوء البالغين بدلًا من إرساله للعيش مع أسرة حاضنة، ما أدّى إلى انتحاره بعد تدهور حالته النفسية.
هذا وبدلًا من التخطيط لحماية اللاجئين واتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن تقدير أعمار اللاجئين أدخلت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في كانون الأول/ ديسمبر تعديلًا على مشروع قانون الجنسية والحدود يمنح صلاحيات واسعة لحرس الحدود لإرغام المهاجرين الذين يريدون الوصول إلى المملكة المتحدة عبر البحر على العودة من حيث أتوا.
إقدام 4 لاجئين لم يتجاوزوا العشرين على الانتحار بعد وصولهم بريطانيا يثير التساؤلات (يوتيوب: TRT)
اقرأ أيضًا:
البرلمان الاسكتلندي يرفض مشروع قانون الجنسية والحدود الذي قدمته باتيل
اشتداد معاناة اللاجئين في بريطانيا مع دخل يومي لا يزيد عن 6 جنيهات
إلزام المجالس المحلية في بريطانيا بقبول اللاجئين من الأطفال القادمين دون ذويهم
الرابط المختصر هنا ⬇