إساءات عنصرية تطال طفلة نائب بريطاني مؤيد لفلسطين بعد ساعات من ولادتها
روّع هجوم إلكتروني بذيء ومباشر أسرة نائب بريطاني مستقل عقب نشره صورة مُغطّاة لِطفلته حديثة الولادة على منصة «X»، في واقعة تعكس تصاعد خطاب الكراهية العرقي والجندري في الفضاء العام. رواية الحادث تكشف عن غياب فعّال لآليات الحماية على الشبكات الاجتماعية، وتعيد طرح سؤال مسؤولية المنصات والسلطات أمام موجات الكراهية التي تستهدف حتى أضعف عناصر المجتمع: الأطفال والرضع.
هجوم إلكتروني «نازي» على براءة طفلة

أفاد النائب المستقل عدنان حسين أمام الصحافة بأنه تلقى هو وطفلته حديثة الولادة سيلًا من الإساءات «المنحرفة تمامًا» وموجة تعليقات عنصرية وإسلاموفوبية بعد نشره صورة مُرقّمة أو مُبكسَلة على «X» للاحتفال بالأبوة. على فيسبوك لقي المنشور تعليقات دعم وتَمنيّات طيبة، بينما تحوّل إلى ساحة لتكاثر الشتائم والدعوات الطائفية على «X»، بما في ذلك من يشكك في «بريطانيته» ويطالب بترحيل ابنته «إليهوم».
شهادات والد الطفل وردود الفعل العامة

وصف حسين الصعود السريع للتعليقات بأن معدّله جعله يشعر بـ«الغثيان»، وأن كثيرًا منها اتسم بـ«عنصرية جندرية» وسمات بغيضة لم يتوقعها. حذف النائب الصورة فورًا وكتب على حسابه: «أصبحت أبًا بالأمس. شاركت صورة لرضيعتي فتلقيت رسائل جميلة، لكن اضطُررت لحذفها بعد أن قُوبلت بالعنصرية والكره الموجه إلى روح بريئة لا يتجاوز عمرها ساعات»، معربًا عن اعتقاده أن جزءًا من هذه التعليقات قد يصدر عن روبوتات أو حسابات آلية، لكنّه أشار كذلك إلى وجود أناس وراء هذه الرسائل وأهداف سياسية وأيديولوجية واضحة تستغل انعدام الضوابط.
خلفية سياسية وتأثيرات واقعية

حسين الذي فاز بمقعد بلاكبيرن عام 2024 ببرنامج واضح الدعم لقضية غزة، ربط الحادث بتنامي مناخ العداء في المجتمع البريطاني، محذّرًا من أن هذا التسمم الخطابي يَصعد من احتمالات الاعتداءات على الأرض. استشهد بحوادث عنصرية سابقة وصحّية، مشيرًا إلى أن الكراهية التي يتغاضى أو يسهّلها بعض أصحاب النفوذ تؤدي إلى «عواقب حقيقية وخطيرة» في العالم الواقعي.
تدين منصة «العرب في بريطانيا» بأشد العبارات هذه الإساءات الموجهة إلى طفل رضيع وتؤكد أن خطاب الكراهية لا يملك شرعية ولا مبررًا، سواء كان موجَّهًا على أساس العرق أو الدين أو الجنس. نطالب الجهات الرقابية والمنصات الرقمية بتعزيز ضوابط الكشف عن الشبكات الآلية وإزالة المحتوى المسيء بسرعة، ودعوة السلطات للتحقيق في الجهة التي تقف وراء هذه الحملات ومساءلتها قانونيًا. في الوقت نفسه، ندعو المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى الوقوف مع الضحايا وعدم تسييس معاناة الأسر أو تحويلها إلى مادة استغلالية؛ حماية الجيوب الصغيرة من هذا العداوة واجب إنساني وأخلاقي. نؤكد حق كل أب وأم في مشاركة فرحتهم دون أن يتعرّضوا لعدوان بغيض، ونشدد على أن المواطنة والأمن الشخصي يجب أن يشمل الجميع بلا استثناء.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
