أرقام قياسية في نتائج الـ A-Level 2025… وتحوّل تاريخي في اتجاهات الدراسة
شهدت إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية صباح اليوم حدثًا مفصليًا في المسار التعليمي للشباب، مع إعلان نتائج امتحانات الـ A-Level، التي كشفت عن أرقام قياسية في معدلات القبول الجامعي، وارتفاعٍ ملحوظ في نسب الحاصلين على الدرجات العليا مقارنة بما قبل الجائحة.
ووفقًا لبيانات هيئة القبول الجامعي البريطانية (UCAS)، فقد حجز 439,180 طالبًا مقاعدهم في الجامعات والكليات، بزيادة قدرها 3.1% عن العام الماضي، في أعلى حصيلة تُسجَّل في تاريخ يوم النتائج. كما ارتفع عدد المقبولين من فئة 18 عامًا بنسبة 4.7% ليصل إلى 255,130، فيما نجح 82% من المتقدمين في الظفر بقبولهم الجامعي الأول. ولم تقتصر القفزة على الطلبة المحليين، إذ ارتفعت أعداد المقبولين من الخارج، ولا سيما من الصين بنسبة 13%، ليبلغ عددهم 12,380 طالبًا.
تفوق في القمم وتحوّلات في اختيارات المواد
وفقا لصحيفة الديلي صن، أظهرت بيانات لجان الامتحانات أن 28.3% من النتائج نالت التقديرين A*–A، أي ما يقارب طالبًا واحدًا من كل ثلاثة، في زيادة عن العام الماضي رغم انخفاض طفيف في عدد الأوراق الامتحانية المقدمة. وللمرة الأولى منذ سبع سنوات، تفوّق الذكور في الحصول على الدرجة A* بنسبة 9.9%، مقابل 9.1% للإناث، بينما تساوى الجنسان في مجموع نسب درجتي A* وA، فيما واصلت الإناث تفوقهن في معدلات C فأعلى.
وتربعت الرياضيات على عرش المواد الأكثر إقبالًا بـ 112,138 تسجيلًا، بزيادة 4.4% عن العام الماضي وبأكثر من 21% مقارنة قبل عقد من الزمان. وحافظت علم النفس والأحياء على مركزيهما الثاني والثالث، بينما قفزت الفيزياء من المركز التاسع إلى السادس. أما الاقتصاد فكان الأسرع نموًا بين المواد العشر الأولى بزيادة 5.5%، في حين تواصل اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والألمانية انحدارها الحاد.
فجوة جغرافية واتجاهات اجتماعية
تصدرت لندن المشهد بنسبة 32.1% من الدرجات A*–A، مقابل 22.9% فقط في شمال شرق إنجلترا، وهو فارق يتجاوز تسع نقاط مئوية ويعكس اتساع الفجوة الإقليمية. أما المدارس الخاصة، فقد شهدت تراجعًا طفيفًا في نسب الدرجات العليا، مما قلّص المسافة بينها وبين القطاع الحكومي.
إشادات رسمية ونصائح للمتأخرين عن طموحاتهم
وصفت وزيرة التعليم بريجيت فيليبسون هذه النتائج بأنها “تتوافق إلى حد كبير” مع معدلات ما قبل الجائحة، مؤكدة أنها “يوم للاحتفال” بجهود الشباب، ودعت من لم يحققوا ما يصبون إليه إلى استثمار الفرص المتاحة عبر نظام الـ UCAS أو الالتحاق بالبرامج التدريبية وخدمات الإرشاد الوظيفي الوطنية.
من جانبها، أشادت الرئيسة التنفيذية لـ UCAS جو ساكستون بصلابة هذه الدفعة التي واجهت بدايات الجائحة وهي في سن الثالثة عشرة، مذكّرة بوجود أكثر من 27,000 برنامج متاح عبر القبول الإضافي (Clearing). فيما رحبت فيفيان ستيرن، رئيسة اتحاد الجامعات البريطانية، بزيادة نسب المقبولين من الفئات الأقل حظًا، واعتبرت الأمر “إشارة مشجعة” على تقدم فرص الحراك الاجتماعي.
شبهة “التضخم في الدرجات”
رغم الأرقام القياسية في نسب الدرجات العليا هذا العام، شددت هيئة تنظيم المؤهلات في إنجلترا (Ofqual) على أن المعايير الأكاديمية لم تشهد أي تراجع، نافيةً ما يُثار حول عودة “التضخم في الدرجات” الذي طبع سنوات الجائحة عندما مُنحت الدرجات بناءً على تقييمات المعلمين.
وفي إحاطة إعلامية، أوضح السير إيان بوكاهم، الرئيس التنفيذي لـ Ofqual، أن “المستوى المطلوب من الأداء والعمل الأكاديمي لنيل أي درجة – سواء كانت A أو A أو غيرها – ثابت لا يتغير من عام لآخر”، مشيرًا إلى أن لجان الامتحانات تخضع لآليات تدقيق صارمة تشمل مقارنة أوراق الإجابات بنماذج أعوام سابقة، وتحليل بيانات تفصيلية عن مستويات الطلبة، لضمان استقرار المعايير.
وأضاف أن مهمة Ofqual تكمن في الإشراف الصارم على هذه العملية وضمان تنفيذها بدقة، مؤكدًا أن الفروقات في النتائج تعكس في المقام الأول اختلاف خصائص الفوج الطلابي من عام لآخر، موضحًا أن دفعة هذا العام “أصغر حجمًا وأعلى مستوى من حيث التحصيل عند بداية دراسة الـ A-Level” مقارنة بالأعوام الماضية.
زخم متصاعد للعلوم والأعمال وتراجع الفنون واللغات
تؤكد نتائج هذا العام تسارع التحول نحو تخصصات العلوم والتكنولوجيا وإدارة الأعمال، مدفوعًا بوعود سوق العمل ورواتب المستقبل، إذ شهدت مواد مثل الفيزياء والكيمياء وإدارة الأعمال نموًا لافتًا، بينما تواصل الفنون واللغات تراجعها، ما دفع خبراء التعليم إلى المطالبة بدعم عاجل للحفاظ على هذه التخصصات التي تتقلص أعداد طلابها عامًا بعد عام.
وفي موازاة ذلك، مُنحت أكثر من 250 ألف شهادة مهنية وتقنية، بينها رقم قياسي في نتائج الـ T-Level بلغ 11,909 شهادة، بزيادة 61% عن العام الماضي، مع تجاوز نسب النجاح حاجز 90%.
نبارك لكل الناجحين… شاركونا قصصكم وفرحتكم
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇