تحذير صحي: خمسة أدوية شائعة قد تسبب فقدان السمع

عندما نتحدث عن الآثار الجانبية للأدوية، غالبًا ما يخطر على البال الغثيان أو الدوار أو التعب. لكن خبراء الصحة يحذرون من أثر أقل شهرة وأكثر خطورة: فقدان السمع. أبحاث حديثة تشير إلى أن نحو 200 دواء متداول بين وصفات طبية وعلاجات تباع من دون وصفة قد تكون سامة للأذن (Ototoxic)، ما يعني أنها قد تُلحق أضرارًا بالقوقعة المسؤولة عن السمع أو بالجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن.
كيف يحدث الضرر؟
تتسبب الأدوية السامة للأذن في تلف الخلايا الشعرية الدقيقة داخل القوقعة أو في اضطراب التوازن بين السوائل داخل الأذن. هذه الخلايا لا تتجدد بعد تضررها، ما يجعل فقدان السمع دائمًا في كثير من الحالات. الأعراض تشمل طنين الأذن، ضعف السمع – خاصة للأصوات عالية التردد – الدوار، أو شعورًا بالامتلاء داخل الأذن. وقد تكون هذه الأعراض مؤقتة أو دائمة بحسب نوع الدواء والجرعة ومدة الاستخدام وحساسية المريض.
أبرز خمسة أنواع من الأدوية المرتبطة بفقدان السمع
- المضادات الحيوية: خاصة من فئة Aminoglycosides مثل الجنتاميسين والستربتوميسين والتوبراميسين، والمستخدمة لعلاج التهابات خطيرة مثل الإنتان والسل والتهاب السحايا. هذه الأدوية تُعد من أكثر العلاجات الموثق ارتباطها بفقدان السمع، إذ يمكن أن تبقى آثارها في الأذن الداخلية لأسابيع بعد انتهاء العلاج. كما أن مضادات أخرى مثل الأزيثروميسين والفانكوميسين ارتبطت بمشكلات سمعية لدى كبار السن أو المصابين بأمراض الكلى.
- أدوية القلب: مدرات البول الحلقية مثل الفوروسيميد والبيوميتانيد، المستخدمة لعلاج قصور القلب وارتفاع ضغط الدم، قد تسبب فقدانًا مؤقتًا للسمع لدى نحو 3% من المستخدمين عند إعطائها بجرعات عالية. كما ارتبطت بعض أدوية ضغط الدم – مثل مثبطات ACE وأدوية حاصرات قنوات الكالسيوم – بزيادة احتمال الإصابة بطنين الأذن.
- أدوية السرطان: عقاقير العلاج الكيميائي التي تحتوي على البلاتين، مثل السيسبلاتين والكاربوبلاتين، تُعد شديدة السمية للأذن. ما يصل إلى 60% من المرضى الذين يتلقون هذه الأدوية يعانون من درجات مختلفة من فقدان السمع، خاصة عند اقترانها بالعلاج الإشعاعي قرب الرأس أو الرقبة.
- مسكنات الألم: الاستخدام طويل الأمد أو بجرعات عالية للأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، وحتى الباراسيتامول، ارتبط بزيادة خطر الطنين وضعف السمع. دراسات أشارت إلى أن النساء تحت سن الستين اللواتي يستخدمن الأسبرين بانتظام معرضات أكثر للإصابة بطنين الأذن، كما ارتبطت هذه الأدوية بزيادة فقدان السمع لدى الرجال.
- الأدوية المضادة للملاريا: الكلوروكين والكينين قد يسببان فقدانًا مؤقتًا للسمع أو طنينًا في الأذن. الهيدروكسي كلوروكين، المستخدم لعلاج أمراض المناعة مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، يحمل خطرًا مشابهًا خصوصًا عند الاستخدام طويل المدى. بعض المرضى يستعيدون سمعهم بعد وقف الدواء، لكن آخرين قد يعانون من ضرر دائم.
ما الذي يجب أن يفعله المرضى؟
الخبراء ينصحون المرضى، خاصة من لديهم تاريخ مرضي في ضعف السمع أو أمراض الكلى، بمناقشة مخاطر الأدوية مع الأطباء قبل البدء في العلاج. وفي حال ظهور أعراض مثل الطنين أو الدوار أو ضعف السمع، ينبغي إبلاغ الطبيب فورًا. ففي حالات كثيرة، يمكن تقليل الضرر عبر تعديل الجرعة أو تبديل العلاج.
تُظهر هذه التحذيرات أن فقدان السمع قد يكون أثرًا جانبيًا خطيرًا لكنه مهمل في النقاش الطبي العام. ومع أن بعض الأدوية تنقذ الأرواح وتظل فوائدها أكبر من مخاطرها، يبقى الوعي والوقاية ضروريين لحماية المرضى من تبعات غير قابلة للعكس. منصة العرب في بريطانيا ترى أن من حق المرضى الحصول على معلومات واضحة حول المخاطر السمعية المرتبطة بالأدوية، حتى تكون قرارات العلاج مبنية على وعي كامل وتقدير متوازن للمنافع والمخاطر.
المصدر: إندبندنت
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇