ناشط أسكتلندي يروي تفاصيل اعتقاله في إسرائيل: “تعرضنا للتعذيب والكلاب هاجمتنا”
في مؤتمرٍ حافل بمشاعر الغضب في أبردين، دعا أعضاء الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) حكومتهم إلى مراجعة جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل، ووقف التعامل مع الشركات المتورطة في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين. وجاء ذلك بعد شهادة مؤثرة للناشط الاسكتلندي سيد خان، الذي تحدث عن تجربة اعتقاله في إسرائيل عقب مشاركته في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة.
شهادة صادمة: “الجنود هاجمونا بالكلاب ووجّهوا البنادق نحونا”
روى خان أمام الحاضرين تفاصيل اعتقاله قائلًا إنه تعرض للتعذيب النفسي والجسدي داخل سجن “كيتزيوت” الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الجنود “هاجموا الناشطين بالكلاب، ووجّهوا البنادق نحوهم، وقيّدوهم بالأصفاد وعصبوا أعينهم”. وأضاف: “جلست في زنزانتي أفكر في وطني، وكم كنت فخورًا بكوني من بلد يؤمن بالعدل والرحمة… يجب أن تدافع اسكتلندا عن الحرية والكرامة والعدالة، ليس لنفسها فقط، بل أيضًا لشعب فلسطين”.
اتهامات للسفارة البريطانية بـ”التقاعس” عن حماية مواطنيها
وأوضح خان أن السفارة البريطانية تأخرت في التدخل لمساعدة الـ17 ناشطًا بريطانيًّا الذين كانوا على متن الأسطول، واصفًا ردها بـ”العار”. كما كشف أن بين زملائه في الاعتقال كان حفيد نيلسون مانديلا، واعتبر الأمر “شرفًا كبيرًا”، مشيدًا بدور اسكتلندا التاريخي في مناهضة الفصل العنصري.
الحزب الوطني الاسكتلندي يدعم أسطول الصمود العالمي
The media were called out directly over their coverage of the genocide in Gaza during SNP conference.
National Equalities Convener Sadie Matthews told them this as she spoke to members and journalists. pic.twitter.com/DQuoX4TkkG
— The National (@ScotNational) October 12, 2025
وخلال المؤتمر، أقرّ الحزب بالإجماع اقتراحًا طارئًا لدعم أسطول الصمود العالمي، وأدان ما وصفه بـ”الاعتراض غير القانوني للأسطول في المياه الدولية” و”تأخر السفارة البريطانية في حماية مواطنيها”. كما طالبت منسقة المساواة الوطنية في الحزب، سادي ماثيوز، بإنهاء ما سمّته “تواطؤ الإعلام الغربي في التستر على الإبادة الجارية في غزة”، مؤكدة أن “القصص الحقيقية تُروى على ألسنة الفلسطينيين أنفسهم، لا عبر شركات إعلامية كبرى تصمت أمام المأساة”.
شخصيات بارزة تدعم القرار
شارك إلى جانب خان في طرح القرار عدد من الشخصيات البارزة في الحزب، بينهم قاسم حنيف منسق منظمة “الآسيويين الاسكتلنديين من أجل الاستقلال”، وغراهام كامبل عضو مجلس الحزب ومنسق شبكة الأقليات العرقية. وأكد نص القرار دعم الحزب “لمهمة الأسطول الإنسانية” ومطالبته بمراجعة جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل ووقف شراء السلع والخدمات من الشركات المستفيدة من الحرب على غزة، كما أعاد الحزب تأكيد التزامه بالسلام والعدالة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بكرامة.
وفي فعالية جانبية لحملة التضامن مع فلسطين خلال المؤتمر، نبّهت زينة الهارون، من منظمة “الحق” الفلسطينية، إلى ضرورة “عدم التهاون”، مؤكدة أن “الإبادة الجماعية لم تنتهِ بعد رغم اتفاق وقف إطلاق النار الأخير”.
هذا وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن موقف الحزب الوطني الاسكتلندي يعكس تحولًا متزايدًا في الموقف السياسي الأوروبي تجاه السياسات الإسرائيلية، ويكشف عن تنامي وعي الشعوب بضرورة ربط العدالة الدولية بالمساءلة الاقتصادية والسياسية. وتؤكد المنصة أن التحرك البرلماني والشعبي في اسكتلندا يثبت أن دعم الفلسطينيين لم يعد حكرًا على الناشطين الحقوقيين، بل أصبح قضية أخلاقية تتجاوز الانقسامات الحزبية.
المصدر: ذا ناشيونال
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
13°C
