ميتا تطلق اشتراكًا خاليًا من الإعلانات على فيسبوك وإنستغرام في بريطانيا
أعلنت شركة ميتا، عملاق التكنولوجيا الأمريكية، عن خططها لإطلاق خيار الاشتراك بدون إعلانات لمستخدمي فيسبوك وإنستغرام في المملكة المتحدة، وذلك استجابة لقضية بارزة تتعلق بالخصوصية.
تفاصيل الاشتراك الجديد

وقالت ميتا إن المستخدمين في المملكة المتحدة الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا سيحصلون في الأسابيع المقبلة على إشعارات تتيح لهم الاشتراك في فيسبوك وإنستغرام مقابل 2.99 باوند شهريًا عبر متصفحات الويب، أو 3.99 باوند على أنظمة أبل iOS أو أندرويد على الأجهزة المحمولة، لأول حساب ميتا، للتوقف عن رؤية الإعلانات.
وأكدت الشركة أن خدمات التواصل الاجتماعي ستظل مخصصة لكل مستخدم، ولكن الاشتراك سيضمن عدم استخدام بيانات الشخص “لعرض الإعلانات عليه”. وأوضحت ميتا أن ارتفاع تكلفة الاشتراك على أجهزة iOS وAndroid يعود إلى الرسوم التي تفرضها أبل وجوجل وفق سياسات الشراء الخاصة بهما.
وسيظل المستخدمون قادرين على الوصول إلى فيسبوك وإنستغرام مجانًا مع إمكانية رؤية الإعلانات المخصصة.
خلفية القضية القانونية
ويأتي هذا القرار بعد توجيهات من مكتب مفوض المعلومات البريطاني (ICO)، الذي رحب بالخطوة.
وفي مارس الماضي، وافقت ميتا على التوقف عن استهداف ناشطة بريطانية بإعلانات تستند إلى بياناتها الشخصية في اتفاق قانوني تجنبًا لمحاكمة في المحكمة العليا في لندن. الناشطة، تانيا أوكارول، كانت قد رفعت دعوى قضائية ضد فيسبوك بشأن جمعه بياناتها الشخصية.
وقد دعم مكتب مفوض المعلومات موقفها، مؤكدًا أن ميتا “تعالج البيانات الشخصية للسيدة أوكارول لأغراض التسويق المباشر”، وأن لديها “الحق المطلق في الاعتراض على مثل هذه المعالجة” وفق قواعد اللائحة العامة لحماية البيانات في المملكة المتحدة (GDPR).
موقف ميتا ومكتب مفوض المعلومات

وقالت ميتا: “نجري هذا التغيير استجابة لتوجيهات تنظيمية حديثة من مكتب مفوض المعلومات. سيوفر هذا الخيار للأشخاص في المملكة المتحدة اختيارًا واضحًا بشأن استخدام بياناتهم للإعلانات المخصصة، مع الحفاظ على الوصول المجاني والقيمة التي توفرها الإعلانات على الإنترنت للأشخاص والشركات والمنصات.”
وأضافت الشركة أن رسوم الاشتراك بدون إعلانات “تأتي بسعر يُعد من بين الأدنى في السوق”، مشيرة إلى أن الاشتراك سيتيح للمستخدمين متابعة المنشورات والرسائل من الشركات والمبدعين والمؤثرين.
من جهته، رحب مكتب مفوض المعلومات بقرار ميتا، مؤكدًا أن هذا التغيير يبعد الشركة عن استهداف المستخدمين بالإعلانات كجزء من الشروط والأحكام القياسية، وهو ما اعتبره غير متوافق مع القانون البريطاني. وأشار المكتب إلى أهمية منح المستخدمين شفافية كاملة وحق الاختيار الحر بشأن استخدام بياناتهم، مع الاعتراف بأن المنصات الإلكترونية تحتاج أيضًا إلى العمل تجاريًا.
وأفاد المكتب أن رسوم ميتا في المملكة المتحدة “تقارب نصف رسوم المستخدمين في الاتحاد الأوروبي”، وأنه سيراقب عن كثب عملية إطلاق الخدمة لضمان تمكين المستهلكين من اتخاذ قراراتهم ومنح موافقتهم بحرية.
المقارنة مع الاتحاد الأوروبي
أشادت ميتا بما وصفته بـ “النهج البناء” لمكتب مفوض المعلومات، معتبرة أن هذا يجعل المملكة المتحدة متميزة عن الاتحاد الأوروبي، الذي يفرض تنظيمات أوسع تتجاوز ما يقتضيه القانون، ما يؤدي إلى تجربة أقل تخصيصًا للإعلانات، حسب تصريح الشركة.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن خطوة ميتا تعكس توازنًا مهمًا بين حماية خصوصية المستخدمين وضمان استمرار الخدمات المجانية على الإنترنت. وتؤكد المنصة أن منح المستخدمين خيار الاشتراك بدون إعلانات يضعهم في موقف القوة، ويتيح لهم التحكم في بياناتهم، مع الإبقاء على إمكانية الوصول الكامل للمحتوى والخدمات. كما تلاحظ المنصة أن الفارق في الرسوم بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يعكس مرونة تنظيمية قد تعزز من تجربة المستخدم دون الإضرار بالجانب التجاري للشركة.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
