مسجد في أشتون يطلق مبادرة إنسانية لدعم أكثر من خمسين عائلة محتاجة
أطلق مسجد أشتون المركزي في مدينة أشتون-أندر-لاين مبادرة مجتمعية إنسانية؛ لتقديم دعم مالي مباشر للأسر التي تعاني ضائقة معيشية، ضمن شراكة مع مؤسسة الزكاة الوطنية (National Zakat Foundation – NZF). وقد استفاد من المبادرة أكثر من 50 عائلة خلال مدة وجيزة، في خطوة تستهدف التخفيف من آثار ضغوط تكاليف المعيشة على مستوى الأحياء.
زكاة بقيمة 7,900 باوند خلال شهر واحد لمصلحة 56 عائلة

وخلال شهر واحد فقط، ساهم المسجد في توزيع 7,900 باوند من أموال الزكاة على 56 عائلة مسلمة تواجه صعوبات مالية، وذلك من خلال آلية دعم مباشرة تُدار بالتعاون مع مؤسسة الزكاة الوطنية، بما يضمن وصول المساعدة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.
تعتمد المبادرة نموذجًا محليًّا قائمًا على خدمة الحي نفسه، حيث يعمل مسجد أشتون المركزي بوصفه “مركزَ زكاة مجتمعيًّا” (Community Zakat Hub). ويتيح هذا النموذج للأسر المحتاجة طلب الدعم والتواصل المباشر وجهًا لوجه، بدلًا من الاكتفاء بالتقديم عبر الإنترنت، ما يخفف العبء عن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع الأنظمة الرقمية أو تعبئة الاستمارات المعقدة.
ويؤكد ممثلو المسجد أن النهج المحلي ساعد على إيصال الدعم بسرعة وبكرامة، مع مراعاة ظروف الأسر المتضررة، وإتاحة مساحة للاستماع المباشر إلى تفاصيل حالاتهم واحتياجاتهم دون تعقيد أو تأخير.
شهادات المستفيدين:
وتشير إفادات المستفيدين إلى أثر إيجابي واضح للمبادرة، إذ عبّر أحدهم عن امتنانه قائلًا: إن المبادرة كانت “مفيدة جدًّا”، وإن إجراءاتها كانت “مفصّلة”، واستُمِع خلالها لكل المخاوف والمشكلات، وقُدِّمت المساعدة بحسَب الحاجة.
وشكر مستفيد آخر المسؤولين عن المبادرة على “حسن المعاملة والاهتمام”، واصفًا تعاملهم بأنه كان “في قمة الأخلاق”، داعيًا لهم بالأجر والثواب.
مؤسسة الزكاة الوطنية: تعزيز الشبكات المحلية وتخفيف تعقيدات التقديم

من جهته أوضح الدكتور سهيل حنيف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الزكاة الوطنية (NZF)، أن البرنامج يسعى إلى تقوية شبكات الدعم المحلية في بريطانيا عبر شراكات مباشرة مع المساجد والمنظمات المجتمعية.
وأشار إلى أن مبادرة “الزكاة المجتمعية على أرض الواقع” (Community Zakat in Action) ترتكز على توزيع الزكاة محليًّا من خلال مراكز مجتمعية، بما يمنح مؤسسات مثل المساجد والجمعيات والمراكز المجتمعية قدرة أكبر على تقديم دعم سريع وكريم للمسلمين المحتاجين.
وأكد الدكتور حنيف أن لامركزية العملية تسعى إلى تبسيط إجراءات الحصول على الدعم للأفراد الذين يجدون صعوبة في التقديم الإلكتروني، إلى جانب توفير إغاثة مالية فورية لمن يواجهون ضائقة. كما أوضح أن البرنامج يحثّ المستفيدين على الارتباط بخدمات مجتمعية أوسع للحصول على دعم أشمل، وتعزيز شعور الانتماء داخل المجتمعات المسلمة المحلية.
ثلاث نقاط يراها حنيف جوهرية لنجاح التوزيع المحلي
وأوضح الدكتور حنيف أن أهمية التوزيع المحلي داخل المجتمعات ترتكز على ثلاث نقاط رئيسة:
- تعزيز الإيمان وروح المجتمع: إذ إن تلقي الزكاة من المسجد أو المركز المحلي يفتح الباب أمام المستفيدين للاطلاع على خدمات دعم أخرى والاستفادة منها، بما ينعكس على رفاههم وإحساسهم بالتماسك المجتمعي.
- بناء روابط أقوى: عبر تشجيع أفراد المجتمع على التواصل المتبادل وتكريس الإحساس بالمسؤولية المشتركة.
- الدعم بسرعة وبكرامة: لأن النهج الشخصي القائم على القرب الجغرافي يتيح توزيع الزكاة بسرعة وبطريقة أكثر احترامًا وخصوصية.
ويواصل مسجد أشتون المركزي دوره كنقطة وصول محلية للأهالي الباحثين عن دعم، في تجربة تسلط الضوء على قدرة المساجد والمساحات المجتمعية على الاستجابة للمشكلات الاقتصادية وضغوط تكاليف المعيشة على مستوى الأحياء، عبر حلول عملية تُدار بقرب من الناس واحتياجاتهم.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن هذا النموذج المحلي في توزيع الزكاة يعكس دور المؤسسات المجتمعية والدينية في تقديم استجابة سريعة وإنسانية للأسر المتضررة من ضغوط المعيشة، ولا سيما حين تُدار المساعدة بطريقة تحفظ الكرامة وتراعي تعقيدات الوصول إلى الخدمات لدى بعض الفئات. وتؤكد المنصة، أهمية دعم المبادرات التي تعزز التماسك الاجتماعي وتسهّل وصول الإغاثة إلى مستحقيها بشفافية ومسؤولية، مع التنبيه على أن الحلول المجتمعية لا تُغني عن معالجة أسباب الضائقة الاقتصادية التي تعيشها شرائح متزايدة من السكان في بريطانيا.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
