محكمة ليدز تحكم بالسجن المؤبد على قاتل اللاجئ أحمد الإبراهيم في هودرسفيلد

أصدرت محكمة التاج في ليدز حكمًا بالسجن المؤبد على الشاب البريطاني ألفي فرانكو (20 عامًا) بعد إدانته بقتل اللاجئ أحمد ممدوح الإبراهيم (16 عامًا) في حادث طعن مروّع وقع بمدينة هدرسفيلد خلال شهر أبريل الماضي. وحددت المحكمة حدًّا أدنى للعقوبة مدته 23 عامًا قبل أن يُنظر في إمكانية الإفراج المشروط عنه.
تفاصيل الجريمة
تعود أحداث الواقعة إلى 3 أبريل 2025 حين هاجم فرانكو المراهق السوري بسكينٍ قابلٍ للطيّ في شارعٍ مزدحم بوسط هدرسفيلد، بعد مشادة قصيرة استغرقت أقل من دقيقة.
وأظهرت التحقيقات أن فرانكو كان يسير برفقة صديقته في شارع رامسدن عندما مرّ أحمد وصديقه بجانبهما. وتشير إفادات الادعاء إلى أن المراهق ربما لامس صديقة فرانكو دون قصد أثناء مروره، ما أثار غضب الأخير، فأخرج سكينًا من جيبه وطعنه أمام المارة دون تردد.
ورغم محاولات المسعفين إنقاذه، تُوفي أحمد بعد وصوله إلى المستشفى متأثرًا بإصاباته البالغة.
القاضي: «لم يكن خطأ في التقدير بل كذب متعمّد»
خلال جلسة النطق بالحكم، رفض القاضي هاورد كراوسون مزاعم المتهم بأنه تصرّف دفاعًا عن النفس، مؤكدًا أن الأدلة المصوّرة أثبتت أن أحمد لم يشكّل أي تهديدٍ على الإطلاق.
وقال القاضي لفرانكو الذي لم يُبدِ أي انفعال أو شعور بالذنب طوال الجلسة: «حاولت أن تُظهر الضحية كمهاجم، لكن تسجيلات المراقبة بيّنت الحقيقة بوضوح. ما قلته لم يكن خطأً في التقدير بل كذب متعمّد».
وأضاف أن عائلة أحمد تكبّدت «خسارة لا يمكن تخيّلها»، مشيرًا إلى أن الضحية «لابد أنه عاش لحظات من الرعب والألم قبل وفاته».
أحمد.. حلم الطبيب الذي لم يكتمل

كان أحمد الإبراهيم قد وصل إلى المملكة المتحدة قبل أسبوعين فقط من مقتله، واستقر في هدرسفيلد مع عمّه الذي تولّى رعايته. ووصفه العم في بيانٍ تلي أمام المحكمة بأنه «شاب طموح واجتماعي» جاء إلى بريطانيا لتحقيق حلمه بأن يصبح طبيبًا.
وأضاف أن أحمد «كان يحب مساعدة الآخرين، ومفعمًا بالحياة والشغف بالسفر والتعرف إلى الناس»، مؤكدًا أن مقتله «مزّق قلوب العائلة وكل من عرفه ولو للحظة».
وأشارت العائلة إلى أن والد أحمد، المقيم في سوريا، أُصيب بأزمة قلبية وخضع لجراحة طارئة بعد تلقيه نبأ وفاة ابنه.
وعرض الادعاء صورًا ومقاطع من هاتف فرانكو تُظهره يدخّن الحشيش قبل الحادث، إضافة إلى صور لعدة سكاكين كان يحتفظ بها في منزله، بينها صورة له وهو يحمل الأسلحة في غرفته مرفقة بتعليق يقول: «المدفعية أصبحت جاهزة».
وبرّر فرانكو التقاط الصور بقوله إنها كانت «لإرسالها إلى أصدقائه كي يبدو قويًّا».
وأدين أيضًا بتهمة حيازة سكين في مكانٍ عام، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 شهرًا تُنفذ بالتزامن مع العقوبة الأساسية.
رحّبت شرطة ويست يوركشاير بالحكم الصادر، واصفة الجريمة بأنها «مروّعة وغير مبرّرة».
وقال المفتش داميان روبك: «لم نقتنع مطلقًا بادعاء فرانكو أنه تصرّف دفاعًا عن النفس، فالأدلة أثبتت أن أحمد لم يكن يحمل أي سلاح، بينما خرج فرانكو من منزله حاملًا نصلًا مخفيًا استخدمه في الاعتداء».
وأضاف: «لن تعيد أي عقوبة أحمد إلى الحياة، لكننا نأمل أن يمنح هذا الحكم بعض العزاء لعائلته التي ما زالت تعاني من ألم الفقد».
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇