عرب بريطانيا يستنكرون حرق المصحف الشريف
لا زالت ردود الفعل الغاضبة تتوالى إثر تكرار التصرفات الاستفزازية من قبل متطرفي اليمين في أوروبا بإتلاف وحرق المصحف الشريف.
وعبر المسلمون في جميع أنحاء العالم عن استيائهم وغضبهم الشديد لذلك، وخرج الآلاف منهم في مظاهرات حاشدة للتنديد بالواقعة المشينة بينما أرسلت دول عدة بيانات شجب واستنكار لهذا العمل المتطرف الذي يعكس من وجهة نظرهم ازدواجية الحكومات الغربية في التعامل مع القضايا التي تمس المسلمين.
وبدورهم طالب العرب والمسلمون المقيمون في بريطانيا المؤسسات الرسمية والحقوقية في المملكة المتحدة بإدانة جريمة حرق المصحف الشريف والتحرك الصارم لوقف الهجوم المستمر على الثوابت الدينية للمسلمين.
شخصيات عربية في بريطانيا تستنكر بشدة حرق المصحف الشريف
وردًا على الواقعة المتطرفة قال حافظ الكرمي (بريطاني من أصل فلسطيني) مدير مركز مايفير الإسلامي في لندن: “هذا عمل مستنكر ولا يقبله أي دين وهو من عمل اليمين المتطرف من أجل ضرب العلاقة بين المسلمين والمجتمعات والحكومات الغربية في هذه الدول، ومن المهم بأن يكون المسلمون قادرون على تمثيل أخلاق دينهم بالطريقة التي حث عليها الإسلام والنبي ﷺ”.
وحذر الكرمي من جر المسلمين بافتعال مثل هذه الاستفزازات إلى مربعات العنف والرد بطرق غير محمودة، مشددًا على وجوب الرد بسماحة الدين والأخلاق الإسلامية الحميدة.
وأعرب الداعية محمد كزبر (بريطاني من أصل لبناني) مدير مسجد شمال لندن عن استنكاره الشديد لهذه الأعمال التي وصلت إلى قمة إهانة وانتهاك حرمات ومقدسات المسلمين في أنحاء العالم، وشدد على توحيد الموقف الإسلامي من خلال الحكومات والمنظمات والشعوب على حد سواء.
وأكد كزبر أنه طالب المؤسسات الإسلامية في بريطانيا بإرسال بيان استنكار باسم مسلمي بريطانيا إلى السفارة السويدية في لندن لتوضيح الموقف الرافض لمثل هذه الاعتداءات على مقدساتهم. إضافة إلى الضغط السلمي عن طريق مقاطعة المنتجات التي تنتجها السويد وجميع الدول التي تتبنى الهجوم على الإسلام.
استنكار واسع للهجوم على الثوابت الدينية للمسلمين
من جانبه قالت رغد التكريتي (بريطانية من أصل عراقي) رئيسة مجلس شورى الرابطة الإسلامية في بريطانيا: “بين الحين والآخر تزداد وتيرة الإسلاموفوبيا في الغرب من خلال تحركات التيار اليميني المتطرف والذي يحاول أن يسلط الضوء على أجندته التي تتمحور حول إثارة الكراهية ونبذ من يخالفهم في اللون أو العرق أو الدين”.
وأضافت التكريتي: “اليوم وببالغ الأسف أصبح هناك تركيز على إثارة الكراهية ضد المسلمين والزج بهم في الخطابات المعادية لمجرد الوصول لأغراض سياسية تتزامن في أحيان كثيرة مع اضطرابات ما قبل الانتخابات من أجل صعود التطرف اليميني وفوز من يدعمهم في الأحزاب السياسية المختلفة”.
وتابعت: “لذا فمن المهم عدم الانفعال وضبط النفس عن الرد دون بصيرة على مثل هذه الاستفزازات، بل يجب التحكم بردود الأفعال لكي لا نعطيهم ما يريدون من زيادة التجمعات وشعبية التيارات التي قد تؤيد مثل هذه الأعمال المستنكرة وارتفاع وتيرتها. إن الرد والخطاب العكسي الايجابي من تسليط الضوء على مفاهيم القرآن وزيادة الوعي به ونشر المزيد من النسخ المترجمة للقرآن والكتب الإسلامية وغيرها من أعمال تفاعلية إيجابية له أثره البارز في إحجام مرتكبي هذه الانتهاكات”.
وقال الشيخ شكري المجولي (بريطاني من أصل تونسي) إمام وداعية في لندن: “ندين هذا العمل الذي ينتهك مقدسات المسلمين ويستفز مليار ونصف المليار مسلم في أنحاء العالم وهي جريمة ضد التعايش السلمي الذي تطالب به هذه الدول التي ترعى مثل هذا التطرف ونطالب بوقف مثل هذه الإساءات المتكررة ضد مقدسات وثوابت الإسلام”.
Energized from morning "prayers," worshippers erupted from their Mosques to protest Swedish politician Rasmus Paludan's Quran burning
“I am 100% sure if I burned 100 Bibles & 100 Torahs, no Christian or Jew would threaten my life or attack me” – Paludanhttps://t.co/ydTjEsA5sc pic.twitter.com/fpGkaeNlbw
— Amy Mek (@AmyMek) January 23, 2023
وأضاف المجولي بأن استمرار ممارسات الهجوم على الإسلام والمسلمين ليس سوى إثبات بأن الدين محارب من قبل من يدّعون الحرية والتعايش، الإسلام يمنع ويدين الاعتداء على كتب ومقدسات الأديان الأخرى وهذا دليل قطعي على أن الإسلام هو دين التسامح والتعايش لا كما يزعم الغرب بأنه يدعو إلى التطرف.
بدورها قالت الداعية لانا الصميدعي (بريطانية من أصل عراقي): “حرق القرآن في السويد عمل استفزازي جديد يضاف لسلسلة من الاستفزازات المتعمدة للجالية المسلمة في أوروبا خاصة وللمسلمين حول العالم عامة ممن للأسف يّدعون السلام والرغبة في التعايش ويلومون المسلمين لأدنى خطأ غير مقصودٍ ربما!”
“فعلًا يؤسفنا أننا في زمن المتناقضات وزعزعة القيَم الإنسانية والأخلاقية التي يتشدّق بها الغرب وأصبحت خطِرة في ظل الإسلاموفوبيا!”
وطالب الشيخ ماجد ياسين ( بريطاني من أصل سوري) مدير المركز الإسلامي في بورنموث بضرورة تحكيم العقل عند الرد على هذه الاستفزازت، حيث أن من أقدم على حرق المصحف الشريف همّه استفزاز المسلمين لدفعهم للرد بطريقة تحسب عليهم، وشدد على أهمية استمرار حملات الاستنكار والرد تحت طائلة القانون والحرص على عدم التهور في الرد وإعطاء هؤلاء مرادهم.
وطالب ياسين الحكومات الغربية بعدم احتضان مثل هذه الأعمال المتطرفة، وكما يمنع حرق أعلام الدول وشعارات المثلية وغيرها فيجب كذلك حماية مقدسات المسلمين ومنع العبث بها وإهانتها بهذه الطريقة التي تستفز المسلمين أجمع.
حرق المصحف الشريف أمام سفارة تركيا في عاصمة السويد
اقرأ أيضًا:
الاحتلال يهاجم نيتفليكس لعرضها فيلم فرحة الأردني عن نكبة فلسطين
الاجتماع العام لإحياء ذكرى وعد بلفور المشؤوم
مظاهرات حاشدة في لندن وأدنبرة إحياء لذكرى النكبة وتنديدا باغتيال شيرين
الرابط المختصر هنا ⬇