تقرير: واحد من كل خمسة بريطانيين ضحية احتيال مالي العام الماضي
كشف تقرير حديث بعنوان “حالة الاحتيال في المملكة المتحدة” (State of Scams in the UK) أن واحدًا من كل خمسة بالغين في بريطانيا تعرّض للاحتيال المالي خلال العام الماضي، حيث خسر 20% من المشاركين أموالهم نتيجة لذلك في الفترة المنتهية في مارس الماضي.
وأُعدّ التقرير من قِبل التحالف العالمي لمكافحة الاحتيال (GASA) بالتعاون مع خدمة الوقاية من الاحتيال “سيفاس” (Cifas) ومزود البرمجيات المالية Tietoevry Banking. وأشار إلى أن رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الرقمية والمنصات الإلكترونية تعد من أكثر الوسائل التي يبدأ منها المحتالون في استهداف ضحاياهم.
اتفاق جديد لتعزيز حماية شبكات الاتصالات

في خطوة لوقف الاحتيال المتزايد، وقّعت الحكومة البريطانية هذا الأسبوع اتفاقًا جديدًا مع شركات الاتصالات لتعزيز حماية شبكة الهاتف المحمول من الجرائم الإلكترونية.
ويقضي الاتفاق بتحديث الشبكات خلال العام المقبل لمنع مراكز الاتصال الأجنبية من تزييف الأرقام البريطانية (spoofing)، بحيث يصبح من الواضح أن المكالمات قادمة من خارج البلاد.
كما سيتم نشر تقنيات تتبع مكالمات متقدمة على مستوى بريطانيا، لتزويد الشرطة بمعلومات استخباراتية تساعدها على تحديد مواقع المحتالين وتفكيك شبكاتهم.
وقال اللورد هانسون، وزير الاحتيال: “نحن نعزز دفاعاتنا لحماية الضحايا ونجعل المملكة المتحدة أصعب مكان في العالم يمكن للمحتالين العمل فيه.”
ارتفاع معدلات التعرض لمحاولات احتيال
أظهر التقرير أن واحدًا من كل أربعة بالغين (24%) يتعرض لمحاولات احتيال عدة مرات أسبوعيًا، بينما أقرّ واحد من كل ستة آباء (16%) بأن أحد أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و17 عامًا تعرض للاحتيال بالفعل.
وفي المجمل، قال ثلثا البالغين (67%) إنهم واجهوا تجربة احتيال خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، سواء نجح المحتال في سرقتهم أم لا. وكانت عمليات الاحتيال المتعلقة بالتسوق والشراء عبر الإنترنت هي الأكثر شيوعًا، حيث طالت 45% من المتضررين.
استعادة جزئية للأموال المفقودة

أوضح التقرير أن 77% من الضحايا أبلغوا عن الحادثة إلى مزود الخدمة المالية أو المصرفية، وتمكن 47% منهم من استعادة جزء من أموالهم على الأقل.
وعند سؤال المشاركين عن أسباب وقوعهم في فخ الاحتيال:
- قال 22% إن العملية بدت واقعية للغاية،
- و9% أشاروا إلى أنهم تصرفوا بسرعة دون التحقق،
- و9% اعتقدوا أن العرض كان مغريًا،
- و7% قالوا إنها كانت أول مرة يستخدمون فيها تلك المنصة،
- بينما أوضح 6% أنهم لم يكونوا على دراية كافية بالعلامة التجارية الأصلية التي انتحلها المحتال.
الوعي والتحقق قبل الشراء
قال 91% من البريطانيين إنهم يتخذون خطوات للتحقق من صحة العروض قبل الشراء، مثل قاعدة “إذا بدا العرض جيدًا لدرجة يصعب تصديقها، فهو على الأرجح غير حقيقي”، بالإضافة إلى التحقق من الأخطاء الإملائية والنحوية التي تعد مؤشرًا شائعًا على الاحتيال.
الخسائر الأكبر لجيل الألفية

أظهر التقرير تباينًا واضحًا بين الفئات العمرية؛ إذ خسر جيل الألفية (29 إلى 44 عامًا) في المتوسط 1,456.90 باوند، مقابل 444.10 باوند لجيل إكس (45 إلى 60 عامًا).
كما أشار التقرير إلى أن تأثير الاحتيال لا يقتصر على الخسائر المالية فقط، إذ أفاد 34% من الضحايا بأنهم تعرضوا لتأثير نفسي معتدل أو كبير بعد الحادثة، وشعر كثيرون منهم بالخجل أو الوصمة رغم أنهم كانوا ضحايا لعمليات خداع احترافية.
تحذيرات مع اقتراب موسم التسوق
مع اقتراب الجمعة السوداء وموسم تسوق عيد الميلاد، حذرت المؤسسات المشاركة في إعداد التقرير — GASA وCifas وTietoevry Banking — من أن المحتالين يستغلون فترات التسوق الكثيفة لزيادة نشاطهم.
وأُجري الاستطلاع بواسطة شركة أوبينيوم للأبحاث (Opinium Research) على 2000 شخص من مختلف أنحاء المملكة المتحدة خلال شهري فبراير ومارس الماضيين.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن نتائج هذا التقرير تعكس تصاعد الخطر الرقمي في المجتمع البريطاني، وتؤكد الحاجة إلى ثقافة توعية مستمرة تحصّن الأفراد من الوقوع في فخ الاحتيال الإلكتروني، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على المعاملات الرقمية والتسوق عبر الإنترنت.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
