العرب في بريطانيا | تقارير تحذّر: اختفاء 40 ألف إمرأة سنويًا في بري...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

تقارير تحذّر: اختفاء 40 ألف إمرأة سنويًا في بريطانيا وسط صمت رسمي

تقارير تحذّر: اختفاء 40 ألف إمرأة سنويًا في بريطانيا وسط صمت رسمي
ديمة خالد December 21, 2025

حذّرت تقارير صادرة عن منظمات خيرية بريطانية من أزمة وُصفت بـ«الخفية»، تتمثل في اختفاء أكثر من 40 ألف امرأة وفتاة سنويًا في بريطانيا نتيجة العنف، في ظل ما اعتبره ناشطون استجابة رسمية غير كافية لحجم الخطر.

وأكدت منظمة Missing People، المعنية بدعم المفقودين، أن النساء والفتيات اللواتي يُبلّغ عن اختفائهن يكنّ في مستويات مرتفعة للغاية من الخطر، مشيرة إلى أن نحو 27 ألف حالة سنويًا تتعرض لاعتداءات جنسية أو تحرش أو استغلال خلال فترة الاختفاء.

انتقادات لاستراتيجية الحكومة

تقارير تحذّر: اختفاء 40 ألف إمرأة سنويًا في بريطانيا وسط صمت رسمي

وتزامنت هذه التحذيرات مع إعلان الحكومة البريطانية عن استراتيجيتها الهادفة إلى خفض العنف ضد النساء والفتيات (VAWG) إلى النصف خلال عشر سنوات، وهي خطة اعتبرتها منظمات حقوقية غير كافية ولا تعالج جذور الأزمة.

وكانت جمعيات خيرية قد وجّهت رسالة في وقت سابق من هذا العام إلى وزيرة شؤون الحماية جِس فيليبس، طالبت فيها بالاعتراف بالروابط المباشرة بين العنف القائم على النوع الاجتماعي وحالات الاختفاء، باعتبار ذلك أداة وقائية لمنع وقوع المزيد من الانتهاكات.

شهادات مؤلمة: «الاختفاء كان خيار النجاة الوحيد»

كشفت شهادات نساء عن أن الاختفاء لم يكن فعلًا مفاجئًا، بل نتيجة تراكم طويل من العنف والسيطرة. وقالت امرأة – فضّلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية – إن زوجها السابق مارس ضدها سيطرة قهرية شاملة، وصلت إلى التحكم في طعامها وملابسها وتسريحة شعرها، بل ومنعها من تلقي العلاج الطبي.

وأضافت أنها وصلت إلى قناعة بأن وجودها لم يعد ذا قيمة، قائلة إنها شعرت بأن أطفالها سيكونون «أفضل حالًا من دونها»، مؤكدة أنها اختفت عدة مرات خلال زواجها، وكذلك في فترة مراهقتها بعد تعرضها لعنف شديد، من ضمنه عنف جنسي.

الفتيات الأكثر تضررًا وغياب الدعم

وأشارت الشهادات إلى أن الفتيات المراهقات يعانين من نقص حاد في خدمات الدعم، وهو واقع لم يتغير كثيرًا رغم مرور عقود، حيث لا تزال فئات واسعة من الشباب المعرضين للاختفاء تؤكد عدم وجود خدمات مصممة لتلبية احتياجاتهم النفسية والأمنية.

وفي محاولة لسد هذا الفراغ، أطلقت منظمة Missing People بالتعاون مع صحيفة The Independent حملة لجمع التبرعات من أجل إنشاء خط دعم وطني جديد تحت اسم SafeCall، وهي خدمة مجانية تعمل على مدار الساعة، تستهدف أكثر من 72 ألف طفل يختفون سنويًا في بريطانيا.

أرقام مقلقة وروابط واضحة مع العنف

وتقدّر Missing People أن 34% من حالات اختفاء النساء والفتيات مرتبطة بشكل مباشر بالعنف، فيما تُظهر الدراسات أن العنف الأسري، والعنف الجنسي، وجرائم ما يُعرف بـ«الشرف»، تسببت في اختفاء نحو 22 ألف امرأة و19 ألف فتاة سنويًا.

وأوضحت المنظمة أن السبب الأكثر شيوعًا للاختفاء هو الخوف على السلامة الشخصية، مشيرة إلى أن النساء بين 18 و64 عامًا هن الفئة الأكثر عرضة للأذى أثناء فترة الغياب.

التزامات شرطية وانتقادات قائمة

تقارير تحذّر: اختفاء 40 ألف إمرأة سنويًا في بريطانيا وسط صمت رسمي

وأعلنت الشرطة البريطانية التزامها بتحديث الإرشادات الوطنية وتدريب الضباط على التعرف إلى الروابط بين الاختفاء والعنف ضد النساء والفتيات، باعتبار الاختفاء نقطة تدخل حاسمة للحماية والدعم.

وقال داميان ميلر، القائد الوطني لشؤون المفقودين في الشرطة، إن على الضباط التحلي بـ«الفضول المهني» وعدم افتراض الأسباب، مع الانتباه للأضرار الخفية المحتملة.

في المقابل، أكدت سوزانا دروري، مديرة السياسات والتطوير في Missing People، أن فرص حماية الضحايا ما تزال تُهدر، بسبب ضعف التحقيق في تجارب النساء أثناء فترة الاختفاء، وصعوبة الإفصاح الناتجة عن الخوف من المعتدين أو انعدام الثقة بالشرطة.

ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية البريطانية إن كل حالة اختفاء تستحق استجابة سريعة وشاملة، مؤكدة اعترافها بالعلاقة بين الاختفاء والتعرض للعنف ضد النساء والفتيات، ومشددة على أن معالجة هذا الملف تبقى محورًا أساسيًا في سياساتها.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن ما تكشفه هذه التقارير لا يمكن التعامل معه كظاهرة هامشية أو أرقام إحصائية عابرة، بل يمثل مؤشرًا خطيرًا على فشل منظومات الحماية والوقاية، خاصة تجاه النساء والفتيات الأكثر هشاشة. وتؤكد المنصة، أن الاعتراف الرسمي بترابط العنف مع حالات الاختفاء يجب أن يُترجم إلى سياسات عملية عاجلة، تشمل دعم الضحايا، وتعزيز الثقة مع مؤسسات إنفاذ القانون، وتوسيع خدمات الحماية المستقلة. كما تشدد AUK على أهمية دور الإعلام والمجتمع المدني في كسر الصمت حول هذه الأزمة، وضمان ألا يبقى اختفاء النساء والفتيات «قضية خفية» في دولة تدّعي حماية الحقوق والحريات.

المصدر: independent


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة