العرب في بريطانيا | تغييرات رخص القيادة في بريطانيا قد تطال ملايين ...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

تغييرات وشيكة على رخص القيادة قد تطال ملايين السائقين في بريطانيا

تغييرات وشيكة على رخص القيادة قد تطال ملايين السائقين في بريطانيا
محمد سعد December 20, 2025

تتجه بريطانيا نحو مرحلة جديدة من التغييرات المحتملة في نظام رخص القيادة، في ظل تحركات حكومية تستهدف تشديد معايير السلامة على الطرق، ولا سيما بين السائقين الجدد. وتشير مؤشرات سياسية وتشريعية إلى أن ملايين السائقين قد يواجهون تعديلات مرتقبة على قواعد الحصول على رخص القيادة واستخدامها، ضمن مبادرة تضع سلامة الشباب في صدارة الأولويات.

مبادرة لحماية السائقين الشباب

تغييرات وشيكة على رخص القيادة قد تطال ملايين السائقين في بريطانيا
دراسة تنفيذ تغييرات في نظام منح رخص القيادة للشباب

جاء هذا التوجه مع إطلاق مبادرة «حماية السائقين الشباب» (Protect Young Drivers) في وستمنستر خلال أسبوع السلامة على الطرق. وشارك في الفعالية نواب في البرلمان، ومفوضو الشرطة، وممثلو أجهزة الإطفاء، وشركات تأمين، وأكاديميون، وخبراء قانون، ومعلمون، وناشطون، إضافة إلى عائلات فقدت أبناءها في حوادث سير.

وحضرت وزيرة السلامة على الطرق، ليليان غرينوود، الفعالية، مؤكدة التزام الحكومة بمعالجة هذه القضية، في وقت تشير فيه البيانات إلى أن 24 في المئة من الحوادث القاتلة أو المسببة لإصابات خطرة في بريطانيا تشمل فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا.

منصة تجمع البيانات والخبرات

قالت ريبيكا موريس، التي أسست منصة «حماية السائقين الشباب» بالتعاون مع المجلس البرلماني الاستشاري لسلامة النقل (PACTS): إن المنصة صُممت لتكون موردًا مشتركًا يجمع الأدلة والبيانات والأبحاث والتجارب الواقعية، بما يخدم صناع القرار والممارسين والعائلات.

وأضافت أن المبادرة تتجاوز كونها موقعًا إلكترونيًّا، وتمثل مرحلة جديدة في الجهود الرامية إلى خفض وفَيَات السائقين الشباب والركاب في بريطانيا، من خلال تنسيق العمل بين قطاعات متعددة.

أضرار تتجاوز السائقين أنفسهم

لا تقتصر آثار حوادث السائقين الشباب على من يكون داخل المركبة فقط. ففي عام 2024، قُتل أو أُصيب بجروح خطرة نحو خمسة آلاف شخص في حوادث كان أحد أطرافها سائقًا شابًّا، وفيهم مشاة وراكبو دراجات ومستخدمو طرق آخرون لا صلة لهم بالسائق.

نموذج «الرخصة المتدرجة» على الطاولة

تغييرات رخص القيادة في بريطانيا
تجارب دول أخرى فرضت نظام الرخص المتدرجة

تستشهد الحملة بتجارب دول مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا، التي نجحت في تقليص أعداد الضحايا عبر تطبيق نظام «الرخصة المتدرجة» (Graduated Driving Licensing – GDL)، وهو النموذج الذي تدعو المبادرة إلى اعتماده في بريطانيا.

ويشمل هذا النظام في العادة ثلاثة عناصر رئيسة: قيود على القيادة خلال ساعات الليل المتأخرة، وحدود على نقل الركاب من الفئة العمرية نفسها، وفترات تعلم إلزامية قبل التقدم لاختبار القيادة.

نتائج ملموسة في دول أخرى

تغييرات وشيكة على رخص القيادة قد تطال ملايين السائقين في بريطانيا
أدى تطبيق نظام الرخصة المتدرجة في عدد من الدول إلى انخفاض أعداد الوفيات

في كندا، أدى تطبيق نظام الرخصة المتدرجة في جميع المقاطعات إلى انخفاض أعداد الوَفَيات بين السائقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عامًا بنسبة 83 في المئة.

كما سجلت ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية تراجعًا بنسبة 55 في المئة في الحوادث القاتلة بين السائقين تحت الاختبار بعد تشديد قواعد (GDL)، في حين شهدت نيوزيلندا انخفاضًا بنسبة 23 في المئة في الحوادث المسببة لإصابات بين الفئة العمرية من 15 إلى 19 عامًا.

ليس حلًّا واحدًا للجميع

ينبّه القائمون على الحملة على أن نظام الرخصة المتدرجة لا يُعد حلًّا جامدًا يصلح لجميع السياقات، بل يمكن تكييفه بما يتلاءم مع خصوصية بريطانيا. والهدف -بحسَب القائمين عليه- هو تمكين الشباب من تعلم القيادة واكتساب الاستقلالية، مع تقليص المخاطر خلال المرحلة الأخطر من تجربتهم خلف عجلة القيادة.

دلالات التغييرات المرتقبة

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن النقاش بشأن تغييرات رخص القيادة يعكس تحولًا في مقاربة السلامة المرورية، يقوم على الوقاية المبكرة بدل الاكتفاء بالعقوبات اللاحقة. ومع تصاعد القلق من أرقام الحوادث بين السائقين الشباب، تبدو الحكومة أقرب إلى تبني نماذج تنظيمية جديدة قد تعيد رسم تجربة القيادة في سنواتها الأولى.

المصدر: كرونيكال لايف


اقرأ أيضاً

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة