بي بي سي: تزايد حمل السكاكين بين تلاميذ المدارس الابتدائية
كشفت بي بي سي (BBC) عن حوادث مقلقة تورط فيها أطفال في سن مبكرة بحمل سكاكين إلى المدارس الابتدائية في بريطانيا. فقد سجلت شرطة “كنت” حادث اعتداء شارك فيه طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، بينما أفادت شرطة “وست ميدلاندز” بأن طفلًا في السادسة أحضر سكينًا قابلة للطي إلى الفصل الدراسي.
ووصفت كارولين ويلوغوس، والدة المراهق المغدور هارفي ويلوغوس، هذه الوقائع بأنها “صادمة”، مطالبة الحكومة بتمويل أجهزة كشف المعادن أو ما يُعرف بـ”بوابات الكشف عن السكاكين” في جميع المدارس والكليات البريطانية.
1,304 جريمة مرتبطة بالسكاكين في مدارس إنجلترا وويلز خلال عام واحد
بحسب بيانات حصلت عليها الـBBC بموجب قانون حرية المعلومات، سُجلت 1,304 جريمة تتعلق بالسكاكين أو الأدوات الحادة في المدارس والكليات بإنجلترا وويلز خلال عام 2024. وأظهرت البيانات أن 10% من هذه الجرائم ارتكبها أطفال في المرحلة الابتدائية، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط التربوية والأمنية.
وفي ظل ارتفاع معدلات جرائم السكاكين في مناطق معينة، أعلنت مؤسسة تعليمية في “وست ميدلاندز” أنها بدأت تركيب بوابات كشف معدنية دائمة في جميع مدارسها الثانوية الأربع.
بيانات الشرطة: أغلب الجناة من الذكور والمراهقين
من بين 43 قوة شرطة، استجابت 41 لطلب المعلومات المقدم من الـBBC، فيما قدم ثلثاها تفاصيل عن أعمار وجنس الأطفال المتورطين. وأظهرت الأرقام أن قرابة 80% من الجناة ذكور، معظمهم من فئة المراهقين.
لكن الصادم في التحقيق هو توثيق حالات لأطفال صغار جدًا:
- في “كنت”، سُجلت واقعة لطفل في الرابعة يحمل سكينًا وارتكب “اعتداءً متعمدًا تسبب بإصابة”، غير أنه لم يُحاكم كونه دون سن المسؤولية الجنائية (10 سنوات).
- في “وست ميدلاندز”، ضبط طفل في السادسة يحمل سكينًا قابلة للطي وقال للمعلمين: “لدي خطة… سأقتل [اسم زميله]”، وقد صودرت السكين بعد إنكاره في البداية.
- وفي حادثة أخرى بالمنطقة نفسها، أحضر طفل في الخامسة سكين مطبخ بطول 10 بوصات “ليُريها لأصدقائه”، كما حمل طفل في السادسة ساطور لحم إلى المدرسة.
- أما في “تشيشير”، فقد تدخلت الشرطة بعد أن أحضر طفل في الخامسة سكين مطبخ إلى الصف.
الحكومة: هدفنا خفض جرائم السكاكين إلى النصف
ردًا على هذه النتائج، أكدت الحكومة البريطانية أن لديها “مهمة لخفض جرائم السكاكين إلى النصف”، مشيرة إلى أن المدارس “تملك صلاحيات تنفيذ إجراءات أمنية، بما فيها بوابات الكشف عن السكاكين، عند الحاجة”.
لكن كارولين ويلوغوس شددت على أن الأطفال يذهبون إلى المدارس “وهم خائفون”، معتبرة أن وجود بوابات الكشف قد يشكل رادعًا فعالًا ضد هذه الجرائم.
وقالت الأم التي فقدت ابنها هارفي (15 عامًا) بعد أن طعنه زميله مرتين في الصدر داخل مدرسة All Saints Catholic High School في شيفيلد: “كنت أظن أن السكاكين جزء من ثقافة العصابات فقط… لم أتخيل يومًا أنها موجودة داخل المدارس.”
وأشارت إلى أن العديد من الطلاب والمعلمين ما زالوا يخضعون للعلاج النفسي بعد الحادثة، داعية إلى توعية الأطفال بخطورة حمل السكاكين وما تسببه من مآسٍ إنسانية.
أنواع الأسلحة وتزايد خطورة الحوادث
تضمنت الأسلحة التي ضبطتها الشرطة مناجل وسواطير وسكاكين جيب وسيوفًا، وفق ما كشفت البيانات. ورغم أن العدد الإجمالي للحوادث انخفض قليلًا في 2024 مقارنة بالعام السابق، فإن الجرائم العنيفة (كالاعتداءات الجسدية) ارتفعت بشكل ملحوظ.
ردًا على تنامي الظاهرة، بدأت مدارس بريطانية بتركيب بوابات كشف معدنية للحد من إدخال الأسلحة.
دعوات لتعليم الدفاع عن النفس وإدارة العواطف
عندما سُئل بعض المراهقين في شيفيلد عن ما كان يمكن أن يمنعهم من حمل السكاكين، أجاب أحدهم (19 عامًا): “لو علمونا كيف ندافع عن أنفسنا. المدارس تُدرّس العلوم، لكنها لا تُعلمنا كيف نعيش الحياة أو نتعامل مع مشاعرنا.”
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تزايد حمل السكاكين بين الأطفال في المدارس البريطانية يعكس أزمة مجتمعية تتجاوز حدود المؤسسة التعليمية.
فالأمر لا يتعلق فقط بالإجراءات الأمنية أو بوابات الكشف، بل بضرورة تعزيز التربية النفسية والاجتماعية في المدارس، وتوسيع برامج الإرشاد النفسي والتوعية الأسرية.
وتؤكد المنصة أن الحل الجذري يبدأ من البيت والمجتمع المحلي، عبر بناء بيئة آمنة وداعمة تحصّن الأطفال من الخوف والعنف، وتغرس فيهم الثقة بدل السلاح، والحوار بدل التهديد.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
14°C
