بريطانيا تدرب المعلمين على مواجهة كراهية النساء داخل الفصول الدراسية
أعلنت الحكومة البريطانية عن استراتيجية جديدة تهدف إلى تدريب المعلمين على مواجهة السلوكيات المعادية للنساء والفتيات في المدارس، في خطوة تهدف إلى خفض معدلات العنف ضد النساء والفتيات إلى النصف خلال العقد المقبل.
وقالت وزيرة حماية الأطفال، جيس فيليبس، أمام البرلمان يوم الخميس، إن الاستراتيجية ستستفيد من “كامل قوة الدولة” لتطبيق نهج متكامل لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات، مشيرة إلى أن هذه القضية لم تعد مسؤولية أجهزة إنفاذ القانون وحدها، بل يجب التعامل معها منذ المراحل التعليمية المبكرة.
وتبلغ تكلفة هذه الخطة 20 مليون باوند، وتأتي بعد أن أظهرت أحدث الإحصاءات أن أكثر من 40% من الشباب البريطانيين يحملون وجهة نظر إيجابية تجاه ما يُعرف بـ”مؤثر المانوسفير” أندرو تيت، وفق بيان حكومي استند إلى أبحاث منظمة “Hope not hate”.
وأضافت فيليبس أن واحدة من كل ثماني نساء تعرضت خلال العام الماضي للعنف المنزلي أو الاعتداء الجنسي أو المطاردة، مؤكدة أن “لفترة طويلة، تم التعامل مع حجم العنف ضد النساء والفتيات كما لو كان أمراً طبيعياً في بلادنا”.
تعليم وعون للطلاب ضد السلوكيات المعادية للنساء

تشمل الاستراتيجية إلزام جميع المدارس الثانوية في إنجلترا بتعليم الطلاب مبادئ العلاقات الصحية. كما سيخضع المعلمون لتدريب متخصص يمكنهم من مناقشة مسائل مثل الموافقة والمخاطر المرتبطة بمشاركة الصور الحميمة مع الطلاب.
وأوضحت وزيرة حماية الأطفال، جيس فيليبس، أن المدارس ستكون قادرة على توجيه الطلاب ذوي السلوكيات الخطيرة للحصول على دعم مخصص يركز على مواجهة الميول المعادية للنساء قبل أن تتحول إلى عنف أو إساءة، مضيفة: “نقل المعركة إلى الصفوف الدراسية يساعد على وقف العنف قبل أن يبدأ. لم يشهد التاريخ انتشار محتوى قادرًا على تسميم عقول الشباب بهذا الشكل من قبل”.
وتنص الاستراتيجية أيضًا على إطلاق خط مساعدة جديد يهدف لدعم الطلاب القلقين بشأن سلوكياتهم. كما ستعمل الحكومة على حظر أدوات “تجريد الملابس من الصور” التي تسمح بإزالة ملابس الأشخاص من الصور، بالتعاون مع شركات التقنية، لضمان عدم قدرة الأطفال على التقاط أو عرض أو مشاركة الصور العارية، وذلك من خلال استخدام “مرشحات اكتشاف العري”.
تعليم الشباب ثقافة الاحترام والأمان

وقال رئيس الوزراء كير ستارمر إن الاستراتيجية تهدف إلى “تعزيز التعليم والحوار مع الأولاد والشباب”. وأضاف في منشور على منصة X: “أريد لابنتي أن تكبر في بريطانيا وهي تشعر بالأمان في المدرسة، وعلى الإنترنت، وفي علاقاتها الشخصية. كل فتاة شابة تستحق ذلك، وكل صبي شاب يجب أن يُحمي من التأثيرات المعادية للنساء. حكومتي تعمل على تحقيق ذلك من خلال دعم المعلمين”.
وتأتي الاستراتيجية بعد إعلان ستارمر في وقت سابق من هذا العام عرض المسلسل الدرامي الحاد “Adolescence” في المدارس الثانوية، والذي يروي قصة فتى يبلغ من العمر 13 عاماً يطعن فتاة بعد أن تأثر بمحتوى متطرف على الإنترنت، وقد أثار المسلسل نقاشاً حول التأثيرات السامة والمعادية للنساء التي يتعرض لها الأولاد عبر الشبكة العنكبوتية.
تُظهر التجربة أن إدراج المعلمين في مواجهة السلوكيات المعادية للنساء والفتيات يمكن أن يسهم في تعزيز ثقافة الاحترام والمساواة منذ الصغر. تساعد البرامج التعليمية التي تركز على بناء علاقات صحية الطلاب على فهم سلوكياتهم وتطوير مهارات التعامل مع المحتوى الضار على الإنترنت. كما يُعد إشراك أولياء الأمور في هذه العملية وسيلة مهمة لدعم الشباب وتهيئة بيئة تعليمية آمنة تشجع على الاحترام المتبادل وحماية الجميع من التأثيرات السامة.
المصدر : Yahoo news
إقرأ أيضًا :
- أوفكوم تُصدر إرشادات جديدة لحماية النساء والفتيات من الإساءة والهجمات الإلكترونية
- تقرير صادم: الإعلام البريطاني يمارس تمييزًا منهجيًا ضد النساء المسلمات
- الحكومة الاسكتلندية تمنع الرجال من دخول مراحيض النساء استجابة للضغوط
الرابط المختصر هنا ⬇
