العرب في بريطانيا | الإندبندنت: بريطانيا تتجه لواحدة من أقسى سياسات...

1447 جمادى الثانية 23 | 14 ديسمبر 2025

الإندبندنت: بريطانيا تتجه لواحدة من أقسى سياسات اللجوء في أوروبا

الهجرة
محمد سعد November 24, 2025

تطرح الحكومة البريطانية إصلاحات واسعة النطاق وغير مسبوقة في نظام اللجوء، في وقت يتصاعد فيه الجدل السياسي بشأن الهجرة وتداعياتها. وبينما تؤكد وزيرة الداخلية شابانا محمود أن الهدف هو “استعادة النظام والسيطرة على الحدود”، تشير الأرقام الأوروبية إلى صورة أكثر تعقيدًا لموقع بريطانيا مقارنة بالدول الأخرى.

إصلاحات شديدة تُثير انتقادات داخلية

وفقا لتقرير لصحيفة الإندبندنت، فأن الخطط الجديدة تكشف عن تغييرات جذرية في نظام اللجوء، أبرزها:

  • تحويل صفة اللجوء إلى إقامة مؤقتة مدتها 30 شهرًا بدلًا من خمس سنوات.
  • إمكانية إلغاء الحماية عند تقدير أن العودة “آمنة”.
  • إلغاء الالتزام القانوني بدعم طالبي اللجوء المعرّضين للتشرد.
  • مصادرة ممتلكات طالبي اللجوء للمساهمة في تكلفة إعالتهم.

وقد وصف نواب من حزب العمال نفسه هذه الإجراءات بأنها “قسوة استعراضية”، فيما ترى الحكومة أنها ضرورية للحد من الضغوط الاقتصادية والسياسية.

مقارنة بريطانيا بأوروبا: الأرقام أقل مما توحي به السياسة

الإندبندنت: بريطانيا تتجه لواحدة من أقسى سياسات اللجوء في أوروبا
بيانات 2024: بريطانيا تستقبل عددًا أقل من طالبي اللجوء مقارنة بدول أوروبية كبرى

تشير بيانات 2024 إلى أن بريطانيا تستقبل عددًا أقل من طالبي اللجوء مقارنة بدول أوروبية كبرى، عند حساب الطلبات نسبة إلى عدد السكان. لكل 100 ألف شخص:

  • إسبانيا: 340 طلبًا
  • ألمانيا: 275
  • إيطاليا: 256
  • فرنسا: 191
  • بريطانيا: 156 (في المرتبة الخامسة)
  • بينما يظهر متوسط الاتحاد الأوروبي: 203

ورغم تشدد بريطانيا في سياساتها، فإنها لا تزال بعيدة عن الدول التي تتصدر القائمة مثل إسبانيا وألمانيا.

بريطانيا تحاكي التجربة الدنماركية

تسعى بريطانيا إلى الاقتراب من نموذج الإصلاحات المتشددة في الدنمارك بقيادة ميته فريدريكسن منذ 2019.

قبل تلك الإصلاحات، كان البلدان متقاربين في المعدلات النسبية: الدنمارك: 57 طلبًا لكل 100 ألف بينما بريطانيا: 55

لكن بعد 2019: ارتفع معدل بريطانيا إلى 156. في حين انخفض معدل الدنمارك في الفترة نفسها

مع ذلك تبقى أعداد المتقدمين في الدنمارك أقل بكثير؛ فبينما بلغ متوسطها 4,215 طلبًا، استقبلت بريطانيا ما بين 50 ألفًا و100 ألف سنويًّا.

بريطانيا ترفض طلبات لجوء أكثر من المتوسط الأوروبي

الإندبندنت: بريطانيا تتجه لواحدة من أقسى سياسات اللجوء في أوروبا
بيانات 2024: بريطانيا رفضت أكثر من نصف طلبات اللجؤ المقدمة

في 2024 رفضت بريطانيا 52.9 في المئة من الطلبات التي صدر فيها قرار نهائي

بينما كانت نسبة الرفض في الاتحاد الأوروبي: 48.6 في المئة. أما في 2023، فقد منحت بريطانيا الحماية لـ 69 في المئة من المتقدمين، مقارنة بانخفاض كبير في 2024. وفي الدنمارك بلغت نسبة قبول الطلبات 48.1 في المئة عام 2024 رغم سياساتها المتشددة، ويرجع ذلك إلى قلة طلبات “الدول الآمنة”.

الدنمارك: هدف “صفر لجوء”

تُعد الدنمارك إحدى أكثر الدول تشددًا، وتشمل سياساتها إجراءات متشددة منها: إقامات مؤقتة قصيرة، مصادرة مقتنيات اللاجئين، قيودًا صارمة على لمّ الشمل، مراكز “الترحيل القسري”، دراسة إرسال طالبي اللجوء إلى دول ثالثة مثل رواندا

لكن الإصلاحات لم تمنع التراجع السياسي للحكومة، إذ خسر حزب فريدريكسن مواقع أمام اليمين الشعبوي واليسار.

ألمانيا: صعود اليمين يغير السياسة

الإندبندنت: بريطانيا تتجه لواحدة من أقسى سياسات اللجوء في أوروباحزب AFD اليميني. اليمين الألماني. اليمين
أدى صعود حزب “البديل” اليميني في المانيا إلى التشدد في سياسات اللجؤ

رغم استقبالها أكبر عدد من طالبي اللجوء في أوروبا لسنوات، أصبحت الهجرة قضية مركزية؛ بسبب صعود حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD). فرضت الحكومة ضوابط حدودية أكثر حزمًا في 2025، تسمح بإعادة طالبي اللجوء بلا وثائق دخول.

الأرقام:

  • في 2023: 329,040 طلبًا
  • في 2024: 229,700 طلبًا

وتمنح ألمانيا إقامة مؤقتة تشمل دورات لغة ومساعدات، في حين يحصل المرفوضون على “تعليق الترحيل” لأسباب إنسانية.

إسبانيا: سياسة أكثر انفتاحًا

شهدت إسبانيا ارتفاعًا كبيرًا في الطلبات نتيجة وصول 46,843 شخصًا بحرًا إلى جزر الكناري.

قدّم بيدرو سانشيز سياسة تعتبر استقبال اللاجئين “واجبًا أخلاقيًّا”.

الأرقام:

  • في 2024: 164 ألف طلب (ثاني أعلى رقم في أوروبا) مع نسبة قبول تصل ل 57 في المئة. ويُسمح لطالبي اللجوء بالعمل بعد ستة أشهر، مع برامج دعم تستمر 18 شهرًا.

إيطاليا: تشدد بلا نتائج واضحة

منذ انتخاب جورجيا ميلوني عام 2022 تغيّرت الأولوية نحو ضبط الحدود والترحيل والمعالجة خارج الاتحاد الأوروبي

ورغم الإجراءات الرامية لردع طالبي اللجوء، فإن الأعداد لم تتراجع، بل تضاعفت تقريبًا بحلول 2024.

الأرقام:

  • في 2024: 151 ألف طلب مع نسبة قبول تصل إلى 35.9 في المئة. ويستطيع المتقدمون البحث عن عمل بعد 30 يومًا فقط.

فرنسا: ضغط اليمين المتطرف يشكل السياسات

يتعرض إيمانويل ماكرون لضغط سياسي كبير مع صعود حزب التجمع الوطني (RN)، الذي قادته مارين لوبان من 2012 إلى 2022 قبل تولّي جوردان بارديلا القيادة. استجابت الحكومة بإجراءات أكثر تشددًا شملت: توسيع سلطات الترحيل وتقليص بعض المزايا الاجتماعية

الأرقام:

  • ذروة الطلبات: 145 ألفًا في عام 2023
  • وفي عام 2024 وصلت ل130,800 طلبًا

ويمنح الاعتراف باللجوء إقامة 10 سنوات قابلة للتحول إلى إقامة دائمة أو جنسية.

توجه نحو اليمين

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تشدد بريطانيا الأخير يأتي رغم أن أعداد طالبي اللجوء لديها أقل من كثير من الدول الأوروبية الكبرى عند قياسها نسبيًّا. وترى المنصة أن هذه السياسات — من الإقامة المؤقتة إلى مصادرة الممتلكات — تُوجَّه بالأساس لطمأنة كتلة انتخابية تتجه يمينا ويهيمن عليها القلق من الهجرة وتصاعد الخطاب المناهض للأجانب، أكثر مما تستند إلى الأرقام الفعلية. وفي ظل توجّه أوروبي عام نحو تشديد سياسات الهجرة، تبدو بريطانيا في طريقها لتبنّي أحد أقسى النماذج، رغم أنها لا تستقبل الأعداد الأكبر مقارنة بجيرانها الأوروبيين.

المصدر: الإندبندنت


اقرأ أيضا

 

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة