انتشار عدوى فيروس “الأدينو ” يثير تساؤلات صحية في بريطانيا
مع ارتفاع حالات الإنفلونزا الشتوية في بريطانيا، بدأ القلق يتزايد لدى كثيرين بشأن احتمالات ظهور طفرات أو سلالات جديدة قد تحمل خطراً أعلى أو قدرة أكبر على مقاومة اللقاحات. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه سلالة H3N2—التي وُصفت في تقارير بأنها “إنفلونزا خطرة”—الانتشار، ضمن موجة حذّر مسؤولون صحيون من أنها قد تمثل “أسوأ سيناريو” على مستوى الضغط الواقع على هيئة الصحة الوطنية (NHS).
لماذا عاد الحديث عن فيروسات أخرى؟

وسط هذا المشهد، اتجهت الأنظار إلى فيروسات أخرى قد تسبب أمراضاً تنفسية أو معوية، وعلى رأسها فيروس الأدينو (Adenovirus)، الذي يوصف بأنه “ أشد تحمّلًا للعوامل البيئية من فيروسات أخرى” بسبب قدرته على البقاء في البيئة لفترات أطول مقارنةً بغيره، ما يرفع احتمالات انتقاله في أماكن معينة.
ما هو فيروس الأدينو؟
فيروس الأدينو هو فيروس شائع ومُعدٍ موجود في أنحاء العالم. وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن سلالاته غالباً ما تُسبب أعراضاً خفيفة تشبه الزكام أو الإنفلونزا. ويمكن أن يصيب الأشخاص من مختلف الأعمار وفي أي وقت من السنة.
وتزداد احتمالات تطور المرض إلى صورة أشد لدى الفئات الأكثر هشاشة، مثل من لديهم ضعف في الجهاز المناعي أو أمراض تنفسية أو قلبية قائمة.
“أكثر صلابة” من غيره: لماذا يوصف بهذه الطريقة؟

في تعليق طبي لفت الانتباه، قال إريك ساتشينوالا (Eric Sachinwalla)—وهو طبيب في الولايات المتحدة—إن فيروس الأدينو “مُعدٍ إلى حد كبير” لأنه “أكثر صلابة من الفيروسات الأخرى”، موضحاً أن الصابون والماء أو المطهرات اليومية المعتادة قد لا تكون كافية للقضاء عليه، ما يسمح له بالبقاء في البيئة لمدة أطول.
وأضاف أن العدوى تُلاحظ بشكل أكبر في بيئات مثل دور الحضانة والثكنات العسكرية بسبب المخالطة القريبة، مشيراً إلى أنه قد ينتقل عبر الجهاز التنفسي، ويمكن طرحه عبر البراز، كما قد يبقى على الأسطح الملوثة لفترة.
هل يتصاعد انتشار الأدينو في بريطانيا؟ الأرقام تقول العكس
على الرغم من ازدياد التساؤلات حوله، تشير البيانات المتداولة إلى أن حالات فيروس الأدينو في بريطانيا في تراجع، ما يعني أن معظم الناس لا داعي لقلقهم حالياً. فقد انخفضت الحالات المؤكدة مخبرياً إلى 1.2% في الأسبوع الماضي، بعد أن كانت 1.7% في الأسبوع الذي سبقه.
هل يوجد علاج معتمد؟
حتى الآن، لا يوجد علاج طبي مُعتمد لفيروسات الأدينو. ومع ذلك، تُفيد المعطيات بأن الأعراض عادةً ما تزول من تلقاء نفسها خلال أسبوعين كحد أقصى في معظم الحالات.
أعراض فيروس الأدينو: نطاق واسع حسب السلالة

يُعرف فيروس الأدينو بأنه قد يهاجم أجزاء مختلفة من الجسم، لذلك تختلف الأعراض تبعاً للسلالة. ويشير د. ساتشينوالا إلى أن هناك نحو 60 سلالة من فيروس الأدينو. ومن أبرز الأعراض المحتملة:
- أعراض تشبه الزكام أو الإنفلونزا
- حمى
- التهاب الحلق
- التهاب القصبات الحاد (التهاب مجاري الهواء في الرئتين، ويُعرف أحياناً بـ“زكام الصدر”)
- الالتهاب الرئوي
- التهاب الملتحمة (العين الوردية)
- التهاب المعدة والأمعاء الحاد (إسهال، تقيؤ، غثيان، ألم في المعدة)
وتشمل الأعراض الأقل شيوعاً:
- التهاب أو عدوى المثانة
- أمراض عصبية تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي
كيف ينتقل فيروس الأدينو؟ ولماذا قد يستمر خطر العدوى؟
تحذّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من أن فيروس الأدينو قد ينتقل عبر عدة طرق، من بينها:
- المخالطة القريبة مثل المصافحة
- عبر الهواء
- لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الوجه أو الفم أو الأنف
كما تشير الإرشادات إلى أن المصاب قد يواصل نقل العدوى لفترة أثناء مرحلة التعافي، حتى لو توقفت الأعراض لديه.
إجراءات وقائية عملية للحد من العدوى

رغم تراجع الحالات، تبقى الوقاية مهمة، خصوصاً في البيئات الحساسة مثل مرافق الرعاية الصحية ورعاية الأطفال. وتشمل النصائح العامة:
- غسل اليدين بانتظام
- تنظيف الأسطح بشكل متكرر
- الالتزام بإرشادات النظافة والوقاية المعتمدة في أماكن التجمعات
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تصاعد القلق الشتوي من العدوى في بريطانيا يعكس حاجة متجددة إلى الوعي الصحي القائم على المعلومات الدقيقة لا على التهويل، خصوصاً عند تداول مصطلحات مثل “الإنفلونزا الخارقة” أو الحديث عن فيروسات “أكثر صلابة”. وبينما تشير المؤشرات إلى تراجع حالات فيروس الأدينو، تؤكد المنصة أهمية الاستمرار في السلوكيات الوقائية الأساسية، والتركيز على حماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، ومتابعة الإرشادات الرسمية والتحديثات الصحية الموثوقة، بما يضمن توازناً بين الاطمئنان المشروع واليقظة الضرورية خلال موسم الشتاء.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
