العاصفة كلوديا تغمر مناطق في بريطانيا بالفيضانات وتحذيرات الأرصاد تتصاعد
تستعد مناطق واسعة في بريطانيا لهطول أمطار تعادل متوسط ما يتساقط خلال شهر كامل خلال 24 ساعة فقط، في ظل استمرار تأثيرات عاصفة كلوديا التي أثارت تحذيرات متزايدة من فيضانات محتملة وأضرار على الأرواح والممتلكات.
وأصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيرًا باللون الكهرماني، متوقعًا هطول ما يصل إلى 80 ملم من الأمطار، ما قد يؤدي إلى فيضانات سريعة وعميقة تشكّل خطرًا على حياة السكان.
وتُسمّى العاصفة كلوديا بهذا الاسم نسبةً إلى الخدمة الأرصادية الإسبانية التي أطلقت الاسم نظرًا لتأثيرها المستمر على جزر الكناري وجنوب إسبانيا. ورغم أنّ العاصفة لن تعبر بريطانيا مباشرة، إلا أنها ستتسبّب بأمطار غزيرة يومي الجمعة والسبت المقبلين.
تحذيرات من أمطار غزيرة ورياح قوية مع خطر فيضانات في بريطانيا
يشمل التحذير الكهرماني أجزاءً من ويلز، وميدلاندز، وجنوب غرب وجنوب شرق وشرق إنجلترا، اعتبارًا من ظهر الجمعة وحتى صباح السبت، مع توقعات بانقطاع محتمل للتيار الكهربائي، وتعطّل حركة السفر، وأضرار بالمباني، ما دفع السلطات لدعوة المسافرين لتوخي أقصى درجات الحذر.
كما أصدر مكتب الأرصاد تحذيرًا أصفر يغطي منطقة تشيشير وشمال يوركشاير وصولًا إلى الساحل الجنوبي، ويستمر من الساعة 6 صباحًا الجمعة وحتى صباح السبت.
وأوضح ماثيو لينرت {كبير خبراء الأرصاد} أن عاصفة كلوديا ستجلب أمطارًا غزيرة على مساحات واسعة من وسط وجنوب إنجلترا وويلز يومي الجمعة والسبت، موضحًا أن الأمطار ستكون بطيئة الحركة وقد تشهد بعض المناطق ما يعادل كمية أمطار شهر كامل خلال 24 ساعة.
وأضاف لينرت: “معظم هذه الأمطار ستسقط على أراضٍ مشبعة، ما يزيد احتمالية حدوث فيضانات ويبرر صدور التحذيرات الكهرمانية. كما تشكل الرياح الشديدة في شمال غرب إنجلترا وشمال غرب ويلز خطرًا إضافيًا، مع هبوب رياح تصل سرعتها إلى 60-70 ميلًا في الساعة في المناطق المكشوفة ضمن منطقة التحذير”.
وحذّر المكتب من “احتمال كبير” بأن تُقطع الطرق على المجتمعات المحلية بسبب الفيضانات خلال فترة الطقس غير المستقر.
الأرصاد تحذر من أمطار غزيرة وجمعية السيارات تحذّر من القيادة في الفيضانات
وقال أولي كلايدون، نائب رئيس الأخبار في مكتب الأرصاد: “سيتحرك حزام الأمطار بدايةً من الجنوب الغربي. وبسبب شدة العاصفة وطول مدتها، قد تشهد أجزاء من جنوب غرب ويلز أكثر من 150 ملم من الأمطار، بينما قد تصل كمية الأمطار في بعض مناطق إنجلترا إلى نحو 80 ملم، ما يجعل الفيضانات محتملة”.
وحذّرت جمعية السيارات البريطانية (AA) السائقين من السفر خلال “الطقس الخطير” أو عبور المياه الفيضانية، مؤكدة أنّ “السلامة أولًا. يمكن أن تتغير الظروف بسرعة، لذا تابعوا تحديثات الطقس واستعدوا قبل السفر”. وأضافت الجمعية: “حتى المياه الضحلة قد تكون خطيرة – لا تحاولوا القيادة خلالها أبدًا”.
الشمال يواجه صقيعًا ورياحًا قوية مع انخفاض درجات الحرارة بسبب عاصفة كلوديا
من المتوقع أن يتحول الطقس في شمال بريطانيا إلى أبرد، مع تشكّل صقيع ليلي من الجمعة وحتى الأحد. كما يُتوقع هبوب رياح قوية في شمال غرب إنجلترا وويلز، قد تصل سرعتها إلى 70 ميلًا في الساعة في بعض المناطق.
ويرافق عاصفة كلوديا انخفاض ملموس في درجات الحرارة بداية الأسبوع المقبل، لا سيما في شمال وشرق إنجلترا، بحسب توقعات مكتب الأرصاد الجوية.
توضح عاصفة كلوديا أهمية تعزيز جاهزية المجتمعات المحلية لمواجهة الفيضانات والأمطار الغزيرة، مع ضرورة وضع خطط استباقية للحد من المخاطر وحماية السكان. وتشير التحذيرات المستمرة إلى ضرورة التوعية بأساليب السفر الآمن خلال الطقس القاسي، خصوصًا في المناطق الأكثر عرضة لتجمع المياه.
كما يعكس الحدث الحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز قدرة المدن على التكيف مع تغيرات الطقس المتطرفة، بما يشمل تحسين شبكات تصريف المياه وتطوير استجابة الطوارئ، لضمان توازن بين سلامة السكان واستمرارية الحياة اليومية في بريطانيا.
المصدر : التلغراف
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
