الشرطة تحقق في اعتداء عنصري استهدف رجلًا مسلمًا وطفله في ووستر

تعرض رجل مسلم وطفله البالغ من العمر عامًا واحدًا لهجوم عنصري في مدينة ووستر، حيث تم رشهُما بمادة مجهولة في واقعة وصفتها الشرطة البريطانية بأنها “هجوم بدافع عنصري”، ما أثار حالة من الغضب والقلق داخل المجتمع المسلم المحلي.
وقع الاعتداء في غيلفورد كلوز، بمنطقة رونكسوود، حوالي الساعة السادسة مساء يوم الأربعاء، وأسفر عن إصابة الضحيتين بتهيج جلدي بسيط نتيجة التعرض للمادة المجهولة.
اعتقال المشتبه بها

أعلنت شرطة ويست ميرسيا أنها اعتقلت امرأة تبلغ من العمر 77 عامًا للاشتباه في تورطها بالاعتداء، وبـ”التحريض العنصري العام” و”التهديد بالقتل”.
وأوضحت الشرطة أن المرأة أُعيد اعتقالها لاحقًا للاشتباه في مضايقة الضحايا، وهي لا تزال قيد الاحتجاز حتى الآن.
وأضاف متحدث باسم الشرطة أن التحقيقات مستمرة، مؤكدًا أن الضباط يعملون على طمأنة السكان المحليين وتقديم الدعم لهم عقب الحادث.
صدمة في المجتمع المسلم
أثار الهجوم ردود فعل غاضبة في أوساط المجتمع المسلم بمدينة ووستر، حيث عبّر قادة المجتمع في أحد المساجد عن “صدمتهم وحزنهم العميق” تجاه ما حدث.
ونشر مسجد ووستر بيانًا عبر صفحته على فيسبوك قال فيه: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسلام على الجميع. نشعر بصدمة وحزن عميقين جراء الهجوم العنصري الذي وقع في مدينتنا، حيث تم رشّ طفل يبلغ عامًا واحدًا ووالده بمادة مجهولة، وتعرضا لإساءات عنصرية وتهديدات بالقتل.
لم يكن هذا الهجوم على أسرة واحدة فقط، بل كان هجومًا علينا جميعًا، على سكان ووستر كافة. إن العنصرية والكراهية لن تنتصر أبدًا على مجتمعنا، وعائلاتنا، وقيمنا المشتركة.
نحث الجميع على البقاء يقظين ومراعاة من قد يكونون أكثر عرضة للاستهداف الظاهر.
وندعو مجتمعنا إلى ما يلي:
• البقاء متيقظين ودعم من يشعرون بعدم الأمان؛
• التحدث والإبلاغ عن أي حادثة كراهية أو إساءة؛
• إظهار التعاطف مع بعضنا، فكلمة طيبة أو فعل بسيط قد تعني الكثير؛
• رفض جميع أشكال الكراهية، العنصرية، الإسلاموفوبيا، معاداة السامية، وغيرها؛ لأن الكراهية تفرّق بيننا، لكن ووستر أقوى عندما نقف معًا.
دعونا نجعل مدينتنا مكانًا يشعر فيه الناس من جميع الخلفيات والأديان بالأمان والاحترام والترحيب.”
تصاعد جرائم الكراهية في المملكة المتحدة
يأتي هذا الاعتداء ضمن موجة متصاعدة من جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا، حيث تشهد البلاد تزايدًا مقلقًا في الهجمات ذات الطابع الإسلاموفوبي وسط تصاعد الخطاب اليميني المتطرف والتحريض ضد المهاجرين والفلسطينيين من قبل جهات مؤيدة لإسرائيل.
ففي 5 أكتوبر الجاري، وثّقت كاميرات المراقبة محاولة رجلين ملثمين إحراق مسجد في مقاطعة إيست ساسكس، في هجوم تعاملت معه الشرطة على أنه جريمة كراهية.
وفي اليوم التالي، 6 أكتوبر، أصدرت محكمة بريطانية أحكامًا بالسجن بلغ مجموعها أكثر من ست سنوات بحق ثلاثة رجال أدينوا بالمشاركة في أعمال عنف في مدينة إيبينغ، أثناء محاولة الشرطة تأمين مظاهرة سلمية خارج فندق “ذا بيل” الذي يؤوي طالبي لجوء.
وأظهرت كاميرات الضباط تورط الرجال الثلاثة في أعمال عنف أثناء المظاهرة التي كانت قد نُظمت في 17 يوليو الماضي.
مخاوف من تصاعد العنف ضد المسلمين
يحذر ناشطون ومنظمات حقوقية من أن تصاعد جرائم الكراهية وخطاب اليمين المتطرف في المملكة المتحدة قد يقود إلى هجمات أكثر خطورة ضد المسلمين.
ويخشى العديد من أبناء الجالية الإسلامية أن يشهد المستقبل القريب هجومًا دمويًا على مجتمعهم، في ظل ما وصفوه بـ”تساهل السلطات مع دعاة الكراهية والتحريض”.
تستنكر منصة العرب في بريطانيا (AUK) هذا الاعتداء العنصري بأشد العبارات، وتعتبره انتهاكًا صارخًا للقيم البريطانية القائمة على التسامح والمساواة.
وترى المنصة أن تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين يعكس حالة خطيرة من الاستقطاب المجتمعي والسياسي يجب مواجهتها بالحزم والوعي.
وتؤكد AUK على ضرورة أن تتحمل السلطات البريطانية مسؤولياتها كاملة في حماية الأقليات والتصدي لكل أشكال العنصرية والإسلاموفوبيا، ليس فقط عبر الإجراءات الأمنية، بل من خلال سياسات تربوية وإعلامية واضحة تكرّس ثقافة التعايش والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع البريطاني.
المصدر: 5pillarsuk
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇