يُتوقع أن يعلن زعيم حزب العمال، كير ستارمر، هذا الأسبوع عن مجموعة من الإجراءات الطموحة لتقليل قوائم الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، والتي تتضمن تنفيذ 92% من العمليات الروتينية والمواعيد في إنجلترا خلال 18 أسبوعاً بحلول مارس 2029. ويُذكر أن هذا الهدف لم يتحقق منذ نحو عقد، بحسب ما أفادت صحيفة “التايمز”.
خطط التمويل والتنفيذ
أعلنت وزيرة المالية، راشيل ريفز، في موازنة أكتوبر عن تخصيص 22 مليار باوند إضافية لدعم هيئة NHS على مدى العامين المقبلين، بهدف المساهمة في تقليص أوقات الانتظار. ومع ذلك، حذر مسؤولو الصحة من أن تحقيق هذه الأهداف قد يتطلب تقليص بعض الخدمات الأخرى، مثل الطوارئ، والرعاية المجتمعية، والصحة النفسية.
وفقاً لاستطلاع أجرته هيئة “NHS Providers”، فإن 71% من قادة المستشفيات و100% من مديري خدمات الإسعاف والمستشفيات الحادة يرون أن تحقيق هذه الأهداف بحلول 2029 يُعدّ أمراً غير مرجح.
أعرب سيمون ستيفنز، الرئيس السابق لـ NHS England، خلال جلسة في مجلس اللوردات، عن مخاوفه من أن التركيز السياسي على تقليل أوقات الانتظار للعمليات الروتينية قد يؤدي إلى تهميش تمويل خدمات الصحة النفسية. وأشار إلى أن معيار الاستثمار في الصحة النفسية – الذي ينص على زيادة الإنفاق بما يتماشى مع نمو الميزانية العامة – قد لا يتحقق.
رؤية حزب العمال
حزب العمال كان قد تعهد في برنامجه الانتخابي بتعيين 8,500 موظف إضافي في مجال الصحة النفسية خلال ولايته الأولى، وتقليل أوقات الانتظار للرعاية النفسية. ويأتي ذلك ضمن خطة أشمل تشمل تحسين مستويات المعيشة، وبناء 1.5 مليون منزل بأسعار معقولة، وتعزيز جاهزية الأطفال للالتحاق بالمدارس.
من جهته، قال الدكتور تيم كوكزلي، الرئيس السابق لجمعية الطب الحاد (SAM): “أي خطة تهدف لتحقيق نسبة 92% دون تحسين الرعاية العاجلة وخدمات الطوارئ مصيرها الفشل. هذا سيؤدي إلى زيادة معاناة المرضى الذين ينتظرون فترات طويلة لإجراء العمليات، وأولئك الذين يواجهون ظروف اكتظاظ مروعة في أقسام الطوارئ.”
نفى وزير مكتب مجلس الوزراء، بات ماكفادن، أن تكون هذه الخطوة محاولة لإعادة ترتيب الأولويات بعد البداية المتعثرة لحكومة العمال. وقال لشبكة “سكاي نيوز”: “ما نفعله هذا الأسبوع هو تقديم خطة للتغيير خلال السنوات المقبلة، لإبلاغ الجمهور بأولوياتنا وتحفيز النظام الحكومي لتحقيق الأهداف.”
وأضاف: “نعلن عن خططنا لتحضير الأطفال للمدارس، وتقليل قوائم انتظار NHS، ومنح المزيد من الناس فرصة امتلاك منزل.”
آفاق مستقبلية
رغم الانتقادات التي تواجهها هذه الخطط الطموحة، فإن حزب العمال يسعى لإثبات التزامه بتحسين خدمات NHS واستعادة ثقة الجمهور. ويظل السؤال الأساسي: هل ستتمكن هذه الإجراءات من تحقيق أهدافها ضمن الإطار الزمني المحدد؟