العرب في بريطانيا | كيف نوازن بين رغبتنا بالطعام وخوفنا من الوزن ال...

1445 رمضان 19 | 29 مارس 2024

كيف نوازن بين رغبتنا بالطعام وخوفنا من الوزن الزائد ؟

كيف نوازن بين رغبتنا بالطعام وخوفنا من الوزن الزائد ؟ (أنسبلاش: i yunmai )
Carolyn Ross December 7, 2021
كيف نوازن بين رغبتنا بالطعام وخوفنا من الوزن الزائد ؟ (أنسبلاش: i yunmai )

لا خلاف على اتباع نظام صحي متوازن حفاظا على الرشاقة والوزن، لكن عندما تخرج الأمور عن السيطرة ويتحوّل الأمر إلى هاجس ندخل في دوامة يصعب الخروج منها. كيف نوازن بين رغبتنا بالطعام وخوفنا من الوزن الزائد ؟

إذا كنت قد جربت أنظمة غذائية مختلفة للمساعدة في الهوس بالطعام، أو الإفراط في تناول الطعام، أو الأكل العاطفي (الأكل المرتبط بالحالة العاطفية)، فربما توصلت إلى استنتاج مفاده أن مشكلات الطعام وصورة الجسم لا تتعلق بالطعام، بل تتعلق بكيفية استخدامك للطعام للتعامل مع عواطفك، وتجاربك في الماضي، والمعتقدات التي نتجت عن الأذى أو الصدمات الماضية. لا تتوقع أن يكون شفائك سريعا وأكثر استدامة إلا إذا عملت على حل مشاكلك الغذائية ومشاكلك مع جسمك بطريقة أعمق.

اضطرابات الأكل ووباء كورونا

زادت السلوكيات الظاهرية غير المرغوب فيها سوءا عند الناس خاصة مع جائحة كورونا. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الوصول المحدود إلى الطعام كان سببا لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل. كما أدى الوباء إلى زيادة معدلات القلق واستخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر. وأدى الحجر الصحي، خاصة في المنازل حيث العلاقات السيئة بين أفراد العائلة، إلى تفاقم العزلة أو إلى استمرار سلوكيات اضطرابات الأكل.  

من ناحية أخرى، أدت العزلة أثناء الجائحة إلى الشعور بالوحدة، والاستحواذ على تناول الطعام، وزيادة في السلوكيات غير المرغوب فيها مثل التخفيف أو الإفراط في تناول الطعام، والتمارين البدنية القهرية.

حالة مرضية

في ما يلي حالة لمريض (تتغير الأسماء والتفاصيل لحماية السرية):

كان بيلي طفلا ضخم البنية مثل والديه. إعتقد الجميع أنه بسبب حجم بيلي، سوف يسير على خطى والده ويكون لاعب كرة قدم في المدرسة الثانوية. عندما كان في الصف الخامس، اتخذت حياته منعطفا غير متوقع: ماتت والدته بسبب سرطان الثدي. بعد وفاتها، بدأ يكتسب الكثير من الوزن. في المدرسة الثانوية، كان يزن أكثر من 300 رطل ( ١٣٦ كيلوغرام). قرر بيلي يائسا إجراء عملية تحويل مسار المعدة للتخلص من الوزن الزائد.  في البداية فقد وزنه، لكن بمرور الوقت عاد إلى الإفراط بالأكل على الرغم من أن طبيبه أخبره أنه قد يمزق معدته الجديدة بعد الجراحة. في غضون عامين، استعاد الوزن الذي فقده. إذاً، علاج الأعراض الظاهرية، مثل الوزن، لم يحل مشكلة بيلي.

ماذا نستنتج من حالة بيلي؟ 

مشاكل الطعام أو الوزن مثل جبل الجليد. يمكن للجميع رؤية الجليد فوق سطح الماء، لكن لا يمكنهم دائما رؤية الجزء الأكبر من الجبل الجليدي تحت الماء. ما يجذب انتباه الجميع هو الظاهر مثل الوزن، والسلوكيات مثل الإفراط في تناول الطعام، وعدم الرضا عن الجسد. يمكن لهذه السلوكيات أن تجعلك عاجز عن إدارة حياتك، وأن تسبب لك مصاعب مالية ومشاكل طبية وتعاسة عامة.

أصدقاؤك وعائلتك يركزون على ما يقلقك ويسيطر على حياتك لذلك ينجذبون إلى مشاكل الطعام وصورة الجسم، والسلوكيات المرتبطة بها. تخيل كيف ستكون حياتك إذا لم تقضي معظم وقتك في التفكير في وزنك، أو كيفية إنقاصه، أو كيف تشعر بالخجل من جسمك، أو ما تخطط لتناوله أو لمنع نفسك من تناوله.

تشمل سلوكيات الأكل الظاهرية: الإفراط في الأكل، الشراهة، الحمية الغذائية،  استخدام حبوب الحمية أو مدرات البول أو المسهلات، والأكل العاطفي.  

خطوات الشفاء

الخطوة الأولى للشفاء هي أن تصبح أكثر وعيا بالسلوكيات. أما الخطوة التالية هي أن تبدأ في تعلم مهارات جديدة يمكن أن تساعدك في التعامل مع التوتر والعواطف دون استخدام الطعام. سيمنحك هذا مساحة لاستعادة هويتك (نفسك أو ذاتك الأصيلة) وتعلم كيفية فهم المشاعر المزعجة والتعامل معها بطرق لا تتضمن الطعام.

إن ذاتك الأصيلة هيجوهرشخصيتك. قد تكون لطيفا وذكيا ومضحكا، ومع ذلك يمكن لسلوكياتك وهواجس اضطراب الأكل أن تخفي ذاتك الأصيلة، مما يجعلك تأخذ سمات مرتبطة بـاضطراب الأكلمثل الشراهة، الخجل من النفس، أو حتى كراهية الذات. عندما تعالج فقط الجوانب الظاهرية لمشاكل طعامك وصورة جسدك، فلن تعيد الاتصال مع ذاتك الأصيلة التي وحدها توفر الأمن والأمان والفرح الذي تريده في حياتك.

تماما كما تأتي الجبال الجليدية في العديد من الأشكال والأحجام، فقد تجد أشكال متعددة لردات فعلك تجاه معالجة صورة جسمك ومشاكل الطعام. في بعض الأحيان عندما تركز على الرقم على الميزان، تشعر بأن الموضوع بغاية الصعوبة كأنك تقف على حافة عالية وتشعر بالرعب من القفز (كيف سأفقد100 رطل؟“). في حالات أخرى، قد يبدو من السهل القيام بالموضوع (“لقد فقدت الوزن من قبل؛ يمكنني القيام بذلك مرة أخرى“)، ولكن عندما تبدأ في النظر بشكل أعمقإلى ما يوجد في داخلك، في العواطف التي تقود سلوكياتك، في الأذى والصدمات الماضية، أو حتى في المعتقدات الجوهرية التي كنت تعتز بها معظم حياتكتصبح خائفا ومرهقا ولا تستطيع رؤية طريقة للنجاح.  كِلا ردود الفعل طبيعية ومتوقعة.

قد تجد أيضا أن لديك علاقة مزدوجة أو متضاربة مع هذه السلوكيات. على سبيل المثال، قد تدرك أن بعض الأطعمة لا تجعلك تشعر بالسعادة، ولكن لا يمكنك التوقف عن تناولها.  قد تفرط في تناول الأطعمة السكرية في فترة ما بعد الظهر، ثم تشعر بالغثيان والتعب معظم بقية اليوم لتجد نفسك ترغب في تناول الطعام مرة أخرى في وقت لاحق من المساء. قد يكون تناول بعض الأطعمة أمرا مريحا ولكنه قد يؤدي إلى الشعور بالذنب والعار بعد ذلك.

كجزء من تحضير نفسك لإيقاف هذه السلوكيات، سيساعدك ذلك على أن تصبح أكثر وعيا بكيفية ظهور الطعام على أنه يمثل الحب أو الراحة أو الأمان أو أي شيء يمثله لك حاليا. حتى تتمكن من تحديد الاتصال الأصلي الذي قمت بتزويره بالطعام، ستواجه صعوبة في كسر الحلقة التي تبقيك عالقا: قد يعتقد عقلك أنك تريد تناول الطعام لأنك جائع، بينما تدفعك عواطفك لتناول الطعام بسبب ذكريات ضائعة تربط أطعمة معينة بالحب أو الراحة أو الأمان. سوف يشرح هذا الوعي سبب عدم قدرتك على التوقف عن الإفراط في تناول أطعمة معينة أو لماذا تجد نفسك تفرط في تناول الطعام لدرجة الشعور بالمرض على الرغم من أنك لا تريد ذلك حقا.

غالبا ما تبدأ السلوكيات الظاهرية عندما كنت أصغر سنا ولكنها أصبحت مزعجة فقط مع تقدمك في السن. قد تكون هذه السلوكيات قد سبقتها أحداث في حياتك ربما لم تفكر فيها منذ سنوات وقد لا تتصل بمشاكلك الحالية مع الطعام أو صورة الجسم.

يمكن أن تتسبب تجارب الحياة الصعبة في كثير من الأحيان في الخلط بين الأكل من أجل التغذية والأكل من أجل المتعة. يمكن أن يقودنا هذا إلى إقناع أنفسنا بأننا بحاجة إلى علاج أو مكافأة أو إراحة أنفسنا بالطعام.

لقد علمتنا وسائل الإعلام وعائلاتنا والمجتمع أننا إذا كنا نعاني من البدانةأو إذا كنا مختلفين بأي شكل من الأشكال عما يراه المجتمع مقبولا (شابا، نحيفا، مستقيما، إلخ) – لا يمكننا الحصول على ما  لدى الآخرين، والأهم من ذلك، ما نريده بشدة.

كل واحد منا يتوق لحياة أفضل ولتحقيق الأحلام. الأمر المربك هو أننا قمنا بمساواة الصفات الظاهرية مع ما نعتبره الأفضل لحياتنا. على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أنك يجب أن تكون نحيفا من أجل الحصول على العلاقة التي تتوق إليها، فربما تكون قد نسيت ما تتوق إليه حقا، وهو الشعور بالارتباط الحميم وبالمشاعر التي تملأ قلبك. وأحيانا تفكر في تأجيل أحلامك أو حتى إغلاقها، في انتظار الحصول على جسدك المثالي.

ماذا يمكنك أن تفعل حيال كل هذا؟  

إليك بعض الخطوات التي ستساعدك على تحديد وفهم السلوكيات الظاهرية.

١- ضع قائمة بكل سلوكياتك غير المرغوب فيها، مثل:

تخزين الطعام
الأكل بشراهة
الأكل في الخفاء
الأكل العاطفي
استخدام الملينات أو مدرات البول
تفادى بعض الوجبات

٢- بعد ذلك، قم بوضع قائمة بالأطعمة التي تميل إلى الرغبة في تناولها، أو تناولها كمكافأة، أو تناولها كوسيلة للتمرد ضد شخص ما أو شيء ما في حياتك.

٣- اسأل نفسك ما الذي ستفقده في حياتك إذا لم يعد بإمكانك اللجوء إلى تلك الأطعمة للتخدير، أو للتعامل مع التوتر، أو للتعامل مع مشاعرك؟

٤-أخيرا، اسأل نفسك ودوِّن يومياتك عن الأحلام التي علقتها لأنك تنتظر الحصول على جسم مختلف.

 

المصدر: Psychology Today


اقرأ المزيد:

كيف يعزز العطاء للآخرين صحتنا النفسية

أربعة عشر نصيحة عملية لمقاومة اكتئاب الشتاء

5 نصائح لتنعم بيوم أكثر سعادة

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.